أيقونة خاصة للثالوث الأقدس في كنيسة العذراء كومبيليديكي اليونانية – الايقونة وشرحها

أيقونة الثالوث الأقدس

هناك نوعان من أيقونات الثالوث الأقدس.. وهما:
– أيقونة “ضيافة إبراهيم”.
– أيقونة “أيقونة الثالوث الأقدس” التي تمثل الأقانيم الثلاثة في الثالوث الأقدس، أي الأب بصفته شيخًا ، والابن الذي عن يمين الآب والروح القدس في شكل حمامة.. ويعود هذا النوع من الأيقونوغرافيتي إلى أواخر العصر البيزنطي وما بعد ذلك.

في العقيدة الأرثوذكسية، لا يتم تصوير الآب، ولكن عادة ما يمثله الإبن لسببين:
 أولاً ، لأن الآب لم يتجسد، مثل الابن الذي تجسد بدوره، وبالتالي لم ير أحد الله الآب.
 ثانياً ، لأن كل أقنوم من الثالوث الأقدس يعتبر هو الله الكامل.. ولكن استثناء لهذه القاعدة يمثل الله الآب في الأيقونات الأرثوذكسية على أنه “قديم الأيام”. إعتماداً على الوصف المأخوذ من سفر دانيال النبي (7: 9) والذي يذكر خلود الله ..”كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ.” (دا 7: 9).

في كنيسة العذراء كومبيليديكي في مدينة كاستوريا اليونانية (حوالي 1260-1280 م) ، توجد أيقونة مثيرة للإهتمام ونادرة جدًا للثالوث المقدس في قبة الكنيسة الداخلية والتي تمثل “الأبوة”. الله الآب، كامل الجسد، في شكل قديم الأيام كما في سفر دانيال النبي (7: 9) ويجلس على قوس قزح يحمل بين ذراعيه المسيح الملتحي في سن النضج (الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الابن)..والروح القدس على شكل حمامة بين يدي المسيح في “دائرة” من النور.
هذا النوع من رسم الأيقونات، حيث يتم تمثيل الأقانيم الثلاثة للثالوث المقدس في محور رأسي، نادر الوجود في الفن المسيحي الغربي والشرقي قبل القرن الثالث عشر.

بالنسبة للنوع الأول من رسم أيقونة الثالوث الأقدس (ضيافة إبراهيم) هو عمومًا الأكثر قبولًا. ومع ذلك ، لأنه خلال الفترة البيزنطية الأخيرة، ظهر النوع الثاني، والذي مع مرور الوقت، احتضنه جزء كبير من المؤمنين والرهبان وخاصة في اليونان وقبرص وجبل آثوس المقدس لأنه لا يتعارض مع الكتاب في وصف قديم الأيام.. هذه الأيقونة بالطبع لها ميزات بيزنطية بحتة وتعتبر من الفن الأرثوذكسي.

تقبل الكنيسة الأرثوذكسية كلا النوعين من الأيقونات بالطبع ،ولكن أيقونة “ضيافة إبراهيم” هي الأكثر قبولاً عند المؤمنين، إلا أن النوع الثاني من أيقونة الثالوث الأقدس أيضًا يتم تكريمها بإحترام شديد عند الكثير من الشعب المؤمن الأرثوذكسي.

يانيس قنسطنطينيدس