سر الزواج والعائلة المسيحية
الأب بطرس لورنس
عندما ننظر الى العائلة المقدسة نلاحظ ثلاثة أشخاص مرتبطين بعضهم ببعض، مار يوسف ومريم ويسوع
إنها مثال ارتباط الثالوث الاقدس الآب والابن والروح القدس.
إن وحدة العائلة المقدسة منحت ثمار الخلاص لكل البشر بواسطة الرب يسوع. هذه الوحدة تأتي من الايمان باللـه (إله العهد) الذي حقق مع ذاته الوحدة على مر الزمن.
اذن العائلة المقدسة مرتبطة بإله العهد
والعائلة المسيحية اليوم مرتبطة بيسوع المسيح المخلص بالروح القدس الذي يعطي الحياة للذين يؤمنون به.
من هنا ننطلق اليوم في رحلة مع العائلة المسيحية في فهم وتحقيق الحدث الالهي الذي زرعه اللـه في العالم منذ الخليقة والى يومنا
هذا الزرع الجيد الذي أعده في الملكوت عندما خلق آدم وحواء وقبل ان تشوه صورته بالخطيئة.
نقرأ في سفر التكوين (1/27-28) ” فخلق اللـه الانسان على صورته على صورة اللـه خلقه ذكراً وانثى خلقهم. وباركهم اللـه وقال لهم: انموا واكثروا واملأوا الارض”.
لا يريد الكتاب المقدس أن يعطي الصورة الكاملة عن كيفية الخلقة، بقدر ما يعطي قوة اللـه في تحقيق شيء يشبهه وهو الانسان
وأن يكون شريكه في خلق الحب، اللـه أحب فخلق الإنسان، والإنسان يحب شريكة حياته فيشترك مع اللـه في تكميل الخلقة البشرية. من هنا يتم بناء العائلة المسيحية الصحيحة ومن هنا تنطلق فكرة العائلة المسيحية المرتبطة باللـه
وبيسوع المسيح الذي هو رأس الكنيسة (افسس 5/23).
هذه العائلة المخلوقة على صورة اللـه في العطاء الذي لا ينتهي. هذا هو سر الزواج الذي كثيراً ما ننسى مفاعيله في حياتنا العائلية بسبب الخطيئة التي شوهت صورته.
علينا اليوم ان نعيد ونحقق بعض المفاهيم الايمانية، والروحية، والاجتماعية، لعائلتنا المسيحية.
العائلة في سر الزواج:
يُعرِّف التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية سر الزواج بـ(العهد)،
ولم يقل هنا بـ(العقد)، من هنا يتم التمييز في المسيحية عن بقية الاديان لمفهوم الزواج. الزواج المسيحي هو رباط شِركة مع الاخر، مثلما اللـه جعل هذا الميثاق (العهد) مع شعبه الى الابد هكذا الزوجين.
ولايمكن أن يحل هذا الزواج إلا إذا كان من الأساس لم يُبنَ على هذا العهد المقدس.
العهد الذي يقوم بين الرجل والمرأة تشمله شركة الحياة كلها، وتهدف من طبيعتها الى خير الزوجين والى انجاب البنين وتربيتهم تربية صالحة، في الايمان، ومخافة اللـه، ومحبة الاخرين.
هذا العهد الذي أعطاه يسوع المسيح الاهمية الكبرى عند حضورهعرس قانا الجليل (يوحنا 2/1-11). نرى فيه تثبيتاً لسر الزواج وآية فعالة من آيات حضور المسيح.
لقد علم السيد المسيح في كرازته المعنى الأصيل لاتحاد الرجل والمرأة كما أراده الخالق منذ البدء. فاتحادهما بالزواج لا يقبل الانفصام، لأن اللـه نفسه قد أقره: “ما يجمعه اللـه لا يفرقه إنسان” (متى 19/6).
فالمسيح جاء ليعيد الخليقة إلى نظامها الأول الذي بلبلته الخطيئة، فهو يعطينا من القوة والنعمة ما يُمّكِنُنا هنا أن نعيش الزواج في ملكوت اللـه وفي بُعدِه الجديد.
في أن يدركوا معناه الأصيل وهو العيش بمعونة المسيح، وأن يتبعوه حاملين صليبهم لأن نعمة الزواج إنما هي ثمرة صليب المسيح ومصدر كل حياة مسيحية.
وهذه الحياة كلها تحمل طابع الحب الزوجي القائم بين المسيح والكنيسة، وهذا ما يعلمه القديس بولس:
“أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وضحى بنفسه من أجلها ليقدسها” (افسس 5/25-26)
“ولذلك يترك الرجل اباه وامه ويلزم امرأته فيصير الاثنان جسداً واحداً. إن هذا السر العظيم وأعني به سر المسيح والكنيسة” (افسس 5/31-32).
نحن والزواج:
علينا اليوم قبل أن نقبل إلى سر الزواج المقدس أن نفكر ونتأمل جيداً بمقومات الزواج المسيحي الأساسية والتي يقوم عليها السر ويتأسس وهي:
الحب، والرضى التام، وإنجاب البنين
هذه الثلاثة هي التي تجعل الزواج ارتباط عهدٍ مقدس لا يقبل الانفصال.
الرضى الزوجي:
(بموجب كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية) الفقرات:
1625– طرفا الميثاق الزوجي هما رجل وامرأة مُعمّدان طليقان من كل قيد زوجي، يُعربان بِحرية عن رضاهما:
وتقوم الحرية هنا على ما يلي:
Discussion about this post