عظة عن الحشمة
على النساء المسيحيات ان يتمثلوا بالسيدة العذراء والدة الاله ام النور بلبسها المحتشم ولتكن لهن المرجع الوحيد للإحترام والتقوى والإحتشام …
هذا الصيف اﻵتي و الحشمة في اللباس:
درجت العادة في هذا الزمن الرديء أن يخفف اﻹنسان الكثير من ثيابه في الصيف. حتى بات التخفيف كاشفاً وهادفاً ﻹثارة الشهوات الجسدية. فيصح قول اﻹنجيل فيه: “من أعثر أحد هؤﻻء الصغار ، فاﻷولى به أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويرمى في البحر”.
ليست هذه اﻻفتتاحية دراسة في الجسد وقداسته ، أو في اللباس وأهميته ، أو في التعبير عن داخل اﻹنسان. وإنما هي كلمات ونصائح رعوية ﻷبناء الله في زمن الجسد هذا.
من المؤكد أن مصممي اﻷزياء ﻻ يهمهم خلاص البشر. بل جل همهم ينحصر في التفنن الذي يخدم جيوبهم و يجعل بضاعتهم مزدهرة. هذا إذا لم نتحدث عن الشر الكامن وراء اختيار أزياء وصرعات مقصودة من أجل نشر أخلاقية معينة، عدا عن تخريب الحس الذوقي للجمال.
الجسد في المسيحية مقدس و هو مسكن للروح القدس. فهل يتقدس الجسد باللباس الداعر واللافت للنظر والمثير للشهوات ؟ أم يتقدس بالفضيلة والنقاوة ؟
ليست كل اﻷزياء تناسب كل اﻷجسام ، فلماذا نلبس ما يجعلنا قبيحي المنظر احياناً وعرضةً للسخرية والنقض ودافعاً للإثارة ؟
يعلمنا الرسول بولس ان: “كل الاشياء تحل لي و لكن ليس كل شيء يوافق”.. يوافق ماذا؟ يوافق من؟
الكثير من بناتنا وشبابنا يخترن نوعية الثياب التي يريدون ارتداءها من دون السؤال عما إذا كانت توافق سلوكهم وأخلاقهم ، وقبل الكل توافق إيمانهم والتزامهم المسيحي !! فلماذا يضعون أنفسهم في خانة غير أخلاقية وهم ليسوا كذلك على الإطلاق ؟
على صعيد العلم، العلاقة وثيقة جداً بين الجسد والنفس. فما تشتهيه النفس تعبر عنه بواسطة الجسد. لذا فاللباس الذي يكشف تفاصيل الجسد، أكان مباشراً أم غير مباشر ( اللباس الضيق ) هو سبيل لاغراء ولفت النظر ليس إﻻ . أﻻ يرى أوﻻدنا سبيلاً آخر لتحقيق ذواتهم وجذب اﻵخرين إﻻ بأجسامهم ؟ هذه أدنى طريقة في الحياة اﻻجتماعية !!.
واللباس كي يكون محترما ومعبراً، عليه ان يناسب الاوقات التي نعيشها ، فلا نذهب مثلاً الى الكنيسة في ثياب البحر، او لا نذهب الى عرس في ثياب العمل !! اذا كل حدث له قيمته واستعداداته في قلوبنا وعقولنا اولاً ثم على اجسادنا. المؤمن يهتم بطهارة كيانه نفساً وجسداً. فكيف يلبس ما يتناقض مع الطهارة؟ وكيف يدنس غيره وينتهك طهارته أقله بالبصر ؟
الموضة الدارجة عند الذين يعتبرون أنفسهم متفرنجين أو ( سينييه ) أنهم يجعلون أوﻻدهم ( باربي ) عمومية .فينشأ اﻷوﻻد سخفاء تافهين ﻻ يملكون ما يفرضون به حضوراً مميزاً لهم إﻻ ما يرتدونه من أقمشة على جسدهم الذي ﻻ يملكون غيره، أين العقل واﻷدب والذوق واﻹيمان ؟ أليس توجيه اﻷهل وغياب توجيههم الصحيح هو الذي يساهم في ضياع أوﻻدهم وتفاهتهم؟
رغم كل وسائل اﻻتصال الحديثة التي جعلت الكرة الأرضية قرية صغيرة، مازال قوم يظنون أن ما يأتي من الغرب هو مسيحي، وهكذا يتقبلونه بسهولة!! غير عارفين ان الغرب علماني و استهلاكي بحت ولم يعد مسيحياً، بمعنى أنه لم يعد يستلهم تعاليم المسيح في تسيير أموره. أما لهذا الجهل من نهاية ؟
الصيف آتي، فعيشوه بما يليق بإنجيل المسيح.
كلمات من القلب من صفحة : المتروبوليت سابا إسبر الجزيل اﻻحترام