تعرض هذه الدراسة أيقونات روسيّة لمار مارون، وخصوصًا الأيقونة العجائبيّة الموجودة الآن في دير فالامو الجديد في فنلندا. كانت الأيقونة العجائبيّة جزءًا من مجموعة أيقونات دير فالام المتواجد على جزيرة بحيرة لادوغا الواقعة مقابل مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا. ولقد اكتشف السّيد غدي البستاني، اللبنانيّ الذي يعيش في هلسنكي، وجود هذه الأيقونة خلال زيارته للدير في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وله يعود الفضل في التعريف عن هذه الأيقونة. وبعد اتصال من الباحثة غيتا حوراني بالسيّد البستاني، قامت هي برحلة إلى الدير وأجرت الأبحاث الأوّليّة حول هذه الأيقونة وغيرها، ومن ثمّ زارت كنيسة مار يوحنّا الروسيّ ومار مارون قرب الساحة الحمراء في موسكو، لتنتقل من ثَمّ إلى سان بيطرسبرغ في سبيل البحث عن مراجع حول دير فالام .
وفي نبذة حول دير فالام، كتبت حوراني «كان الدير مركزًا للعمل التبشيريّ بالديانة المسيحيّة في التقليد البيزنطيّ، وإنّه لعب دورًا مهمًّا في نشر الإنجيل في أجزاء مختلفة من منطقة كاريليا، وبالتالي أصبح مرجعاً للحياة المسيحيّة الروسيّة مع انتشار سمعته في روسيا ودول البلطيق».
ولقد اكتشفت حوراني أنّه كان للدير محترفٌ لرسم الأيقونات، وأنّ أكبر الرسّامين كانوا يؤمّون المحترف لرسم أيقوناتهم ولوحاتهم، ومن بينهم بيشكخونوف، وأنّ الدير عانى مثلما عانت روسيا من الحروب والدمار. على أنّ الحقبة التي أدّت بالدير ومَن فيه إلى اللّجوء إلى فنلندا هي حرب شتاء 1939-1940، المعروفة بالحرب الروسيّة- الفنلنديّة. وخلال إخلاء الرهبان القسري للدير إلى فنلندا حملوا معهم بعض المخطوطات، والمحفوظات، والكتب، والأيقونات، ومنها أيقونة مار مارون العجائبيّة.
وتتناول الدراسة بحثًا حول الأيقونة العجائبيّة المعلّقة داخل قدس الأقداس في كاتدرائيّة دير فالام وإنّه، وفقًا للتقاليد الشفويّة، كان لتبرّك الناس منها معجزات شفاء كثيرة.
ولقد اكتشفت حوراني في زيارتها إلى فنلندا أنّ هناك عدّة أيقونات روسيّة لمار مارون، منها أيقونةٌ تشير إلى مار مارون الناسك مع القدّيس أرتيموس أوف فيركولا، والتي هي دليل على أنّ تبجيل مار مارون لم يكن فقط في المدن الروسيّة بل وأيضًا في الداخل الروسيّ. وتشير الدراسة كذلك إلى أنّ هذه الأيقونة وأيقونات مار مارون الأخرى مرسومة بحسب التقليد الروسيّ العريق.
تُجِلّ الكنيسةُ الروسيّة الأرثوذكسيّة ذكرى مار مارون في 14 فبراير في التقويم القديم و27 فبراير في التقويم الجديد. ويُعتبر مار مارون في التراث الكنسيّ الروسيّ قدّيسًا يصلّي له المؤمنون من أجل درء داء الحمّى والبرداء، وفي حالة وجع الأسنان.