☘️“أما ثمر الروح فهو…، فرح”
الفرح أحد ثمار الروح
إنّ “الفرح” ثاني ثمار الروح ويرتبط مباشرة بالثمرة الأولى “ثمرة المحبّة”. فعندما يحبّ الإنسان يفرح. بينما ذاك الذي عنده سمّ الحسد والشرّ لن يختبر مطلقاً الفرح؛ وسيملك قلباً مملوءاً مراً ومرارة. ومن النفس المدنسة سيتولد باستمرار سمّ شرّه، فيجعله قاصراً متمرداً صاحب وجه عابس دوماً. بينما إنسان المحبة ذا القلب الرحب والمزاج الحسن هو إنسان فرح
أحبب الله لأنّ الفكر المحبّ لله غارق في الفرح، فمن يحبّ الآخر يخدمه بفرح، لأنّ محبته بكلّ أشكالها وكلّ تعابيرها تغذّي فرحه، وعندما يعطي محبةً فهو يفرح، وعندما يتقبل محبة من الآخرين يبتهج أيضاً ويفرح. لهذا يذكر بولس الرسول أنّ الفرح يتأتى ويتوقف على المحبة. وينتشر في هذه النفس أريج المحبة وتنمو زهرة الفرح. ويسقي هذه النفس ينبوع الماء الحي من لدن الله وتفلحها النعمة الإلهية، وهذه تنمو أيضاً في كلّ ّالقلوب المتجددة من الروح القدس
يقول بولس الرسول لأهل تسالونيكي لأنهم اقتبلوا كلام الانجيل “بفرح من الروح القدس” (1تسا6:1)، أيّ بالمحبة التي ولّدها الروح القدس في قلوبهم. وقال إلى أهل رومية أن ملكوت الله ليس أكلاً وشرباً بل كشف لهم بأنّه: “برٌ وسلام وفرح في الروح القدس” (رومية17:14)، أيّ البر والسلام والفرح الذي يولده الروح القدس
هذا الفرح هو ثمر الروح القدس، ويقتنيه فقط من يعيش فحوى ومعنى العنصرة.
هذا الفرح المسيحي رقيق هادئ لا تشوش فيه، يشبه رقة ونعومة قطرات الندى والتي يداعبها النسيم السماوي، فهو يحلّي ويريح قلب المؤمن، يخفف له صليب الحياة ويقصّر تجاربها، يبعد عنه الألم ويعطيه حيوية في حياته، يجعله يتذوّق على هذه الأرض الغبطة السماوية، ويجعله سعيداً حتى وإن عاش في وادي البكاء☦️💟
(كالينيكوس مطران بيريا التراث الارثوذكسي )
No Result
View All Result