الفن الكنسي في كنيسة جوليانوس
تقع الكنيسة في قرية “براد” التي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة “عفرين” بمسافة /15/كم في محافظة “إدلب” وتُعتبر من أكبر القرى الأثرية في جبل “ليلون” وشمال “سورية” عموماً من حيث المساحة، وقد وُلدت من قرية صغيرة مبنية حول هيكل وثني إلى أن أصبحت في العصر البيزنطي إحدى المدن الكبرى في الكتلة الجبلية شمال القطر، في العام /2001/ بلغ عدد سكانها /1132/ نسمة».
وعن معنى كلمة “براد” فتعني: «الاسم سرياني (BARADO ) برد ، قرّ بحسب ما جاء في كتاب (الأصول السريانية في أسماء المدن والقرى السورية) للخوري “برصوم أيوب”، أو أنّها تعني ساعي البريد أو مكان الركض وفي النصوص اليونانية كانت تُسمى (كفرو بردا)».
ويذكر الموءرخون أن قرية /براد/ كانت في القرنين الرابع والسابع الميلاديين عاصمة لجبل سمعان حيث بدأ ازدهارها في القرنين الثاني والثالث الميلاديين حيث تظهر الأبنية الفخمة العائدة إلى ذلك العهد ولاسيما النادي /الاندرون/ والسوق التجاري والحمام العمومي والضريح الروماني ومعاصر الزيت والبيوت من مختلف الأحجام.
يوجد في الموقع معبداً وعدة قبور صخرية تقليدية، وفيها دكاكين تعود إلى سنوات 202 – 203 للميلاد، وهي ترمز إلى وجود صناعة الزيت في القرية. كما تشير الدلائل إلى أن القرية تطورت كثيراً في القرن الرابع الميلادي، حيث يقول “تاودوره أسقف قورش” عن براد، بأنها المدينة الكبرى في جبل ليلون، ومركز إدارة منطقة جبل سمعان.
كنيسة جوليانوسِ
مسماة على اسم «جوليانوس السوري» وهو المهندس الذي قام ببنائها على أنقاض هيكل وثني من القرن الثاني، استعمل في بنائها الكثير من الأعمدة الكورثنية المزخرفة ومن الحجارة المصقولة التي كانت للهيكل. لا تزال الكنيسة بحالة جيدة، وطولها 42.46 مترًا وعرضها 23.85 مترًا، وهي أبعاد استثنائية بالنسبة للكنائس المماثلة لها والمشيدة في نهاية القرن الرابع، كما تعتبر كنيسة يوليان ثالث أكبر كنيسة في سوريا بعد كنيستي سمعان وكرانتين شرقي معرة النعمان.
الكنيسة مبنية على الطراز الروماني لها حنية نصف دائرية فيها 3 نوافذ مقوسة الأعتاب وتتضمن قدس الأقداس ودارين مربعتين هما دار الشمامسة ودار الشهداء إضافة إلى المائدة الحجرية للمذبح التي ما تزال قائمة حتى الآن وهي تقوم على 5 أعمدة صغيرة. وينقسم صحن الكنيسة إلى 3 أقسام وفقا للنموذج البازيليكي ويفصل بينها صفان من القناطر وينتهي القسم الأوسط ببيت الأقداس ويتميز المدخل الأوسط للكاتدرائية بزخرفة ملفتة حيث تبرز البراويز من الخطوط النافرة المستقيمة التى تزين عتبته وأطرافه وأضيف إلى الكنيسة معبد ضريحي على شكل كنيسة صغيرة ملحق شمال دار الشمامسة قام ببنائه أهالي قرية براد بعد حوالي 8 سنوات على بناء الكنيسة جوليانوس تبدو وكأنّها صورة مصغّرة عنها ووجود هذه الكنيسة إلى جانب الكنيسة الكبرى فريد من نوعه ولا مثيل له في كل المنطقة ووضعوا فيه جثمان مار مارون مؤسس الطائفة المارونية المسيحية الذي ولد أواخر القرن الثالث في بلدة قوراش التي تبعد عن حلب 45 كم والتي تعرف اليوم براد و يعنى اسمه بالعربية السيد الصغير.
هيكل الكنيسة لا يزال شبه سليم، على جانبي الكنيسة يوجد غرفة دياكونيكون المستعملة للخدم الكنيسة وغرفة المارتيرون لإكرام الشهداء والقديسين وفق الطقوس المسيحية.
والكنيسة نعتها البعض باسم بازليك أو كاتدرائية كونها ثاني أكبر كنائس الشمال السوري من حيث الحجم والمساحة، وهي تحوي على صحن واسع يدعى البيما لا تزال معالمه واضحة، ولها عشر أبواب مما يدل على كثافة الداخلين إليها والخارجين منها، وقد تم بناؤها بين عامي 399 و402 حسب الكتابات الموجودة، وقد نقش بعض أسماء من ساهم في تشيييدها، وفي حائطها الشمالي أقيمت بعد تشييدها قنطرة تنفتح على الكنيسة الصغرى بشكل قوس نصر لا تزال سليمة حتى اليوم، ومن المعلوم أن أقواس النصر كانت تقام أمام مدفن الأبطال المنتصرين في الحروب عند الرومان للدلالة على التكريم الفائق للعادة. وأصبحت في المسيحية مخصصة لمداخل مدافن القديسين .
تُعتبر كنيسة “جوليانوس” في قرية “براد” التابعة لمنطقة “عفرين” ثالث أضخم كنيسة مسيحية في “سورية” بعد كنيستي القديس “سمعان العمودي” وكنيسة “كرانتين” شرق مدينة “معرة النعمان” في محافظة “إدلب”
المدخل الشمالي للكنيسة ( القوس)