عذراء القبلة الحلوة Γλυκοφιλούσα:
هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير فيلوثيو Ιερά Μονή Φιλοθέου.
تعود هذه الأيقونة إلى أيام الملك ثاوفيلوس المحارب للأيقونات.
في ذلك الزمان كان أمير اسمه سمعان وكانت له دالة كبيرة على الملك وكان متزوجاً من امرأة فاضلة وورعة وتقية اسمها فكتوريا. هذه المرأة الفاضلة كانت تكرّم الأيقونات وكانت تحتفظ بهذه الأيقونة سرًا في بيتها. عندما عرف سمّعان رجلها بوجود الأيقونة عند زوجته طلب منها الأيقونة ليحرقها خوفاً من أن يعلم بوجودها الملك وجنوده فيقع تحت اللوم والتوبيخ. إلا أن الزوجة التقية فكتوريا فضّلت أن ترمي هذه الأيقونة في البحر على أن تسلمها لمحاربي الأيقونات وهكذا كان الأمر. بعد مدة ظهرت هذه الأيقونة في البحر بالقرب من جبل آثوس مقابل دير فيلوثاوس. فقبلها الرهبان باحتفال كبير ووضعوها في كنيستهم الكبرى.
والمكان الذي وجدت فيه الأيقونة قرب الشاطئ أطلق عليه الرهبان اسم (الماء المقدس) وفي كل عام يوم اثنين الفصح يقومون بزياح كبير من الدير إلى هذا المكان حاملين هذه الأيقونة المقدسة.
لقد أظهرت السيدة العذراء بواسطة أيقونتها هذه عجائب مختلفة.
من هذه العجائب أنه في أحد الأيام أتى زائر إلى الدير ودخل كنيسته، وبعد أن سجد للأيقونة المقدسة ورأى ما عليها من الجواهر والقطع الذهبية، غرّه الشيطان، فسرق من أمام الأيقونة بعض هذه القطع وفرّ بها هارباً. ثم دخل مركباً وانطلق في البحر، فبعدما أقلع المركب وسار مسافة قليلة، وقف ! ولم يتمكن قائد المركب أن يواصل سيره بالرغم من كل محاولاته. فتعجب جميع الركاب لهذا الحادث.
شعر رهبان الدير بسرقة القطع الذهبية من أمام الأيقونة فأخذوا يفتشون، ويبحثون عن السارق ولكنهم لم يعثروا على أحد.
لاحظ الرهبان وجود المركب في وسط البحر ساكناً في مكانه، فأرسلوا بعض الرهبان من أجل المساعدة، ولما وصلوا إلى المركب، اعترف السارق بما فعل، وردّ القطع المسروقة، فللوقت عاد المركب إلى وضعه الصحيح، فعاد الرهبان إلى قاربهم وسار المركب في البحر بلا مانع وكأن شيئاً لم يكن. ففرح الرهبان وأدوا مجداً لله وشكروا السيدة العذراء التي أظهرت قوتها بنوع عجيب.
وهذه عجيبة أخرى من عجائب هذه الأيقونة، وهي أن أحد الزوار جاء إلى الدير، وطلب من الرهبان أن يقصّوا له عجائب السيدة العذراء التي تمت في دير هم، فقصّ له أحد الرهبان عما كان يعرفه بكل بساطة. ولكن الزائر اعتبر أن كل هذه الأخبار خرافات وحكايات لا تصدق.
بعد قليل صعد الزائر إلى مكان مرتفع في الدير، فسقط من فوق إلى أسفل، عندئذٍ شعر بأن ذلك كان قصاصاً له بسبب قلة إيمانه، فصرخ للحال: “يا والدة الإله أعينيني”. فلم يصبه أدنى ضرر، فأسرع للاعتراف بما حدث له.
المراجع:
فياض، اسبيريدون (الأب). أيقونات السيدة العذراء العجائبية في الجبل المقدس، منشورات مطرانية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس، اللاذقية- سوريا، 2000.