القديس بيريغران
وصف الصورة الموضوعة على الغلاف
كلّ الذين يحجّون لزيارة معبد القدّيس بيريغران سيتعرّفون إلى صورة القدّيس المكرّم المعلّقة في معبده القائم في مونريال، والموضوعة على غلاف هذا الكتيّب.
إنّها من رسم رسّامة من كيبك (كندا)، هي السيّدة فرانس ليفرنفوا Mme France Livernois، وهي تمثّل الأخ بيريغران يصلّي، سائلاً الربّ يسوع مصلوبًا أن يشفي ساقه المصابة بعلّة ويُبقي أوجاعه.
يسمح بطبعه:رئيس أبرشيّة مونريال
شجّع على طبعه:الأب ميلهوت من رهبنة خدّام مريم، (الرئيس الإقليمي) 19 حزيران 1989 الطبعة الثانية (طبعت في كندا)
كلّ الحقوق محفوظة، في كلّ البلدان .
كلمة شكر إلى:
– المونسنيور أندريه ماري سيميشيلاّ، أسقف مساعد وكاهن بازيليك كاتدرائيّة مونريال، على مجموعته الغنيّة جدًّا، من المستندات، وتلبيته الدائمة للرهبنة.
– الأب أرمان ماري غوردو (من رهبنة خدّام مريم) على ترجمته النصوص الإيطاليّة، وتفانيه للمعبد.
– كلّ الذين شاركوا في وضع سيرة حياة القدّيس بيريغران هذه.
– حضرة الخوري (رئيس الدير) رينالد تيوري، كاهن جماعة القدّيس أوزيب ? دي ? قيرسييْ المسيحيّة، وإلى أبناء الرعيّة أو الرعايا الذين استقبلوا القدّيس بيريغران في كنيستهم، وإلى وكلاء إدارة أملاك الكنيسة.
– الآنسة ماري تيريز شوفاليي، مؤسّسة جريدة «يسوع، مريم، وزماننا الحالي» وباعثة النشاط فيها.
مقدّمة
علينا أن نستقي من غنى القرون الوسطى لكي نتعرّف إلى «وجه» القدّيس بيريغران.أمّا اسمه فإنّه يدلّ عليه فهو يعني، بحسب علم الاشتقاق اللاتينيّ، «حاج» أو «تغرّب» أو «رائد في رحلة طويلة» أو «سائح». من مسقط رأسه، مدينة فورلي Forli (شمالي إيطاليا)، ذهب ماشيًا إلى مدينة سيينّا. فبعد أن كان في شبابه ذا طبع ميّال إلى الحرب والخصام، اهتدى إلى «طريق دمشق» (حيث اهتدى بولس الرسول). نعم، بعد أن أهان وصفع الرئيس العام لرهبنة خدّام مريم، القدّيس فيليب بينيزي، الذي كان حضر منتدبًا من الأب الأقدس، ليهدّئ المنطقة، أصبح من تلاميذه: إنّها قوّة الهداية، فائقة الطبيعة، أنعم بها الله عليه! وعندما رجع إلى مسقط رأسه أصبح خادم مريم، المتحمّس لتكريم الله، والسخيّ إزاء احتياجات إخوانه. وهناك في فورلي أصيب بعلّة في ساقه لا تُشفى، جعلت ساقه معرّضة للبتر. فدبّ دبيبًا إلى قاعة مجمع الرهبنة لكي يلتمس شفاءه.
وهناك رأى في الحلم الربّ يسوع ينفصل عن الصليب ويشفي قرح ساقه السرطانيّ. ومن هنا انتشرت شهرته أنّه عجائبيّ. وما حصل عليه أخذ يوزّعه على غيره: فها هو يصبح شفيع المصابين بداء السرطان وشفيع الذين يصلّون لكي ينجوا من هذا الداء.
لقد زرتُ مدينة فورلي أكثر من مرّة، مجتازًا «روبيكون قيصر» وصاعدًا من جديد نحو ريميني ويادوا. إنّ «عدوّى» القداسة لا تزال حيّة هنالك. وهذا ما يرينا إيّاه، بعزم وحماس وورع، الشمّاس الإنجيليّ هنري غانيون.
أيّها القراء، اقرأوا هذا الكتيّب. إنكم ستكتشفون فيه أشياء ممتعة ومفيدة: فبيريغران، هذا الحاج الذي ما زال عصريًّا، سيعينكم في حجّكم الأرضيّ.
+ أندريه م. سيميشسيلا (من رهبنة خدّام مريم)
أسقف مساعد في مونريال16 تمّوز 1989عيد سيّدة جبل الكرمل
الذكرى السنويّة الخامسة والعشرين لسيامتي الأسقفيّة
أوّلاً: القدّيس بيريغران في مونريال1987 …
فيما نحن ننسى، بسهولة كبيرة، أمواتنا، يبعث يسوع، في محبّته العظيمة، وجه راهب متواضع عاش في القرن الرابع عشر، ألا وهو القدّيس بيريغران، بل يجعل منه قدّيس الأمل والرجاء، وشفيعًا قديرًا.
لقد هيّأ القدّيس بيريغران مجيئه خلال خمسة سنوات بواسطة ساعة السجود التي كانت تُقام كلّ يوم أحد في كنيسة القدّيس أوزيب. كان هنالك فريق صغير، كثير الورع، يؤمّن حضورًا مصلّيًا وأمينًا.
إنّ الكلمات التالية التي قالتها إحدى أفراد هذا الفريق تختصر زمن الانتظار هذا: «نحن قليلون، ولكن فلنستمر مع ذلك، فسيأتي يوم تمتلئ فيه هذه الكنيسة بالمصلّين».
في تمّوز من سنة 1986 ألقى المطران أندريه ? ماري سيميشيلاّ، وهو أسقف مساعد وكاهن كاتدرائيّة مونريال، مواعظ التساعيّة الكبيرة التي أُقيمت في سانت آن دي بويري Sainte- Anne de Beaupré. وخلال نزهة قرب الكاتدرائيّة تلقّينا دعوة أولى: «لماذا لا تنظّمون في كاتدرائيّة مونريال عيد القدّيس بيريغران؟»، قالها المطران سيميشيلاّ، وهو من «خدّام مريم».
في 4 أيّار 1987، على الرغم من إضراب قطاع النقل العام، احتفل حضور كثير العدد، بروحيّة اختلاء وتأمّل، بعيد الخادم الكبير للربّ.
وها هي الدعوات تتكاثر، في الأيّام التي تلت هذا الاحتفال، لإيجاد مكان تُقام فيه الصلوات إلى القدّيس بيريغران. وحيث أنّنا كنّا نقوم بالخدمة الكهنوتيّة في رعيّة القدّيس أوزيب دي قرسيي، فقد طلبنا إلى راعيها، الخوري (رئيس الدير) ريمون تيوري، توفير حجر (زاوية) للقدّيس بيريغران.في 11 تشرين الأوّل 1987، في غمرة السنة المريميّة، وبترؤس المطران سيميشيلاّ، «اجتاح» الكنيسة حجّاج أتوا من كلّ ناحية بمناسبة تدشين مكان للصلاة إلى القدّيس بيريغران.
منذ البداية أظهر الربّ يسوع أنّه هو الذي قد أراد ونظّم مكان الحجّ هذا. إنّه يختار «أدوات» مسكينة. لا خبرة لها، ولا تجلب معها سولا حماستها وهمّتها، وطيبة قلبها، وحبّها للمتألّمين.
ومنذ ذلك الوقت والربّ يسوع يجمعنا في هذا المكان المبارد حيث ينعم علينا بحضوره الفاعل حقًّا. تبدأ كلّ حجّة بعبادة القربان الأقدس. وعلينا أن نذكر أيضًا ساعات السجود، ومباركة المرضى، والتطوافات بالقربان الأقدس، وعلى الأخصّ الإفخارستيّا وهي مركز وقمّة حجّاتنا.
كما أننا ننعم بحضور أمّنا مريم، سيّدة المدارس. لقد كانت تهيّئ منذ بعض السنوات مجيئها إلى هذا المعبد. وها هو أحد زملائنا القدامى وقد أصبح مديرًا للمدرسة، يدعونا ليهدينا هذا التمثال الجميل لمريم وهي تعطينا ابنها.وعلى مثال القدّيس بيريغران أخذنا نمارس تعبّدًا مريميًّا حقيقيًّا عن طريق المواظبة على التأمل، والاحتفال بأعيادها الرئيسيّة؛ نذكر بشكل خاص الشهر المريميّ وشهر الورديّة. ونحن نعيش تطوافات، وساعات مريميّة، وتلاوة المسبحة، والتكرّس ليسوع بواسطة مريم. ويزداد باطّراد تسمية الحجّاج لها بهذا الاسم الجميل: «يا أمّنا»، «يا أمّي».
وننعم أيضًا بحضور القدّيس بيريغران ممثّلاً بأيقونة رسمتها فنّانة من كيبك (كندا)، هي السيّدة فرانس ليفيرنوا. هذه الايقونة تمثّل القدّيس يصلّي. إنّه يطلب من يسوع وهو على الصليب أن يشفي ساقه العليلة مبقيًا على أوجاعه، إذا كان هذا ما يشاؤه.
إنّ المعبد يحتوي على عدّة ذخائر من القدّيس بيريغران يكرّمها الحجّاج بإيمان وحبّ، وهو يزخر نشاطًا طيلة السنة. وبالإضافة إلى الزيارات (المحجّات) الأسبوعيّة، هنالك التساعيّة الدائمة تُقام قبل الظهر من كلّ يوم أحد.
وفي كلّ شهر يتجمّع عدد كبير من الحجّاج ليقيموا صلاة بعد الظهر بناء على دعوة باعثي النشاط في المعبد. وفي كلّ سنة، في بدء شهر أيّار، تُقام ثلاثيّة استعدادًا لعيد القدّيس بيريغران.
لقد دفع شفيعنا إلى تأسيس جمعيّة القدّيس بيريغران: فقد تألّف فريق من الكهنة والرهبان والعلمانيّين المتفانين والحاضرين في كلّ وقت، والممتلئين من الربّ يسوع، وهم يقدّمون خدمة متواضعة تملؤها المحبّة:
1.في حياة المعبد الليتورجيّة.
2.في استقبال ومساعدة المرضى والحجّاج.
3.في تنظيم زيارات الحجّ.
4.في الإصغاء إلى المرضى.
5.في المراسلة وكلّ النشاطات الأخرى التي تهمّ الجمعيّة ومعبد القدّيس بيريغران.
لقد ذكرنا كلّ ذلك لجعلكم تتذوّقون التعرّف إلى القدّيس بيريغران، قدّيس الأمل والرجاء، والشفيع الكبير لدى الربّ يسوع:
للمرضى الذين يعانون من داء السرطان.
للأشخاص الذين يريدون أن ينجوا من هذا الداء.
لكلّ واحد منّا، يعاني من سرطان في حياته العماديّة (أي في حياته كمعمّد) وقد أصيبت بالأنانية والعجرفة والرتابة (أي «الروتين» والجمود).
No Result
View All Result
Discussion about this post