أيقونة أحد الشعانين ( و تسمى أيضاً أيقونة دخول السيد المسيح إلى أورشليم)
تتميّز أيقونة الشعانين بطابع الاحتفال والانتصار، فمنظر أورشليم البهيّ غالباً ما يكون بألوان الأحمر أو الأبيض، وألوان الثياب المنثورة على الطريق يضفي على الأيقونة طابع البهجة.
وفي الأيقونة يبدو المسيح جالساً على جحش يحني رأسه إلى الأرض، ورجليه في إتجاه واحد، وتهدف إلى توضيح تواضع الرب، ووداعته وهو يُبارك شعبه، ورأسه ملتفت إلى خلف باتّجاه تلاميذه الذين يتبعونه، وأيضاً يرمز الحيوان إلى بهيمية الأمم التي رفعها السيد وجعلها تسمو، بينما في أكثر الأيقونات الغربية يركب مثل الفارس على حصانه، وهذا يبدو واضحاً في الكثير من الأيقونات الروسيّة، حيث يُستعاض عن الجحش بالحصان، لأنّ الجحش لم يكن حيواناً معروفاً في تلك البلاد.
…
أمَّا الأطفال فتبدو عليهم علامات الفرح، وعيونهم مع حضور الرب تدعو للتمثّلْ بطُهرهم البريء وفي أيديهم يحملون سعف النخل وأغصان الزيتون، فقديماً كانوا يستقبلون الملوك عند عودتهم من الحرب ظافرين، ولذلك استقبل الشعبُ السيد المسيحَ الراكب على جحش على أبواب أورشليم كغالب للموت، وساحق للخطية ومُحطم للشيطان.
وفي الأفق نجد سور أورشليم بأبوابه المفتوحة، ورجال أورشليم ونساؤهم، يخرجون منها لاستقبال المخلّص، الرجال والأطفال يحملون سعف النخيل، أمّا النسوة فيحملنَ الرضع والصغار على أكتافهنَّ، على حسب ما قال المخلّص للكتبة: ” أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟” (مز3:8) (مت21،16)، ويظهر آخرون وهم يطلّون من طاقات السور ونوافذه لمشاهدة الاستقبال.
وفوق الموكب تظهر شجرة ترمز إلى شجرة الحياة في الفردوس وإلى الصليب (تك9:2) * صعد عليها أطفال يقطعون الأغصان ويرمونها إلى أسفل، والبعض الآخر يقدّمون بعض الأغصان طعاماً للجحش، وآخرون أيضاً يفرشون الثياب أمام الموكب، فالأطفال لهم دور كبير في الأيقونة، فهم يقطعون عادة الأغصان بينما هم جلوس على الشجرة، أو يلقون الثياب على الطريق أثناء مرور المسيح، أو هم أيضاً مع البالغين يرحّبون به بسعف النخيل.