ما هو رأى المسيحية فى الشخص المنتحر؟
البوابة القبطية
وفقا للكتاب المقدس، فإن الانتحار هو قتل، وهو خطية كبرى، وأجرة تلك الخطية هى موت، كما قال الكتاب المقدس، حيث إن الانتحار لا يتيح للمنتحر الخاطئ الفرصة أن يتوب عن خطيئته، فينطبق عليه حينها قول السيد المسيح «إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون» ( لو ١٣: ٣) وبإقدام شخص على الانتحار، فإنه لم يفعل سوى أنه قد قصر رحلته إلى بحيرة النار لرفضه للخلاص والإيمان بيسوع المسيح، استسلم لليأس وفقد الثقة فى المسيح، ولم يذكر الكتاب المقدس سوى أربعة أشخاص أقدموا على الانتحار وهم: شاول (صموئيل الأولى ٤:٣١)، أخيتوفل (صموئيل الثانية ٢٣:١٧)، زمرى (الملوك الأول ١٨:١٦)، يهوذا (متى ٥:٢٧). وكل من هؤلاء الرجال كانوا رجالا أشرارا وخطاة، ورأى الكتاب المقدس أن الانتحار مساويا للقتل، حيث إن هذا بعينه هو قتل النفس، وأن الله وحده هو الذى يقرر كيف ومتى يموت الشخص.
فإن تأخذ هذه السلطة فى يدك هو تجديف على الله وفقا لتعاليم الكتاب المقدس، فلا يوجد أية ظروف يمكنها تبرير الانتحار، وبصفة خاصة للمسيحي، أن المسيحى مدعو لأن يحيا حياته لله، وأن قرار متى نموت هو فى يد الله وحده، ونحن وكلاء للحياة لا مالكين لها، والله يعطيها متى يريد ويسحبها متى يريد حسب مشيئته الصالحة لكل إنسان. وأن الشّخص الذى ينهى حياته بإرادته أخذ حقا غير حقه، وقد أنهى حياته بالخطية التى ليس لها فرصة للتوبة، كما أن المنتحر إنسان فاقد الإيمان بالحياة الأبدية، يظن أن الموت سينهى متاعبه ولم يضع فى إيمانية أن الموت بتلك الطريقة يفتح أمامه حياة مليئة بالتعب الأبدي، وإلى عذاب أشد من متاعبه على الأرض. المنتحر فاقد الرجاء والرجاء هو إحدى الفضائل الثلاث الكبرى التى هى الإيمان والرجاء والمحبة (١كو ١٣: ١٣)، حيث إن فقد الرجاء خطية تضاف إلى خطية القتل وفيها وقع يهوذا الذى أسلم السيد المسيح، وأيضا المنتحر إنسان يموت وهو فاقد فضيلة الصبر، وأخيرا كل خطية فيها احتمال التوبة، يمكن أن نطلب عن مغفرتها من الله، إلا خطية الانتحار ليس لها فرصة للتوبة فكيف ستطلب التوبة وقد رحلت؟.