عذاب المسامير
عندئذٍ غضب أنطيوخس غضبًا شديدًا وأمر بأن يوضع في رجلَي سركيس حذاء، غُرزت في داخله مسامير من حديد طويلة وحادّة.
وأمر جنودَه، أن يسيروا به بسرعة أمام مَرْكَبته وهو منتعل هذا الحذاء. فساروا بالشهيد مسافة تسعة أميال من بلدة شورا إلى بلدة مجدل ميَّا.
أمّا سركيس فبالرغم من الدم الذي كان يسيل من رجليه كان يرتّل ويقول:
«وكلتُ أمري إلى الله، فمال إليّ وسمع صلاتي. واصعدني من جبّ الضلال الفاسد، ومن قذارة عبادة الأصنام الوثنيّة.
ثبَّتَ رجليّ على صخرة الإيمان، وهدى خطواتي إلى المعتقد الصحيح»
وعندما دخل إلى بلدة مجدل ميّا قال له أنطيوخس:
«إنّي أعجب منك يا سركيس، كيف قدرتَ أن تتحمّل هذه الآلام والتجارب الصعبة، بعد أن كنتَ تنعم بتلك العظمة والملذّات!»
فأجابه سركيس بفرح:
«يا صاحبي أنطيوخس، إنّ هذه الآلام والعذابات في سبيل المسيح ليست مرّة عليّ، بل إنّها أحلى وأعذب من شهد العسل»
بعد ذلك طُرح سركيس في السجن. وفي السجن لم ينقطع عن الصلاة وترتيل المزامير. وعند منتصف الليل، ظهر له ملاك الربّ وشجّعه واقترب منه ولمس رجليه وشفاه من جراحاته.
وعند الصباح أمر أنطيوخس بإخراج سركيس من السجن وإحضاره إليه. فلمّا مثل أمامه تعجّب كيف أنه استطاع الوصول إليه ماشيًا على قدميه بدون وجع وقال مندهشًا:
«إنّ هذا الرجل لساحر».
ولمّا رآه متصلّبًا في رأيه ورافضًا عبادة الأصنام أمر أنطيوخس أن يوضع في رجلَي سركيس حذاءُ العذاب الذي انتعله من شورا إلى مجدل ميّا ويُساق بسرعة أمام مركبته من مجدل ميّا حتّى الرصالة مسافة تسعة أميال أيضًا.
وعند الوصول إلى الرصافة قال أنطيوخس لسركيس:
«هل استفقت من جنونك يا شقي، وتخلّيتَ عن معتقدك الصلب؟ هل تقدّم الآن الذبيحة للآلهة؟
فأجابه سركيس:
«لن أسجد للأبالسة والشياطين، ولن أقدّم الذبيحة للأصنام، بل للربّ إلهي أذبح نفسي، وإليه أتضرّع ليرتضي بي»
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post