أيقونة العذراء مريم الشهيرة بالموناليزا
توجد في كنيسة السيدة العذراء والقديسة دميانة الشهيرة “بالمعلقة” حيث تشتهر بأيقونتها الشهيرة الموناليزا. يوجد بالكنيسة المعلقة مائة وعشرين أيقونة يرجع أقدمها للقرن الثامن الميلادى، وإن كان أغلبها يرجع إلى عام 1777م-1493شهداء وبعضها رسم فى زمن “نخلة الباراتى بك” عام 1898م – الذي كان ناظر للكنيسة فى ذلك الوقت. من أهم وأعجب هذه الأيقونات أيقونة الموناليزا- أيقونة للعذراء مريم.
يقول القمص يعقوب سليمان كاهن الكنيسة “المعلقة”: من الأيقونات الشهيرة بالكنيسة أيقونة “الموناليزا” حيث تنظر السيدة العذراء إلى كل من يقف أمامها من أى اتجاه في عينيه مباشرتا كما كانت صورة الموناليزا – الموجودة بمتحف اللوفر بفرنسا – لذا سميت بنفس الإسم.
وتشمل الأيقونة السيدة العذراء مريم تحمل الطفل يسوع ويظهر القديس يوحنا المعمدان كشاب كبير مع أن الفارق بينه وبين السيد المسيح ستة أشهر فقط، لكن الفنان أراد أن يرسمها بهذه الطريقة لكى يعبر عن مقولة القديس يوحنا المعمدان التي قالها عن السيد المسيح أنه “سيأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست مستحق أن أنحنى وأحل سيور حذائه”
ويقول سامى جرجس اسعد – خبير ترميم الأيقونات القبطية بوزارة الآثار ومركز البحوث الأمريكي: “نجد فى هذه الأيقونة السيدة العذراء تحمل الطفل يسوع ويوحنا المعمدان يقبل قدمه. والأيقونة متفردة في جمعها للسيدة العذراء والسيد المسيح ويوحنا المعمدان فى وقت واحد. ونرى فيها العذراء المتوجة والتي يقوم اثنين من الملائكة حول تاجها وهذا يعني أن مجد العذراء معطي لها أي مكتسب وليس كمجد المسيح الذاتي.
والأيقونة في جمعها بين العذراء والمسيح الطفل ويوحنا المعمدان مستوحاه من أعمال الفنان رافاييل وليوناردو دافنشي، ولم ترسم في الفن القبطي من قبل.
ورسم الأيقونة فنان أرمني من القرن الثامن عشر، تأثر بفناني عصر النهضة ويوجد مثيل لمنظر المسيح الطفل مع يوحنا المعمدان طفلا في كنيسة مار مينا بفم الخليج.
أما تقبيل قدم المسيح من يوحنا المعمدان دليل اعتراف يوحنا المعمدان بعظمة السيد المسيح “لست مستحقا أن أحل سيور حذائه”
و الرداء الخارجي للسيدة العذراء ازرق رمز للمجد السمائي والرداء الداخلي بني رمز للطبيعة الأرضية والتاج أحمر كتأثر الياقوت الملكي.
نظرة السيدة العذراء المتجهة إلى المصلي (من أعلى لأسفل بعض الشيء) وليست إلى المسيح أو يوحنا المعمدان، هي ما أوحت بأنها تبارك وتنظر إلى المصلين فأكسبتها شهرتها التي عرفت بها. وهي تشبه فكرة نظرة الموناليزا.
مراحل ترميم الأيقونة
الأيقونة منفذة بأسلوب التمبرا على حامل من القماش وتم ترميمها من قبل المشروع المصري الأمريكي.
وقد مرت الأيقونة بعمليات متعددة لترميمها، كانت أولها في الثمانينات بين 1983 – 1986م في هذا الوقت كان أسلوب المدرسة البولندية هو الشائع في ترميم الأيقونات بمصر وقد تم فيه نزع الأيقونة من على الحامل الخشبي الأصلي وتثبيتها على حامل قماشي جديد باستخدام خليط من الشمع والقلفونية المنصهر.
أما المرة الثانية فكانت بواسطة المشروع الأمريكي خلال الفترة من 1999 إلى 2005م. وقد تمت من خلاله ترميم عدد كبير من الأيقونات منها هذه الأيقونة وقد اكتفي وقتها بإعادة تثبيت الأيقونة وفردها حراريا مع تنظيف السطح باستخدام المذيبات العضوية ووضع مادة عازلة من ورنيش الدامار.
والمرة الثالثة كانت خلال مشروع ترميم الكنيسة المعلقة بواسطة المجلس الأعلى للآثار، ففي خلال الفترة ما بين 2009-2011م تمت أعمال الترميم لمجموعة كبيرة من ايقونات الكنيسة. وقد تم نزع الأيقونة مع تخليصها من بقايا الشمع والقلفونية وإعادة تثبيتها مرة اخري بأسلوب يسهل فكها عند الضرورة دون ترك أي أثر، مع معالجة لمناطق الحروق الناتجة عن استخدام الشموع قديما، ثم تنظيف السطح من الاتساخات والشموع والأتربة بواسطة المذيبات العضوية. ثم معالجة وترميم للمقصورة الخاصة بالأيقونة مع وضع نظام اضاءة لا يؤثر علي الألوان أو يسبب أي تلف للأيقونة، ويعرف ب”الاضاءة الباردة”.
وتستمر أعمال متابعة مستمرة لمراقبة حالة الأيقونات داخل الكنائس من قبل المجموعة العلمية لترميم الأيقونات والنقوش الجدارية بوزارة الآثار.
بركة الأيقونة
التقينا ببعض الزائرين للكنيسة والواقفين أمام الأيقونة.
تقول صوفى عبد السيد: كنت أقف أصلى أمام الأيقونة من أجل أن أدخل كلية آداب فرنسى وفعلا نزل التنسيق – بعكس ما كان متوقع فى هذه السنة – واستجابة الصلاة وحصلت على منحة تفوق وتخرجت بتفوق ومنذ ذلك الوقت وأنا أداوم على الحضور باستمرار إلى هذه الكنيسة والصلاة أمام الأيقونة.
أما رانيا رفعت فتقول: والدتي كانت تعاني من فشل كلوى وغسلت مرتان والأطباء فقدوا الأمل في الشفاء بعد توقف الكلى لمدة أربعة أيام.. وتمت المعجزة بالشفاء التام بعد الصلاة أمام الأيقونة المقدسة والتشفع بالقديسة مريم ولم تعد للغسيل مرة أخرة..
وتقول مريم حلمى: والدتي كانت تعاني من سرطان فى الرئة وكانت حالتها خطيرة جدا وأفاد الأطباء المعالجين أنها لن تعيش أكثر من ستة أشهر فأتينا إلى الكنيسة المعلقة وصلينا أمام الأيقونة وطلبنا المعونة والشفاء بشفاعة العذراء، وفعلا تم الشفاء وعاشت بعد ذلك أمي ثماني سنوات.
وهكذا نجد الناس تتبارك بأيقونة العذراء مريم مصلين ومتشفعين بها عند الله لكي يستجيب لطلباتهم.
بركة شفاعة السيدة العذراء تكن معنا جميعا
No Result
View All Result