تأمل في أحد شفاء الأعمى
السبت 20 آذار 2021 07:00
البروفسور الأب يوسف مونس – خاص النشرة
صراخ الكائن المقطوع على قارعة الطريق: يا يسوع ابن داوود ارحمني. الأعمى ابن طيما جالس على طريق أريحا ينتظر منبع النور الذي هو نور العالم يسوع المسيح ابن داوود ليفتح له عينيه، يسوع هو النور والحق والحياة وبدونه نبقى مثل الأعمى على قارعة الطريق.
تفل يسوع في التراب وصنع طينا ومسح به عيني الأعمى وقال له اذهب واغتسل في بركة شلوحة أي المرسل. فمضى واغتسل فعاد اليه بصره.
اتفتح معناها انفتحي
أما في نص آخر من الإنجيل فيقول يسوع للأعمى: “اتفتح” (انفتحي) فانفتحت عيناه وصرخ أنني أرى. هكذا هي لمسة يسوع تجعلنا نرى في أعماق قلوبنا وفي نور عيوننا. يسوع ينظر إلينا ويحبنا. يقول الإنجيل: “نظر إليه وأحبه”.
مرض الجسد والخطيئة
الفريسيون يسألون من أخطأ هذا أم أبواه؟ لأنهم كانوا يعتقدون أن سبب الأمراض منبعه الخطيئة. فكان جواب يسوع قاطعاً: “لا هذا ولا أبواه ولكن ليظهر فيه مجد الله”. العمل الإلهي سيظهر بكل قوته بأعجوبة الشفاء. وليس سبب المرض خطيئة والدي الأعمى ولا خطيئته هو.
الأعجوبة ومجد يسوع
وكما أظهر الله مجده في أعجوبة تحويل الماء خمرا في عرس قانا الجليل. هو يظهر مجده في شفاء الأعمى والأبرص والمخلع وإقامة الأموات، وإطعام الجياع وصيد السمك وغيرها من العجائب، وتكثير الخبز وشفاء الممسوس وإقامة لعازار من الموت وشفاء ابنة قائد المئة.
شفاني بوضع الطين على عينيّ
وحدث جدال مع الفريسين حول الشكّ بالأعجوبة وبيسوع، وسألوا أهل الأعمى كيف تمت تلك الأعجوبة فقالوا اسألوه، هو ناضج ويعرف أن يجيب عن نفسه وكان جواب الأعمى صاعقاً: أعرف أنه شفاني وأنا المولود أعمى أصبحت أبصر بقوة يسوع المسيح. هذه القوة الإلهية تستجيب لقوة الإيمان فينا “ووضع طينا على عيني وها أنا أبصر. وكان الفريسيون يقولون أن يسوع إنسان خاطئ لعدم احترامه يوم السبت. لأنه كان قد شفى الأعمى فيه، والّذي لم يرَ النور أجاب بعد شفائه أنه لا يعرف إن كان خاطئا لكنّه يعلم شيئا واحدا “هو أني كنت أعمى وها أنا الآن أبصر.
اشفنا يا رب من عمانا
أما نحن يا رب فإننا نطلب منك أن تنير ضمائرنا ونشفى من عمى جسدنا ونفسنا لأنك جئت يا يسوع ليبصر الذين لا يبصرون. أنت النور الحقيقي الآتي إلى العالم. أنت ترى الويلات التي تضربنا: جوع وفقر ومرض ووباء كورونا القاتل المريع، وهجرة شبابنا وصبايانا وانقطاع الكهرباء والماء والدواء والكساء. أنقذنا يا رب من هذا البلاء وهذا الشقاء. المدارس فارغة من تلامذتها. جيل كامل يخسر مستقبله، المستشفيات امتلأت أسرتها، الموت يزحف على كل الأشخاص ونحن نفقد أحباءنا دون وداع ومرافقة. جفّت مآقينا من البكاء. زالت عن لبنان أيام الفرح والهناء. تعساء نحن يا رب وبؤساء من دون تحننك علينا. أوقف جنون الدولار وجشع بعض المضاربين، أوقف جنون الأسعار وفقدان بعض الأدوية والمآكل. أنقذنا من الضيقة وافتح عيوننا على الخير والصحة والتوفيق وزوال هذه الكارثة عنا. افتح عيون المسؤولين على هموم الناس وليسمعوا صراخهم ووجعهم وقل لهم “اتفتح” فتنفتح عيونهم على آلام الناس وأوجاعهم، فيصنعوا المبادرات التي تريح الشعب وتعطيه الهناء والراحة.