من وحي إنجيل الابن الشاطر
يَتَفرَّدُ الإنجيليُّ لوقا بِمَثلِ الإبنِ الضَّالِ وهو مِنْ أجْمَلِ النُصوصِ الكِتابِيَّةِ وأكثرها قِراءَةً واستشهادًا. إنَّهُ يَتَمَحْوَرُ حَولَ مَعنى عَيشِ حُريَّةِ الإنسانِ بَعيدًا عَنِ اللهِ وعَنْ رَحْمَتِهِ وغُفرانِهِ وعَنْ مَكانةِ الخَطَأةِ في تَدْبيرِهِ الخَلاصِيّ. هذا الإلهُ الذي جاءَ مِنْ أجْلِ جَميعِ الخطأةِ لا لِيَسْحَقهُم وَيَحْكُمَ عليهم فيَسْتَعْبِدَهُم بَلْ لِيَأخُذَهُم بَين يَدَيْهِ وَيَحْمِلَهُم إلى بيتهِ حيث يَفرحُ المَلائِكَة بَتَوبَتِهِم.
هذا المَثلُ يَختزِلُ كُلَّ صورَةِ اللهِ في العهدِ الجديد. فلا أحدَ يَسْتَطيعُ أنْ يَتَخَلّصَ مِنْ قُوَّةِ الحُبِّ التي تأتي مِن الآبِ في الرُّوحِ القُدُسِ عَبْرَ الإبْنِ الوحيد. فالرَّبُّ هو لِكُلِّ إنسانٍ نَبْعُ الحَياةِ والنورِ بِالرُّغمِ مِنْ كُلِّ قِوى الخَطيئة والمَوتِ والظلمَةِ الحاضِرَةِ فينا. إنّهُ الإلهُ الذي نزلَ إلى عُمقِ الهاويةِ التي حَفرَتْها خَطايانا لِيُخْرِجَنا مِنها.
لأنَّ أخاك هذا كان مَيتًا فعاش وضائعًا فوُجد
يأتي هذا المَثَلُ وكُلُّ الأمثلةِ الأخرى في إنجيلِ لوقا رَدّاً مِنْ قِبلِ يَسوع على تذمُّرِ الكَتَبَةِ والفريسيِّين مِنهُ لأنّهُ كان صَديقَ الخَطأةِ والعَشّارين. في هذا المَثلِ نشْهَدُ الأسرَةَ التي تعيشُ تحتَ السَّقفِ الواحِدِ في وِحْدَةٍ مُتماسِكَةٍ بِالمَحَبَّة. رغم كُلِّ هذا الجوِّ الحَميم، يطلبُ الإبن الأصغر حِصَّتَهُ مِن الإرثِ ويَذهَبُ إلى بلدٍ بَعيدٍ معَ أنّهُ لا يَحُقُّ لهُ بِذلك.
هذا بُرْهانٌ واضِحٌ على رَغْبَتِهِ بِالتّفرُّدِ والإستقلاليَّةِ والمَنفعَةِ الخَاصَّة. إنَّ لديْهِ رَغبَة ً أعمق مِنْ كُلِّ هذا ألا وهي رغبة ٌ بِالتخلّصِ مِنْ أبيهِ إذ يُطالِبُهُ بِالإرْثِ وهوَ لا يَزالُ على قيدِ الحَياة. كُلُّ هذا يَدفعُهُ ليكون حُرّاً وهذِهِ الرَّغبَة باتتْ تدُلُّ على نزعَةٍ في الإنسانِ الذي يُريدُ مَوتَ اللهِ كما قال الفيلسوفُ الألمانيُّ نيتشه: “لكي يَكون الإنسانُ حُرّا، على اللهِ أنْ يَموت” ولهذا قال: “لقد ماتَ الله”.
وهذا ما يُؤكّـِدُهُ البابا يوحَنّا بولس الثاني عندما يقول: “إنَّ إنسان القرنِ العشرين باتَ يَحلمُ بِرَغبَةِ التفرُّدِ والمَنفعَةِ الخاصَّةِ والإستقلاليَّة“. لقد أرادَ الإبنُ الأصْغَرُ أنْ يُحَقـِّـقهُ عندما جَمَعَ كُلَّ شيءٍ لهُ وسافرَ إلى بلدٍ بعيد، حيث سَيُبَدِّدُ أموالاً أي إرثاً ليسَ لهُ. هذا الإبْنُ قرَّرَ أنْ يَنْشُدَ الحُريَّة فوجَدَ نفسَهُ بِحُكمِ المَفصولِ عَنِ البيتِ الوالديّ. وبهذا أصبحَ عُرضَة ً لِلـُعبَةِ القدَرِ والإفتقارِ والعَوَزِ والفاقة. إذ صارَتِ المَجاعَة والغُربَة تتحَكَّمانِ بهِ.
أرادَ أنْ ينشدَ الحُريَّة فأصبحَ بوضعِ المُستعْطي وبِحُكْمِ العَبْدِ المَنبوذِ الذي لمْ يَعُدْ يَسْتخْدِمُهُ أحد، إنّهُ أضحى غريبًا. وهذا الوضعُ المُؤلمُ دَفعَهُ لِيَرْعى الخنازير، وهذِهِ أقصى دَرَجاتُ الذُلِّ والهَوانِ والإحتِقارِ في العُرْفِ اليَهوديّ. ولكن مهما كبُرَتْ وَعَظـُمَتْ خَطيئة ُ الإنسانِ تبقى لهُ تِلك الكَرامَة الإنسانِيَّة وهيَ صورَةُ اللهِ ومِثاله التي ترْفعُهُ فوق هذا المُسْتوى لِلحَيوان.
فالخطيئة هِيَ الحَنينُ إلى العَدَمِ والخواء. هذا ما وصل إليه آدمُ وحَوَّاءُ عندما انفصَلا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ وخلاصِهِ. وهذا الإبْنُ أضاع بُنوَّتهُ الكيانيَّة بِرَفضِهِ العَيشَ في البيتِ الوالديّ. الإبْنُ الأصغرُ يَعودُ إلى ذاتِهِ يُقارِنُ بَين وَضْعِهِ حَيث يَهْلِكُ جوعًا وبين الأجَراءِ في بَيتِ أبيه حَيث يَفضُلُ الخُبْزُ عَنهم.
كُلُّ هذا سَوفَ يَقودُهُ لِيُصَمِّمَ على العودَةِ إلى بيتِ أبيه. هو يريدُ أنْ يُهَيِّئ كلامًا يقولهُ لِأبيهِ كيفَ بَدَّدَ أمواله، ويُقرِّرُ أنْ يعودَ لا بِصِفةِ الإبْنِ بَلْ بِصِفةِ العَبْد. إنَّ هذا الغيابَ للابْنِ أحدَثَ جُرحًا في قلبِ أبيهِ لأنّهُ قد خان عهدَ المَحبَّة، لكنَّ مَحبَّة الأبِ لمْ تتوَقـَّـفْ عندَ كُلِّ هذا بلْ جَعَلتهُ يَخْتصِرُ المَسافة التي كانت تُبْعِدُهُ عنه وَتجْعَلهُ يُهَروِلُ نَحوَه. إنَّ دَرْبَ الخَطيئةِ التي سَلكَها الإبْنُ الأصْغرُ جَرَّحَتْ قدَمَيْهِ بالأشواك.
إنَّ صَمْتَ الأبِ لمْ يكنْ إسْتسلامًا واسْتِقالة بلِ انتظارًا صابِرًا لِتوبَةٍ تعودُ بالإبْنِ إلى البيتِ الوالديّ. لقدِ انتظرَ عَودَتهُ طويلاً لهذا رآه مِنْ بَعيدٍ فانتزع مِنْهُ المُبادَرَةِ ومَنَعَهُ مِنْ أنْ يُكَمِّلَ إعتذارَه، أعطاهُ أجملَ حُلّةٍ التي ترمُزُ إلى الوَضْعِ الجَديد، والخاتمُ علامَة البُنوَّة، والحذاءُ على أنّهُ لمْ يَعُدْ عَبْدًا، وذبَحَ لهُ العِجْلَ المُسَمَّن الذي يرمُزُ إلى الشّراكَةِ والفرح.
تجاهَ هذا التصرُّفِ الإبنُ الأكبرُ يرفُضُ الدّخولَ ويُوبِّخُ أباهُ قائلاً له: “ابنكَ هذا وليسَ أخي“. إن الإبْن الأكبرَ يَعيشُ شَكليّاً في البيت، لكِنّهُ خارجًا عَنِ الشراكَةِ في البيت الوالدِيّ، هو يَعيشُ بِمَنْطِقِ المُحاسَبَةِ والمَنْفعَةِ الخاصَّةِ معَ أبيه، إنّهُ عبْدٌ وليسَ ابْنـًا، يعيشُ كالغريبِ يَحْسُبُ السنين ويَطلبُ جَديًا يتنَعَّمُ بِهِ. الإبنُ الأكبرُ يُمَثِلُ بِدَرَجَةٍ أولى الفرِّيسيِّين إذ يعيشُ حَرفيَّة الشَريعَةِ دون أنْ يَلِجَ إلى عُمْقِ المَحَبَّة. إنَّ مَسيرتهُ هذِهِ، هيَ مَسيرةُ ثورَةٍ وَتمَرُّدٍ.
“أقوم وأمضي إلى أبي” إنَّ العودَةَ التي قامَ بِها الإبْنُ الأصْغَرُ إلى الذاتِ والنَّدامَة، هُما إدراكُ الإتجاهِ الخاطِئ للحَياةِ والرَّغبَةِ في تغييرِ هذا الإتجاه. إنَّهُما تمييزُ الشَّخْصِ في أنّهُ انحَرَفَ عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ وأساءَ إلى نفسِهِ وإلى الله.
فالخَطيئة هيَ رَفضٌ لِلسَيْرِ في المَحَبَّة. لذلك هُناك شَيئانِ ضَروريَّانِ لِلنَدامَة: مَعْرِفة مَحَبَّةِ اللهِ واختبارُ غُفرانِه. لقدْ تركَ الإبنُ الضالُّ بَيتهُ الوالدِيّ لأنّهُ لمْ يكنْ على شيءٍ مِن هذين الأمرَين ولمْ يُقرِّرِ العَودَةَ إلى بيتِ أبيهِ لأنَّهُ كان نادِمًا، بلْ لأنَّهُ كان جائِعًا ويَتوَقـَّـعُ أنْ يَجِدَ ما يَكْفيهِ مِن الطعام. وأصبَحَ نادِمًا حَقـًّا عندَما عانَقهُ أبوهُ ورَحَّبَ بِهِ بِفرَح. عندَها أدرَكَ كَمْ كان أبوهُ يُحِبُّهُ ويُعامِلهُ في الماضي كما يَفعلُ الآن لِأنّهُ يُحِبُّه.
فالمَقدِرَةُ على عدمِ الوقوعِ في الخطيئةِ ثانية تأتي مِنْ إدراكِ هذين الأمْرَين: محَبَّة اللهِ واختبارُ عُمْقِ مَحَبَّتِه. الخطيئة هِيَ في الإرادَةِ إنَّها الإختيارُ المُتعَمَّدُ بين نفسي وبين الله. إنَّ اختبارَ شَقائي خاطئـًا شَرْطٌ ضروريٌّ لكيْ أختبِرَ الله مُخَلّصًا وأدْرِكَ غُفرانَهُ وَمَحَبَّتهُ غيرَ المَشروطة. لذلك كُلّما كانتْ خطايانا كثيرةً عَظمَتْ مَحَبَّة اللهِ الغافرَةِ لنا التي نَختبِرُها والتي تجْعَلنا في النتيجةِ نُحِبُّ أكثر. قالَ يسوع لِلمَرأةِ الخاطئة: “ولا أنا أحكم عليك“، “فإنَّ الله لمْ يُرْسِلْ ابنَهُ إلى العالمِ لِيَدين العالم، بلْ لِيُخلّصَ بِهِ العالم”. (يو3 /17).
ويقولُ القديسُ بولس: “لقد ماتَ المَسيحُ بَدلاً عنّا حتى لا نموتَ بِسَبَبِ خَطايانا” (2قو5/ 14-15). فليسَ اللهُ هوَ مَنْ يَرْفُضُ أنْ يَغْفِرَ لنا لأنَّ غُفرانَهُ حاضِرٌ كُلَّ حين وعلينا أنْ نقبله. عندما لا نكون أوفياءَ يظلُّ اللهُ وفيًّا وعندما نَبْتعِدُ عنهُ يُحاولُ أنْ يُعيدَنا إليه بِكُلِّ الأساليبِ والطرُقِ المُتنَوِّعَة.
يبدو لنا اللهُ غائِبًا، وهذا ما يَجْعَلنا نَتألّم. هذِهِ المُعاناةُ تقودُنا إلى الإرتدادِ وتشُدُّنا وتُقوِّينا في علاقتِنا به. إنَّ علاقة الإبنِ الضالِ بوالدِهِ تبَدَّلتْ جَذريًّا مُنذ عَودَتِهِ إلى البيتِ الوالدِيِّ وهذا ما يحدث لنا أيضًا. لقد جَعَلتْنا الخطيئة نُدْرِكُ كمْ نحنُ مُحْبوبون وأيْقنّا أنَّ الله لنْ يَكُفَّ عَنْ حُبِّنا وهذا ما يَخْلق فينا الإرتدادَ والتّغييرَ والشِفاء.
فالمَحَبَّة وَحْدها قادرَةٌ على تغييرنا وشِفائِنا. في هذا المَثلِ يُريدُ الله أنْ يَكْشِفَ لنا عَنْ نَزْعَةٍ مُتأصِّلةٍ في كُلِّ البَشَريَّةِ وعنْ رغبَةٍ دفينَةٍ في كُلٍّ مِنّا. كُلُّ إنسانٍ يُريدُ أنْ يكون حُرًّا وهُناك شيءٌ يُطلِقُ العَنان لهُ ويُريدُ أنْ يُحَقـِّـقهُ في ابتعادِهِ عَنِ الله.
إلاّ أنَّ تجربَة الحُريَّةِ بدونِ اللهِ تصلُ بنا إلى الحائِطِ المَسدودِ وتقودُنا إلى خُسرانِ بُنوَّتِنا وهَويَّتِنا وهَدْرِ وَسَحْقِ كرامَتِنا البَشَريَّةِ والإنحطاطِ في قيمتِنا المَخلوقةِ على صورَتِه، بينما الإنسانُ هو القيمَة المُطلقة في الوجود. حيث تكونُ الخطيئة يَحْدُث ُ الجوعُ والعَوَزُ والفاقة. لذلك يُرَدِّدُ صاحِبُ المَزامير: “مِنْ غضَبِكَ لا صِحَّة في جَسَدي ومِنْ خطيئتي لا سَلامَة في عظامي” (مز38). بابتِعادِنا عَنِ اللهِ نَتعَرَّى ونَخْسَرُ كُلَّ شيء.
نخْسَرُ كرامَتنا وهوِّيتنا وكُلَّ قيمَتِنا الإنسانيَّة، وتجْعَلنا نَرْزَحُ تحْتها لأنّنا لا نستطيعُ احتمالها: “أثامي جاوَزَتْ رأسي وثقلت كحملٍ أثقلَ مِنْ طاقتي… إنحَنَيْتُ جِدّاً وتحَدَّبْتُ وبالحِدادِ طوال النّهارِ مَشَيْتُ” (مز38/ 7). هذا ما عاشَهُ الإبنُ الأصغرُ الذي تحَدَّبَ مِنْ ثِقلِ خطيئتِهِ وأضحى يَشْتهي أكلَ الخُرنوبِ التي كانتِ الخنازير تأكُله.
هذا ما تحْمِلهُ الخَطيئة أنْ نعيشَه، إلاّ أنَّ الله يَرُدُّ لنا كرامَتنا عندما نَتوبُ ونَرْجِعُ إليه فهو يَظلُّ يَخلقُنا ويَصْطادُنا ويَبْدأ عهدَهُ مَعنا مِنْ جَديد: “هكذا يحكمُ الآبُ وهكذا يُصلِح، يُعطي قبلة ً بدلَ العِقاب، لأنَّ قوّةَ المَحَبَّةِ لا تعتبر الخَطيئة” (القديس بطرس كريزولوك). الله لا يغيّرُ تفكيرَهُ فينا عندما نرْتكِبُ الخطيئة، والخطيئة لا تغيّرُ كياننا وهذا ما نشهدُهُ عندما رَجِعَ الإبنُ الأصغرُ إلى أبيهِ فوجدَهُ سالِمًا.
أسئلة للتأمل والتفكير:
1- كيف أعيش سّر التوبة في حياتي اليوم؟ هل أدركت أنّه عندما أخرج من كرسي الإعتراف أضحي شخصًا مجدّدًا مهما كبرت وعظمت خطيئتي؟ أم أبقى عائشًا في عقدة الذنب بدون أن أغفر لنفسي وبدون أن أثق بغفران الله لي؟
2- هل ندرك أن كلّ نمو في حياتنا يبدأ بقبول ما نحن عليه دون أن يقودنا هذا إلى اليأس والاستسلام، وإلاّ بقي كلّ منّا رهينة ألم دائم وحرب متواصلة وبقدر ما نقبل أنفسنا نتحرّر من الخوف الذي يشلّ ويشوّه كلّ علاقتنا بالله؟
3- ما هي نظرتي للحريّة اليوم؟ أين تتجذّر الحريّة في النعمة أم في الخطيئة؟ وهل نكون أكثر حريّة عندما نكون خطأة أم عندما نكون في حالة النعمة؟ كيف أفهم قول الرّسول بولس هذا: “حيث يكون روح الرّب تكون الحريّة”؟
صلاة:
أيّها الآب الغفور، بحبال الحبّ تشدّنا، تُعجبُك رؤية وجهنا، ويطيب لك سماع صوتنا. إلى وجنتك ترفعنا ولا راحة إلاّ بين ذراعيك، إجذبنا إلى حنانك فنذوقه ونهواه. أحنُ علينا ولا تدعنا نتوارى عن سّر حبّك حيث نهلك جوعًا. هب لنا أن نترك وراءنا جراح خطايانا لنسلك درب التوبة ونتّخذك عضدًا لنجرؤ على خوض غمار حرّيتنا التي لا يمكن عيشها إلاً في كنفِ حبّك وغفرانك. إنّنا بدونك لا نستطيع تحقيق أمالنا وعيش حرّيتنا. إروِ نفوسَنا المتصحّرة فينطلق قلبنا بدعاء الأبناء. إنّنا نؤمن أنّك في ذروة خطيئتنا ستظلّ تغدق علينا من النعم لتتسرّب إلى عمق قلوبنا. نشكرك يا من تسهر علينا وتُدرك الضعف الذي يسكننا، لك المجد إلى الأبد، آمين.
الأب نبيل حبشي ر.م.م.