لعازر ونحن
في هذه الدنيا أنتن لعازر وأصبحت رأئحة جسده كريهة.
هذه هي حالة الإنسان في القبر.
كلّ ما هو من هذه الدنيا يفسد، كلّ ما يعتبره الإنسان في هذا الدهر فخرًا وعزًّا وجاهاً يتأكله العفن ويهترئ، لا يبقى منه شيء. فهو تراب من تراب.
وحده الجوهر يبقى، والجوهر مرتبط بما هو أسمى من المكاسب الأرضيّة والترابيّة، وسيّد الجوهر الربّ يسوع المسيح وقف أمام الموت يسحقه بموته ويعيد للإنسان الذي يلهج باسمه، نسمة الحياة الأبديّة.
داخل القبر ظلمة وموت واهتراء، والشيطان يفرح بابتلاعه الإنسان الذي يصطاده بعد أن يخدعه بمكاسب مملكته الساقطة والفانية والزائلة والفارغة.
لننظر جيدًا الى الأيقونة داخل القبر ظلام أمّا في الخارج فنور وحياة: كيف لا ويسوع هو الحياة؟
لقد تجسد الله وأصبح إنسانًا ليرفعنا إلى ملكوته، وغلب الموت بموته لنحيا معه، وها هو الآن بإقامته لإلعازر يجعلنا نشاهد الانتصار والظفر، وهذا طبعًا استباق للقيامة.
أعاد الربّ لعازر إلى الحياة لأن من يسير معه لا يموت، ومن يهلّل له يحيا، ومن يؤمن به يعيش.
الربّ بعد إقامة لعازر سيدخل أورشليم إذ لا يريد أن يسمع هتافًا من أموات بل من أحياء.
قبر لعازر المليء فرغ، وعوض أن يبقى محطّة نحيب وبكاء أضحى منارة تسبيح وهتاف.
تحول من دهليز يقود إلى دركات الجحيم إلى سلّمٍ يقود إلى أعلى السموات.
من هنا لا بد من دخول أورشليم الأرضيّة والصعود منها إلى أورشليم السماويّة بعد أن نميت إنساننا العتيق لنصبح بالمسيح خليقةً جديدة.
حالة لعازر تشبه حالتنا نحن، ننتن من جراء خطايانا ونموت تحت ثقلها، ولكن مهما أنتنت حالتنا يقيمنا الربّ يسوع بصرخة واحدة إن نحن اشتهينا صرخة القيامة.