أيقونة العائلة المقدّسة للمشيئة الإلهية
شرح لأيقونة العائلة المقدّسة للمشيئة الإلهية:
كتب هذه الأيقونة الأب سمير بولس روحانا، كاهن رعية مار الياس في عسفيا – جبل الكرمل للروم الملكيين في فلسطين، مستلهما من لوحة العائلة المقدسة المرسومة فوق المذبح في كنيسة القديس يوسف المشيدة فوق بيته ومنجرته في الناصرة، بحسب ما يرويه التقليد.
وقد تم تبريكها وترصيعها بذخيرة من كنيسة البشارة في الناصرة حيث بشر الملاك جبرائيل سيدتنا مريم العذراء.
سميت الأيقونة بحسب الجواب الموحَّد الذي أتى على لسان أفراد العائلة المقدسة يسوع ومريم ويوسف، كما ورد في الكتاب المقدس: “لتكن مشيئتك”، وذلك بهدف تحقيق رغبة الآب والمشيئة الإلهية، من أجل خلاص البشرية بأسرها.
تحمل الأيقونة في طياتها دائما رسالة خلاصية. هي كتاب لاهوت. ترتكز قوانين كتابتها على أسس عقائدية، تنطلق من واقع الحدث في التاريخ والمكان، لتنقلنا الى واقع متأله متجل.
في أيقونة العائلة المقدسة: القديس يوسف مع مريم العذراء والسيد المسيح، لم تكن أسرة مكونة بالجسد! بل جمعتها العناية الإلهية، من أجل إنجاز المسيح لعمله الخلاصي، لافتداء الجنس البشري.
الحدث هذا هو في الناصرة. الروح القدس يظهر بهيئة حمامة، والسماء الدائرة امستديرة لا بداية ولا نهاية لها، والموطن هو موطن القديسين في الذخيرة، وثمر الروح القدس هي القداسة.
العذراء مريم تنظر إلى بعيد، ترى آلام ابنها، ترى الصلب، فملامح الوجه تبدو حزينة، سيف سيجوز في قلبها. تستقبل في يد مشيئة الله كاملة، وتشير في اليد الأخرى إلى الطريق يسوع المسيح، هو الطريق والحق والحياة. تلبس الأموفوريون الأحمر القاتم، لباساً يغطي الرأس والكتفين، يرمز إلى الإنسانية المتألمة، وإلى محبّة المسيح، أعطت حياتها كلها لله. كما تمثل الكنيسة المصلية التي تحبل بالكلمة المتجسد، وتتقبل تدبير الرب ببساطة قلب. الثوب الأزرق يرمز إلى كونها إنسانة بطبيعتها، ورمز المعرفة التي لا تدرك بالعقل ولكن بالقلب. ونرى ثلاث نجوم على كتفيها والرأس: هي بتول قبل الولادة، في الولادة، وبعد الولادة.
أما يوسف، فيلبس الثوب البني الذي يرمز إلى الأرض والثوب الأخضر الذي يرمز إلى التجديد وإلى الطبيعة البشرية. القديس يوسف هو حارس هذه العائلة، وفي الأيقونة نراه يضع يده على صدره إذ يأخذ على عاتقه المسؤولية بالحراسة وبالعمل كنجّار بأمانة لتعيش هذه العائلة بكرامة. في اليد الأخرى يمسك يوسف العصا، وفي ذلك دلالة على أنه كونه المسؤول عن كل ما يحدث لهذه العائلة وهو يحميها ويبعد كل شر عنها، حتى بهروبه إلى مصر. هو ذلك الشخص الذي يطيع دائما ارادة الله ومشروعه الخلاصي.
يمكن لمثال القديس يوسف أن يساعدنا جميعاً اليوم، فهو لم يفصل بين إعالته للعائلة المقدسة وساعات تعبه في ورشة العمل إذ كان يعتني بمريم من خلال العمل ويظهر حبه للمسيح من خلال جهوده اليومية، في حياة كاملة التماسك.
يلبس الرب يسوع المسيح لباس البالغين، رمز السلطة والقوة والجبروت! في يده اليمنى يبارك ويشير إلى الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس وإلى الطبيعتين البشرية والإلهية، في يده الأخرى وبكل حنان يمسك الكرة الأرضية يضعها على صدره عند قلبه. فكل همه خلاص البشرية، والكرة الأرضية مكللة بتاج المجد الذي حصلنا عليه بصليبه، فقد غسلنا بدمه الثمين.
يلبس الثوب الأحمر كالأباطرة ورمز الألوهية. واللون الأزرق حصل عليه من الطبيعة البشرية.
وهنا الكتابة: “او اون” أنا هو الكائن! الإسم الذي أعطاه الله لموسى
وقال عنه السيد المسيح عندما ترفعون ابن الإنسان تعرفون أنني أنا هو، أنا هو الكائن.
ونرى الأفواه مغلقة تدعونا إلى الصمت، إلى التأمل.
No Result
View All Result