أيقونة نصف الخمسين
في عيد إنتصاف الخمسين نرتل، هذه الترتيلة :إسقِ نفسي العطشى من مياه العبادة الحسنة أيها المخلص، لأنك هتفت نحو الكل قائلاً: مَنْ كان عطشاناً فليأتِ إليَّ ويشرب…
لأن إذ إن أردنا الحصول على نعمة وموهبة الروح القدس فطريقنا الوحيد هو، مياه حُسْنِ العبادة، التي نستقيها من نبع المياه الوحيد الحي، يسوع المسيح. حيث تقرأ لنا الكنيسة في هذا العيد المقطع الانجيلي (يوحنا 7 : 14 _ 30) حيث الحديث عن صعود الرب يسوع إلى الهيكل. إذاً: يسوع يُعلّم في الهيكل هي أيقونة انتصاف العيد.
“شرح أيقونة نصف الخمسين”
أيقونة تُظهر لنا المسيح صبياً صغيراً يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة جالساً في الهيكل الناموسيّ فيما بين عُلماء وشيوخ اليهود، مُعلّماً وكارِزاً بملكوت الله. نراهُ طفلاً يتوسّط الجلوس فيما بينهم، حاملاً الانجيل المقدس أو لُفافة من الأسفار النبويّة، ونلاحظ أن المسيح في هذه الأيقونة بدون لحية، ووجهه وجه صَبيّ … ومن يُدقّق النظر والتأمل في الأيقونة يرى العُلماء وشيوخ اليهود.
يُلاحظ أن عُلماء وشيوخ اليهود قصيرين القامة وصغار الحجم نسبياً بالمقارنة مع الرب يسوع المسيح. لذا نرى اليهود يطرحون سؤالاً وهم متعجّبين من تعليم المسيح : “كيفَ يَعرفُ هذا الكُتُب وهوَ لم يتعلّم؟” (يوحنا15:7).
ذلك أنّ اليهود كانوا يعرفون يسوع على أنه “ابن النجّار يوسف” (متى 55:3)، وأنه لم يتعلّم ولم يدرس ويتثقّف ولم يلتحق بأيّ مدرسةٍ في زمانه، ولكن ما كان خفيّاً عنهم أن المسيح هو الله الكلمة، هو حكمة الآب الأزلية، هو أقنوم الحكمة الإلهية الذي يقول عنه بولس الرسول: “المُذّخَر فيه جميع كنوز الحِكمة والعِلم” (كو 2: 3).
ملاحظة:
إن أيقونة نصف الخمسين هي أيقونة يسوع ابن 12 سنة يعلم في الهيكل. وعندما بحث عنه مريم ويوسف منشغلي البال قال لهما:
ألا تعرفان اني أقوم بعمل أبي؟ هذا كلام صريح عن انه ابن الله. هذا مغزى الأيقونة.
المسيح قام … حقاً قام
🌸في انتصافِ العيدِ اسقِ نفسي العَطشى من مياهِ العِبادَةِ الحَسنةِ أيُّها المُخلِّص. لأنَّكَ هَتَفتَ نحو الكلِّ قائلاً: مَنْ كانَ عطشاناً فليأتِ إليَّ ويَشرَب. فيا يَنْبوعَ الحياةِ أيُّها المسيحُ الإلهُ المجدُ لك.🌸
No Result
View All Result