أيقونة والدة الإله المعروفة ب”العربية”!
تشتهر في روسيا أيقونة لوالدة الإله يطلق عليها اسم “العربية”. تشير المصادر الروسية إلى أن جل ما يعرف عن هذه الأيقونة هو اسمها فقط، كما تعيدها بعض تلك المصادر إلى عام ٣٠١ م ، في حين ترجعها مصادر أخرى إلى القرن الميلادي الأول وتحديداً لتوما الرسول أثناء تبشيره في الهند.
هذا جل ما يذكر عن تاريخ هذه الإيقونة في المصادر التاريخية.
الأمر دعاني إلى البحث عن الرابط بين تعبير “العربية” و“الهند”، فتبين لي من البحث أن توما الرسول أثناء توجهه إلى الهند قد يكون مر في شبه الجزيرة العربية. وقد بشر بالمسيحية هناك، وكان تقليد مسيحيي العرب في جزيرة سقطرى اليمنية يقول أن توما الرسول هو أول من بشرهم.
ويقول العلامة الأب لويس شيخو في كتابه “النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية” ما يلي : “وكثيراً ما دعا الكتبة جزيرة العرب باسم الهند لاسيما جهات اليمن وقد شاع هذا الاسم بهذا المعنى”. ويضيف : “وبعضهم قد دعوهم صريحاً باسم العرب أو الاسماعليين.”.
ويعتبر كذلك أن توما الرسول هو أحد مبشري العرب.
وصف الأيقونة:
تتميز هذه الأيقونة بأنه بدل النجوم على رأس والدة الإله وكتفيها، والتي تدل عادة على بتوليتها قبل الولادة وأثناءها وبعدها، نلاحظ وجود ثلاثة “ملائكة” ، وقد اعتبرها بعض المفسرين إشارة للثالوث القدوس.
كما تتميز أيضاً بأن أحد ساقي الطفل الإلهي مكشوفة في استباق لمشهد الصلب، حيث كانت ساقا السيد على الصليب مكشوفتين.
إلى ذلك فإنها تتميز ايضاً بأن معطف والدة الإله (المافوريون) فوق ثوبها، لم يزيّن بخيوط الذهب على أطرافه كما درجت العادة، بل بحروف. وهذه الحروف هي صلاة من مديح والدة الإله الكبير :
“يا ذات كل تسبيح. أيتها الأم التي ولدت الكلمة، الأقدس من كل القديسين. تقبلي هذا القربان وأنقذي الكل من جميع المصائب. وخلصي من العقوبة الأخيرة المقبلة الصارخين نحوكِ هللويا” (البيت الرابع والعشرون).
إن هذه الأيقونة التي تعرف في روسيا باسم “العربية” يمكن اعتبارها أيضاً “تراثاً أنطاكياً” ، ذلك أن شبه الجزيرة العربية كان ولا يزال امتداداً وجزء لا يتجزأ من كنيستنا الأنطاكية المقدسة.
تجدر الإشارة إلى أن النمط الأيقوني لأيقونة والدة الإله العربية انتشر في روسيا، ورسم منه آلاف النسخ، منها واحدة قديمة محفوظة في متحف ترتياكوف، ومنها الأيقونة المرفقة في الصورة أدناه والتي تعود لعام ١٨٦١.
روديريك خوري
No Result
View All Result