الثقة بالرحمة الالهية
الثقة، هذا هو نداء يسوع الكبير؛ به يريد أن يبعث شعور الثقة الوطيدة برحمته مخاطبًا إيّاها قائلاً: “يا ابنتي، إنّ لهيب رحمتي يلتهمني وكم أرغب أن أسكبه في قلوب بني البشر”.
ويشكو بمرارة من النقص في الثقة:
“إنّ النقص في الثقة عند النفوس يمزّق أحشائي. وما هو أشدّ مرارة لي هو النقص بالثقة عند النفوس الحارّة. إنّها لا تزال تشكّ بعد بالرغم من حبّي الذي لا ينفد”.
ويأمر الأخت فوستين بالكتابة لأجل تعزية من هم أكثر الناس ذنبًا:
“من هم أكثر الناس إثمًا لهم الحق قبل الآخرين جميعًا بكنوز رحمتي التي لا حدّ لها. فالنفوس التي تلجأ إلى رحمتي هي ما يحلو لي. وأنا أهبها نعمًا تفوق بكثير ما تطلبه هي منّي. لن أعاقب أكبر الخطأة ما دام يستغيث برحمتي. فأنا أبرّره في لجّة هذه الرحمة التي لا يمكن سبرها”.
ويدعو الفادي البشريّة لكي تستنجد برحمته قبل أن يحلّ وقت عدله؛ قائلاً لها: “أكتبي أنني أفتح واسعًا باب رحمتي أوّلاً، قبل أن آتي لكي أجازي. فالذي لا يريد العبور من خلال باب رحمتي عليه إذن العبور من خلال باب عدلي”.
ارتعدت الأخت فوستين إزاء الرؤى التي أظهرها لها يسوع بخصوص خطايا البشريّة. وكانت تسأل نفسها مذعورة عن احتمال الربّ لمثل هذه الإهانات؛ فأجاب عنها يسوع: “لديّ الأبديّة بأكملها لأجل إجراء العقاب أمّا الآن فأنا أطيل زمان رحمتي ولكن الويل لمن لا يستفيد من زمان نعمتي سيبحث عنه بعدئذٍ فلا يجده.
وأنت، أمينة سرّ رحمتي، أوكل إليك واجب الكتابة عن رحمتي، لا هذا فقط بل واجب نشرها أيضًا. وبك أنيط أمر سؤلي نعمًا حتّى يُغبّطَ الكلّ رحمتي”.
وقال لها يسوع أيضًا: “أكتبي، كلّما تفاقم البؤس عَظُم الحق برحمتي. أُدعي النفوس جميعها إلى الثقة بلجّة رحمتي التي لا تصدَّق لأنني أرغب في خلاصها كلّها. فقد إنفتح واسعًا ينبوع رحمتي بالحربة عندما كنت على الصليب وهذا لأجل جميع النفوس ولم أستثنِ أحدًا قط”.
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post