سرّ مريم
وحدها مريم هي التي وجدت نعمة الله لها ولكل إنسان بشكل خاص. إنّ مريم هى التى أعطت الكيان والحياة لينبوع كل نعمة، ولذا فهى تدعى “أم النعمة”.
وكما أن لكل ولد أباً وأماً فى النظام الطبيعي، هكذا فى نظام النعمة، فإن ابن الكنيسة الحقيقي، ينبغي أن يكون الله أباه، ومريم أمه؛ وإذا تباهى بأن الله أب له، وهو يفتقر إلى حنان الابن الحقيقيّ لمريم، فذاك خادع، لا أب له، فى الواقع، سوى الشيطان…
وبما أنَّ مريم كوّنت رأس المختارين يسوع المسيح، فلا بُدّ من ثمّ، أن تكوِّن أيضًا أعضاء هذا الرأس، أي المسيحيِّين الحقيقيِّين: لأنّ الأمّ لا تكوِّن الرأس بدون الأعضاء ولا الأعضاء بدون الرأس.
من أراد أن يكون عضوًا في جسد يسوع المسيح، الممتلئ نعمة وحقاً (يو1، 14)، عليه أن يكوَن في مريم بواسطة نعمة يسوع المسيح هذه النعمة تسكن فيها بملء حتى تُوهَب بملء إلى أعضاء يسوع المسيح الحقيقيِّين، الذين هم أولادها الحقيقيِّين.
القديس غرينيون دو مونفور