القمص أكسيوس نصرالله
كاهن كنيسة القديس بولس الرسول بالعمرانية
“تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لأنفسكم” هكذا تكلم السيد المسيح عن الوداعة. ثمرة الوداعة من أبرز الصفات الذي يجب أن يتمثل بها الإنسان، فالرب يسوع ركز في أحاديثه على الوداعة وجعلها سبب مهم لراحة النفس، ومن أهميتها ذكرها الرب في التطويبات وجعلها الأولى حين قال طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض.
لذلك يجب أن يحتفظ الإنسان بوداعته ويسعى دائما حتى لا يفتقدها ويعمل على أن يستمر وديع حتى إذا حصل على مركز أو سلطة حتى لا يسيطر عليه الغرور، فيجب علينا أن نتمسك بفضيلة الوداعة حتى نصبح دائمآ أنقياء.
القديس بولس الرسول وضع الوداعة ضمن ثمار الروح لأن الإنسان الذي يسلك بالروح من الطبيعي أن يكون وديعا، وتكلم القديس بطرس الرسول عن زينة النساء وقال”زينة الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن”.
الوداعة أيضآ يا أحبائي هي الهدوء والوقار واللطف والبعد عن العنف، كما أنها البعد عن الغضب أو الكرهية، حيث أن الروح القدس هو روح الوداعة والحكمة والقداسة، تلك الثمرة تعد سلاح قوي قادر أن يدخل القلوب ويغيرها لتكون رقيقة وممزوجة بالطيبة.
يجب أن ندرك أن الوداعة لا تعني الخمول أو عدم الشجاعة بل أنها تعطي بصيرة حكيمة، الإنسان الناجح في علاقاته العلمية والعملية والروحية يتمثل بصفة الوداعة.
لذلك يا أبنائي تمثلوا بصفة الوداعة واتركوا غرور العالم الذي مهما طال سوف يفنى، كونوا صورة من السيد المسيح الذي هو رمز للوداعة، أصبحت هذه الأيام مليء بالكوارث لذلك كونوا ودعاء حتى يراكم الله ويرأف عليكم.