عيد الملاك جبرائيل
26 آذار … تحتفل الكنيسة بعيد الملاك جبرائيل؛ أحد رؤساء الملائكة الثلاثة: 🕆 لماذا يحمل القربان في هذه الصّورة وأيّ دورٍ يؤدّيه في زمننا؟
معنى اسمه “جبروت (قوّة) الله” وقد خصّه الله بحمل البشارة. كما قال هو عن نفسه، لما تراءى لزكريا في الهيكل:”أنا جبرائيل الواقف أمام الله، وقد أُرسلتُ لأكلّمك وأبشّرك بهذا” (لو ١ :١٩) وهو الذي بشّر سيّدتنا مريم العذراء بتجسّد الكلمة الأزلي، وهو الذي خلّص دانيال من جبّ الأسود ولقّنه نبوءته الشهيرة عن مجيء السيّد المسيح الى العالم. راجع سفر النبي دانيال (٨ :١٦) (٩: ٢١) (٩: ٢٢-٢٧)
“وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ بَيْنَ أُولاَيَ، فَنَادَى وَقَالَ: «يَا جِبْرَائِيلُ، فَهِّمْ هذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا». فَجَاءَ إِلَى حَيْثُ وَقَفْتُ، وَلَمَّا جَاءَ خِفْتُ وَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. فَقَالَ لِي: «افْهَمْ يَا ابْنَ آدَمَ. إِنَّ الرُّؤْيَا لِوَقْتِ الْمُنْتَهَى”. (دانيال 8: 16- 17)
وعلى رأي الكثير من علماء الكنيسة: إنّ جبرائيل رئيس الملائكة سوف يصرخ بالبوق يوم الدينونة العامّة لقيامة الأموات، (رؤيا القدّيس يوحنا) لأنّه كما قال لوقا البشير في مجيء المسيح الأول متجسّدًا لأجل خلاص البشر وافتدائهم، كذلك يكون منذرًا بمجيء المسيح الثاني ديّانًا بعد قيامة الأموات.
فعلينا أن نقدّم له الإكرام اللّائق، ونطلب شفاعته لدى الله.
(من السنكسار الماروني المقدّس)
هو أيضًا الّذي بشّر في الحلم مار يوسف البتول، عندما احتار وفكّر في ترك مريم:
“فيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (متى 1: 19- 20)
والرّعاة حول ميلاد المسيح:
“وكان فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». .. (لو 2: 8 -13).
وهو بحسب المكرّمة ماريا داغريدا، أوّل من حمل القربان المقدس وكأس الدّم بعد الرّب يسوع في العشاء السريّ في العليّة حيث اجتمع مع تلاميذه، ليناول العذراء في غرفة المجاورة. (كتاب: مدينة الله السريّة)
**والعذراء شرحت في إحدى رسائل الكتاب الأزرق (الى أ. ستيفانو غوبي مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية) الممضية من الكنيسة: ⛪⛪
(…) إلى الملاك جبرائيل أُوكِلت المَهمّة الكُبرى وهي إعلان عودة يسوع بالمجد ليُقيم مُلكَه في العالم. وبما أنّه هو الذي كُلِّف بإعلان المجيء الأوّل لابني يسوع الى العالم، سيكون هو أيضًا الرسول المُضيء لمَجيء يسوع الثاني في القُدرة والنّور؛ سيظهر يسوع على سُحب السّماء في بهاء ألوهيتّه ليُخضِع له كلّ شيء. وهكذا ستظهر القُدرة الإلهيّة لابني يسوع لأَعيُن الكون المَخلوق كلّه. الى الملاك المُسمّى “قوّة الله” أُوكِلت إعلان عودة المسيح القريبة بِقوّة قُدرته الإلهيّة لجميع أبناء البشر
صلاة تكريس لمار جبرائيل رئيس الملائكة :
——————————- ——————– ——————–
يا مار جبرائيل رئيس الملائكة الممجّد، يا حامل قوّة الله وبشرى الخلاص والفرح لبني البشر. إني أكرّس لكَ ذاتي (وعائلتي) اليوم بطريقةٍ خاصّة. أكرس لكَ عقلي لكي يتفتّح على أنوار الروح القدس الإلهيّة وإلهاماته وتنبيهاته، جَسدي ليكون كلّه طاهرًا عفيفًا مملوءًا من النعمة لمجد الله وخلاص نفسي. قلبي فتملأُه بالمحبة الكاملة للرب يسوع وللعذراء مريم أمّي وللقريب. عواطفي لتكون مقدّسة متجرّدة متّحدة على الدوام بالله. إرادتي كي لا تعمل إلّا بإرادة الله على أكمل وجه.
أسألك باتضاعٍ وتوسّل أن تقبل اليوم فعل تكرّسي لك.
إحمني من جميع المخاطر والحوادث الجسدية والروحيّة، واعطني قوّتك في وجه الشيطان، وانصرني على جميع التجارب اليوميّة، وعلى جميع الأعداء المنظورين وغير المنظورين.
أرجوك أن تقبلني، أنا عبدك الخاطئ الضعيف، تحت قيادتك طوال أيام حياتي، فألتمس شفاعتك وقوّتك وحضورك الدائم فيها، بخاصّةٍ عند ساعة الموت والتجارب الأخيرة، لكي أرث الحياة الأبدية.
كما أسألك بنوعٍ خاص، أن تحمي الكنيسة المقدسة عروسة المسيح الطاهرة، من كل شرٍّ وخطر، من كل فساد وهرطقة، وتنصرها على الأخطاء والعقلنة وروح العصرنة، وعلى كل البدع التي يعصف بها الشيطان في وجهها في هذه الساعة الحاسمة من المعركة الأخيرة. (رؤ١٢) لاسيما على ملك المسيح الدجال فيها.
أعطي المسؤولين والكهنة وكل المكرسين الحكمة الإلهية اللازمة، ونعمة الفهم الإلهي وسلامة التعليم الكاثوليكي، لكي تعمل دوما لمجد الله وخلاص النفوس، وتعلن البشرى الإلهية الكاملة في كل حين من دون خوف أو مساومة.
ولكيما بشفاعتك ومعونتك وقوتك نعاين ونفرح ببهاء مجد البشرية والكنيشة الجديد: انتصار قلب مريم المتألم الطاهر .
يا مار جبرائيل بنورك نورنا، بجناحيك استرنا، بشارتك السماوية أسمعنا، وبقوتك الإلهية حصنا، آمين.
No Result
View All Result