الطهارة في الزواج
ندوة للمتزوجين في رعية النبي إيلياس – الحدث
موضوع الطهارة مثل كلّ المواضيع لا بد أن يكون له مرجع، أن يكون هناك مقياس قبل الدخول في الموضوع بشكل عملي، لا بد أن نذكر القاعدة، أي على أي أساس نحن نطرح هذا السؤال وعلى أي اساس نحن نعالج ونجد الحلول لكلّ ما يعترض عدم الطهارة.
في المسيحية، في الكنيسة معروف ومعلوم ان المقياس هو المسيح. الذي يعي هذه القاعدة لا يضيع في أي موضوع يطرقه خصوصاً في المواضيع الأخلاقية. الكنيسة المسيحية إستنادا إلىً الكتاب المقدس وحياة القديسين لها وجهة نظرها الخاصة فيما يتعلق بأمور الإنسان وحياته على الأرض وليست مرتبطة بما يدعوه علم الأخلاق. هي تُرشد على الأخلاق والأخلاقيات، وعندها المنبع للأخلاق ولا تفرض القواعد العلمية الأخلاقية مقياسها على الكنيسة هذه خلاصة موضوع الطهارة الذي يحياه الزوج ( المرأة والرجل) اللذان أو الذي هو تعبير جميل لأحد الشريكين. إذا كان الزوج فعلاً يعيش حياة ترضي الربّ، حياته تكون طاهرة. هذه خلاصة الموضوع بالنسبة للمؤمن الذي يعيش بانسجام مع وصايا الرب ينتج عن حياته كلُّ خير بمثابة الطهارة.
ولكن لنعد في تفصيل الموضوع إلى نقطة البداية. في البداية، لا بد أن نذكر شيئاً عن الزواج المسيحي. ما أريده ليس هو عرض الزواج المسيحي بل أن أذكر وأوضّح إستناداً للكتاب المقدس العلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة، بخاصة أنطلاقاً من رسالة الزواج التي تسمعونها كثيراً، هذه الرسالة المشهورة في ( أفسس 5 : 22 – 33 ). هذه الرسالة بالرغم من تناقضها ظاهرياً فيها تعليم كبير من نبوغة بولس الرسول وعبقريته لأنه هو يصف العلاقة بين الرجل والمرأة وفي نفس الوقت يشَبِّه هذه العلاقة بالمسيح والكنيسة وبهذا التشبيه يضع قاعدة، قاعدة أساسية ليس فقط بين الرجل والمرأة بل أيضاً بين الإنسان وأخيه وأكثر من ذلك يضع العلاقة الصحيحة بين الإنسان وخالقه الله. كيف يكون ذلك؟
يقول في الرسالة:” أيها النساء أخضعن، هذه تسمعونها كثيراً، أيها النساء إخضعن لرجالكن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة كما أنَّ المسيح هو رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد وكما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء، أيها الرجال أحبُّوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدّسها مطهراً غياها بغسل الماء بالكلمة لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ( أو وسخ ) أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدّسة وبلا عيب. كذلك يجب على الرجال أن يُحبوا نساءهم كأجسادهم، من يُحب امرأته يحب نفسه فإنه لم يبغض أحدٌ جسده قط بل يقوته ويربيه كما الربُّ أيضاً للكنيسة، لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً. هذا السرّ عظيمٌ ولكني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة. وأما أنتم الأفراد فليحبَّ كل واحد امرأته كنفسه وأمَّا المرأة فلتَهَب رجلها”.
الشرح في هذه الرسالة طويل ولكن لنأخذ بالنسبة للموضوع الذي يهمنا بعض الجمل الأساسية:
هناك شيء من الثنائية أي تصرف يقابله تصرف آخر. الأول حسب ترتيب الرسالة يأتي من المرأة نحو الرجل وهو شيء من الطاعة والتصرف الآخر الذي يقابله ويبادله هو المحبة، التصرف الأول الطاعة للرجل وكذلك محبة الرجل للمرأة تكون على صورة تصرف الكنيسة للمسيح الذي هو رئيس الكنيسة رأس الجسد ويقابله تصرف المسيح تجاه الكنيسة الذي هو تصرف محبة إلى أبعد الحدود لأنه يقول: وأسلم نفسه لأجلها كما فعل المسيح من أجلنا من أجل كنيسته. هذه القاعدة تسري على الرجل والمرأة وأيضاً تسري على العلاقة بين إنسان وآخر في أي مؤسسة في شركة، في الجيش مثلاً، الذي يطيع رئيسه والرئيس يقابل هذه الطاعة بتسليم نفسه بمحبة كبيرة. هذا يسري أيضاً على العلاقة بين الإنسان والرب، الإنسان يطيع وصايا الرب، الرب يبادله باعطاء نفسه، بإعطاء حياته. هذا قانون حاول بولس الرسول أن يعّبر عنه بالطريقة التي تلائم عصره ولكن كما يقول النص في الآخر هو سرٌ عظيم وأقوله بالنسبة للكنيسة والمسيح.
بكلام آخر على الرغم من تفسيرنا وإيضاحنا لهذه العلاقة، إن كانت بشرية أو إلهية يبقى الموضوع سراً، أي حقيقة كبيرة عميقةً لا نستطيع أن نسبر عمقها ولكن عندنا نور, ضوء الذي يتنازل أمام الآخر هو يستدعي الآخرَ أن يعطيه من نفسه وحياته. كل ذلك لكي يعطينا الصورة الصحيحة للعلاقة، طبعاًُ هنا، بين الرجل والمرأة. هناك تفاسير كثيرة من قبل الآباء القديسين لهذا النص ولكن ما هو أكيد في كل هذه التفاسير أنَّ هذا النص مرتبط، بسفر التكوين. نجد في سفر التكوين العبارات نفسَها. عن يتبع مثلاً في خدمة الأكاليل الأفاشين يرى أن هذه الأفاشين تستخدم عبارات طبق الأصل من سفر التكوين. عندما يقول لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه إذا تتذكرون، ( ابونا جورج أكيد يتذكر، قرأها عدة مرات أفاشين الأكليل)، يقول هذه المرأة هي من لحمه ومن عظامه ولهذا دعيت إمرأة لأنها من الرجل أخذت ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته فيصيران جسداً واحداً وما جمعه الله لا يفرقه إنسان. هذه إذا أردتم الصورة الرئيسة الصحيحة للزواج المسيحي، للعلاقة بين الرجل والمرأة هي لحم من لحمه وعظم من عظامه وهي من الرجل أخذت يعني هذا الإداء بسبب هذه الجمل يقولون أنه هكذا شاء الرب في ترتيب الخلق أن تكون هكذا العلاقه بين الرجل والمرأة لأنه خلق الرجل كما تعرفون أولاً وأخذ ضلعاً من أضلاعه وبرأ منه أمرأةً فقال هذه إمرأة أخذت من لحمك ومن عظامك أي أنه في الأصل هناك التصاق في كلّ شيء، هناك محبة، تفاني، تضحية في كل شيء، وبشكل دقيق هناك الثنائية بين الطاعة والمحبة لأن الموضوع لا يقتصر على طاعة المرأة للرجل وعلى محبة الرجل للمرأة طالما يصيران جسداً واحداً، المفعول يسري على الإثنين. إذا صاروا جسداً واحد لا يعودون يعرفون من يطيع الثاني ومن يُحبّ الثاني أكثر. هذا هو الترتيب، الذي شاء الله أن يضعه منذ البدء.
الطهارة:
الآن إذا أردنا أن ننتقل إلى موضوع الطهارة ضمن هذه العلاقة، أكيد نستطيع أن نقول: إذا كانت هذه العلاقة صحيحة مبنية على هذا الأساس الرجل والمرأة يعيشان في طهارة دائمة أي أن الطهارة لا تتعلق بقضية الأخلاق أو لا أخلاق، أن يعاشروا بعضهم أو لو يعاشروا بعضهم، تتعلق إذا كانوا فعلاً في هذا الاتفاق من الطاعة والمحبة. هنا لا بد أن نقدم ملاحظتين:
1- الملاحظة الأولى :
تختص بالسؤال ما هو الدنس؟ ما هو عدم الطهارة؟
الدنس أو الخطيئة ما هي؟ متى يكون الإنسان طاهراً أو غير طاهر؟ متى يكون دنساً أو غير دنس هذا شيء مهم كثيراً بالنسبة للإنسان المسيحي. قلنا إن المقياس المسيح. كيف تحدد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية الخطيئة؟
لا تقول إنْ عصى واحد وصيةً معينة خطئ، إنْ عمل شيئاً “مش منيح” خطئ ما هو العمل الصالح وما هو غير الصالح؟
بالنسبة لي هذا شيء جيد، بالنسبة لغيري هذا شيء غير جيد، خصوصاً في عصرنا يوجد أشياء نحن نعتبرها غير صالحة، تذهب إلى بلدان أخرى يعتبرونها طبيعية. بالنسبة للمسيحي مقياسه هو المسيح. من يعيش مع الرب هو الإنسان الذي يبتعد عن الخطيئة والذي يعيش بعيداً عن الله هو الذي يعيش في الخطيئة. لا يوجد أبسط من هذا التحديد: الخطيئة هي العيش بعيداً عن الله، هذه بالنسبة للاهوت الشرقي، أي الإنسان الذي يعيش بغض النظر عن الله الخطيئة كما يفسرها الآباء مثلاً القديس أثناسيوس الكبير، يقول هي حالة الفساد الطبيعي أي عندما آدم عصى أوامر الله ابتعد عنه، دخل في عالم جديد هو عالم الفساد، أي فقد النعمةَ الصيانةَ الإلهية فصار يموت ليس فقط نفسه بل جسده، بينما أصلاً عندما كان يحيا مع الله كان في حالة أزلية لا يموت , عدم الموت. الإنسان الذي يعيش مع الله لا يموت. الموت هو نتيجة الخطيئة ونتيجة البعد عن الله، لذلك يقول يوحنا: ” من يؤمن بي وإن مات فسيحيا ومن يؤمن بي وإن كان حيّاً لن يموت إلى الأبد”. ( يو 11 : 25 – 6 ) بهذا المعنى، إذا عاش الإنسان وحتى مات جسمه يبقى حيّا. هناك أناسٌ أموات جسمياً يبقون أحياء ونحن نطلب شفاعتهم. إذاً الخطيئة والدنس هو العيش بعيداً عن المسيح أي إذا كان الرجل والمرأة يعيشان مع الربّ عندها يكونان طاهرَيْن وليس القضية إذا عملوا هذا الشيء ولم يعملوا الشيء الآخر، إذا إمتنعوا عن المعاشرة فيما بينهم أو لم يمتنعوا. هذا الموضوع رعائي دقيق لا بد أن نعالج على أساس العقيدة. هذه هي الملاحظة الأولى حول الخطيئة، ما هو الدنس؟
الدنس هو الإنسان الذي لا يعيش، ولا يتبع وصايا المسيح، يمكن أن يكون رجل وامرأة ظاهرياً طاهرَيْن ولكنهما لا يعيشان بموجب وصايا الرب، هؤلاء معرضين للدنس أكثر من رجل وامرأة ضعيفين ويعيشان في خوف الله. إذن المقياس بالنسبة للدنس هو المقدار الذي يعيش المرأة والرجل فيه بخوف الرب وبحسب وصايا الرب.
2- الملاحظة الثانية:
أريد أن أقولها، هي بالنسبة للزنى، أيضاً حسب تفسير بولس الرسول الرائع في رسالته إلى أهل كورنثوس عندما يتكلم عن الزنى، لا يتكلم، إذا قرأ الواحدُ جيداً، يرى أنه لا يواجه الموضوع أخلاقياً، مرة أخرى يواجهه نسبة لإيماننا بالمسيح، إذا كناّ نؤمن بالرب وبوصاياه عندها نعرف إنْ كناّ سائرين صحيحاً أو أننا نزني في الزواج أو خارج الزواج. يقول أجسادكم هي هيكل للروح القدس وقد أشتريتم بدم كريم ( 1كور 6 : 19 – 20) أجسادنا، جسد المرأة وجسد الرجل لم يعد ملكَهما. يقول في أحد الأماكن أن الرجل ياخذ بعين الأعتبار جسد إمرأته، والمرأة جسد رجلها، ولكن في النهاية جسد الرجل وجسد المرأة لم يعد ملكَهما. طالما نحن أعتمدنا وصرنا مؤمنين، صرنا نخصّ الرب لم نعد نستطيع ان نتصرف بجسدنا كما يحلو لنا. لذلك نحن إذا كان المسيح جامعاً بين هذا الرجل والمرأة حياتهما وعلاقتهما تكون مطهرة بالمسيح مهما كانا ضعفين. المسيح هو الذي يطهرهما بسبب إيمانهما والتصاقهما بالربّ الرب يغطي ضعفاتهم. ليست القضية إنهما طاهران لا أحد طاهر لا أحد بلا خطيئة لكن إنْ بقينا نحن ملتصقين كما يقولون ” عنا خوف الله” ” عنا هذا الهاجس” أن يعيش الإنسان في رضى الرب في كل شيء عند ذلك الرب قادر دائماً أن يطهرنا فتبقى العلاقة مقدسةً بلا عيب وبلا وسخ.
البتولية :
من هنا يتكلم بعض الآباء على البتولية في الزواج مثلاً. يتخطون الطبيعة البشرية ويقولون الإنسان يستطيع إذا كان مؤمناً، أميناً للمسيح، هذه هي البتولية. الإنسان الملتصق بالمسيح هو يكون طاهر وبتول حتى ولو تزوج، لأن البتولية لا ترتبط باللحم والدم/ البتولية ترتبط بمحبة الإنسان للرب، هذا موضوع آخر، إذن إذا أردنا أن نلخص مرة أخرى قبل أن نعطيكم مجالاً للأسئلة والحوار نستطيع أن نقول إن ” الزوج” من امرأة ورجل الذي يكون أمين للمسيح هذا ” الزوج” يضمن عيشة بطهارة ويضمن نجاحه. الأمانة للمسيح تضمن الأمانة، أمانة الرجل للمرأة أو أمانة المرأة للرجل.
حاولت أن أعطي بعض الأفكار والقواعد العامة يمكن أن ننطلق منها للحوار والأسئلة.
أريد أن أقول شيئاً وأحب أن أعرف رأيكم، اليوم كما تعرفون في العالم كله في أزمة العائلة/ اليوم في العالم العائلة تتفكّك نشكر الله إننا بعد في منطقة إلى حد هذه الأزمة لم تصبح كبيرة من أين تأتي هذه الأزمة؟ لماذا يصير تفكك في العائلة في العالم؟ لماذا لم يعود كثير من المسيحين يتزوجون مسيحياً في الكنيسة؟ يفضلون الزواج المدني. ولماذا أكثر من ذلك كثيرون أو البعض لنقل في بعض البلاد يعيشون مع بعضهم البعض بدون زواج لا مسيحي ولا عقد مدني؟ ولماذا أكثر من ذلك بين العالم وخاصة المسيحيين يبنون علاقات خارج الزواج؟ أي علاقات زنىً. حسب تفسير الكنيسة هذا يعود كله إلى ضعف إيمانهم وأبتعادهم عن الكنيسة وعن الله.
هذا هو السبب الرئيسي: لأن الإنسان إذا ما عنده مقياس ربه ما في مقياس أخلاقي يضبط الإنسان، ما في شيء يلزمه، شخص يأتي ويقول لك من يمنعني أنا طالما الدولة وبعض الدول تسمح في هذا العيش المشترك بدون زواج، لماذا تريد انت أن تمنعني وتقول لي هذه خطيئة. لكن إذا كان الإنسان مؤمن بصورة بسيطة وأتى إلى الكنيسة وسمع هذه الرسالة التي تقول له: ” ما جمعه الله لا يفرقه إنسان ويصبحان جسداً واحداً”. كيف هو يستطيع أو ضميره يسمح له أن يلتصق بجسد آخر.
القدّيس الذهبي الفم يقول: هكذا شاء الله في البدء أن يخلق آدم ويأخذ المرأة من ضلعه ولذلك قال هذه لحم من لحمي وعظم من عظامي، أراد أن يضمن، يقول، شيئاً من الوحدة أي أن ينظر إلى المرأة و الرجل كواحد ويعطي صورة عن أن النبتة كيف تنمو ولا تبدأ تتفرع إلاّ بعد أن تصبح لها جذع، بعدها تبدأ تتفرع ويقول أيضاً أنه بعد هكذا شاء أن ينبت الإثنان واحد من أجل النسل، بعدها لم يعد يسمح كما تعرفون في الكنيسة أن يتزوج الرجل من أخته أو من إبنته، أي هو واحد ولكن لم يسمح أن يتزوجوا من بعضهم البعض حتى لا تبقى هذه الأنانية، حتى تتفرّع الشجرة، أي من أجل الشركة والمحبة يسعى الإنسان إلى أن يعيش مع أنسان غريب، بعيد عنه، حتى لا يبقى مغلقاً على نفسه لذلك الكنيسة لا تسمح للشخص أن يتزوج من قريبه، لذلك الوحدة قائمة بين الرجل والمرأة ولا بد أن تبقى قائمة، لايستطيع لا سمح الله أن يزني الرجل أو المرأة مع شخص آخر ولكن في الوقت نفسه هذه الوحدة منفتحة على الآخرين لذلك عندكم هذه الصورة التي يعطونها أحياناً أن الرجل والمرأة يجب أن لا ينظر إلى بعضهما دائماً، يجب أن يقفا وينظرا إلى الآخرين، أي متحدين ومنفتحين في الوقت نفسه، ولذلك كما قلت الوحدة قائمة بينهما وقائمة بين كل واحد منهما والمسيح، كونهم أعضاء في الكنيسة التي رأسها المسيح.
هو دائماً على الوحدة أن يأخذ الناحية الإيجابية التي تنسجم مع إيمانه أي جسدنا كونه للرب وكونه أصبح مقدساً أصبح إناءً، هيكلاً للروح القدس الموجود فينا والذي نأخذه في المعمودية ولجسد الرب ودمه الذي يدخل في أعضاء هذا الجسد كله، نحن من أجل ذلك إذا مرضى هذا الجسد علينا أن نعتني به يجب أن نأخذها من هذه الناحية أي أنا لا أستطيع أن أهمل جسدي لا أحد يهمل جسده، ليس لأنه ملكٌ لله أتركه لله وهو يديره، بالعكس، لأنه لله، يجب أن أعتني فيه، يجب أن أهذبه حتى يبقى مطواعاً، يبقى مهذباً، يبقى إناء صالاًح لتمجيد الرب، طبعاً الأهتمام بجسدي لا يعني أن أرضي أهواءه، ليس بهذا المعنى لكن إذا تعرّض للمرض يجب أن يهتم بمعالجة جسده، هذا شيء مشروع ومبارك حتى يبقى سليم، يقول الآباء الجسد مثل الحصان إذا الحصان تأخر أو ضعف، الإنسان لا يعود يستطيع أن يتقدم، هو الذي يحمله إذا أهملت جسدك لا يعود هناك من يحملك.
هناك تمييز يجب أن يميز الواحد بين الأعتناء بالجسد وتجاربه أو عدم الإهتمام بأهواء الجسد، أهواء يعني شهوات الجسد، إذا حارب الإنسان أهواءه وشهواته يكون هذّب جسده. يعني إذا تجنب المآكل الدسمة لا يميت جسده، لكنه يهذبه لأن المواد الدسمة كثيراً، تتعب الجسد ولا تهذبه.
الموضوع في الحقيقة دقيق لأن هناك صراع بكل معنى الكلمة بين علاقة الإنسان مع الله من خلال إيمانه وعقيدته وعلاقته مع الشخص الذي يحبه، هذا الصراع صعب وأنا أعتقد أنه في أحوال أستثنائية، طبعاً في الأحوال العادية لا يخفاك أنه من الأفضل أن يقترن الإنسان بشريك من عقيدته ولكن في الأحوال الستثنائية هو يدخل في هذا الصراع، أعتقد أن ربنا وحده هو الذي يفصل إذا هذا الشخص يتصرف بطهارة أو بغير طهارة طبعاً لصدقه الداخلي على أي أساس هو يتصرف ويختار الشخص الآخر، هل يتصرف عن صدق أو عن مصلحة أو عن شهوة أو عن شيء آخر؟ إذا كان يتصرف فعلاً عن صدق الرب قادر أن يحل المعضلة والصعوبات في حينه ويطهرنا أي يغطي ضعفاتنا وصعوباتنا.
لماذا على الإنسان أن يتزوج من طائفته؟
لأن الإنسان، لأعطيك الصورة التي يعطيها أحد الآباء الذي هو القديس دوروثاوس، يعطي صورة الإنسان الناس الدائرة مع مركز وشعاعات، المركز هو المسيح وهو واحد وهو لم يكن يتكلم عن الطوائف، لم يكن هناك طوائف في القرن الرابع، لكنه كان يتكلم عن الناس الذين كانوا ذاهبين نحو المركز المسيح، السائرين على الخطوط الشعاع، كلما يقتربون من المسيح كلما يقتربون من بعضهم، كل إنسان يعرف التقليد الشرقي والتقليد الغربي، يعرف أنه في نهج، طريق مختلف، نمط حياة مختلف، صلوات مختلفة هذا لا يتعارض، يمكن أن لا يتعارض ولكن يبقى أن الذي مشى على نهج معين عنده وجدان معين وعندما يقترب من شخص عنده تربية ونهج آخر، في قضية صعوبة أنصهار، هذه لا يستطيع أن يهرب منها، هذا لا يعني أنهم ما عادوا واحداً أو ما ممكن ان يصيروا واحداً، يمكن أن يصيروا واحداً إذا كانوا صادقين يصيرون واحداً أمتن من وحدة أخرى، إن كانوا هم صادقين وعندهم النية أن ينصهروا، ولكن هذا لا ينفي صعوبة الإنصهار. لذلك أثنين مؤمنين من طوائف مختلفة شاء الرب أن يجمعهما ما عندهم ذات المشكلة، واجهوا صعوبات لكن لم يواجهوا مشكلة أما أثنين ليس لهم إيمان صحيح وسطحييّن في إيمانهم دائماً تُخلق لهم مشاكل.
المعمودية إذا أردنا أن نبسط التعبير مثل الترتيلة التي نرتلها في المعمودية” أنتم الذين في المسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم”. نحن نلبس المسيح على مقدار ما يحمل الزوجان المسيح في حياتهما هذه الصلة نجدها في التراتيل في الأكليل عند الدورة في ترتيلة الشهداء إذا لاحظتم الأكليل الذي هو أكليل الشهداء، لماذا سموه أكليل؟ لأنهم هم شهداء للمسيح وعند تكليلهما يقولون ” بالمجد والكرامة كللهما”. هذه الجملة منسوبة أصلاً للشهداء يكلَّلون بسبب شهادتهم للمسيح، هذه الشهادة كيف تكون شهادة للمسيح، الشهادة مثل اللغة العربية يقولون الشاهد هو شهيد، بالأصل الكلمة , الأصل اليوناني هي كلمة واحدة مارتيس مارتير، مارتيس باليونانية هي الشاهد وفي نفس الوقت معناها هو الشهيد، شاهد للمسيح، انا في حياتي أشهد للمسيح إذا كان في حياتهم هم شهداء للمسيح يكون قد حققوا معموديتهم وإكليلهم، يكون قد حققوا معموديتهم وينالوا إكليلهم، هذا الإكليل يقولون ان الزواج هو مدرسة هو مدرسة للحبّ، الذي يعيش زوجاً ناجحاً ينال الإكليل، الإكليل الذي نأخذه في خدمة الزواج هذه البركة نأخذها على الرجاء، نأخذها عربون أكليل المجد الذي نحصل عليه بعد شهادتنا للمسيح. لذلك، كم من الأزواج، أنا لم أتزوج، لكن الذين تزوجوا ونجحوا يعرفون أنه في أواخر أيامهم تكون أيام حلوة يقطفون ثمار تعبهم وجهادهم سنين وعندما يفترقون يحصل في قلبهم حسرة فظيعة عندما يفارقون الشريك ولا ينالون التعزية إلاّ من الرب، كم من الناس إن لم يكونوا مؤمنين لا يتعزون، إذا كانوا مؤمنين ربنا وحده يقدر أن يعزيهم، عندما الرجل يفارق امرأته أو المرأة تفارق الرجل.
Discussion about this post