أيقونة الثالوث الأقدس
اللاهوت الثالوثي في كنائسنا
مرّ اللاهوت الثالوثي، في كنائس الشرق بنوع خصوصي، بمرحلتين أساسيتين:
•مرحلة الصراعات المسيحانية: وهي المرحلة الواقعة بين القرن الرابع والثامن، بدءاً ببدعة أريوس وانتهاء بحرب الأيقونات، من مجمع نيقية (325) الى المجمع المسكوني السابع في نيقية (787). في هذه الفترة، تعرّضت الكنيسة إلى عدة بدع تبلورت من خلالها عقيدتها حول السيد المسيح، وبالتالي عقيدتها الثالوثية.
•مرحلة الحكم الاسلامي: وهي المرحلة التي بدأت بالسيطرة الاسلامية والتي يمكننا القول إنها لا تزال قائمة الى اليوم. في هذه الفترة، واجه المسيحيون باستمرار تحدي الأسئلة المتصلة بالثالوث الأقدس – من بين غيرها – علما بأن الدين الجديد يستثني بقوة الإيمان بالثالوث الأقدس.
ما يهمنا قوله هنا هو أن العقيدة الثالوثية تبلورت في أجواء من الجدل والدفاع وحوفظ عليها أيضا في مثل هذه الأجواء. ومما لاشك فيه أن هاتين المرحلتين انتجتا فكرا لاهوتيا وتراثا كنسيا واسعا ومبدعا لا نزال نفخر به ونهتدي. يكفي أن نذكر هنا كتابات الآباء القديسين في المرحلة الأولى، وكذلك كتابات لاهوتيي “التراث العربي المسيحي” في المرحلة الثانية. ولكننا لا نستطيع أن نغفل الخطر الحقيقي الكامن في مثل هذه الأجواء. إن هاجس الجدل والدفاع، مع ملحاحيته ومشروعيته، قد يحدّ من انطلاقة التفكير ويحشره في زوايا معينة قد تحول دون التوقف مليّا عند جوانب أخرى من سر السيد المسيح والثالوث الأقدس، التي لا تقل عن هاجس الجدل والدفاع أهمية وغنى ورحابة. بغض النظر عن الجدل والدفاع، الذي تتسم بهما الكثير من الأدبيات المسيحية في الشرق حول الثالوث الأقدس، يبقى السؤال الأساسي: ماذا يقول لنا ولكنائسنا ولمجتمعاتنا السر الثالوثي اليوم، في ظلّ الظروف التاريخية الواقعية الراهنة؟ وهنا، يمكن القول أن أيقونة الثالوث الأقدس الماثلة أمامنا الآن تخرجنا من المآزق التي يمكن أن نجد أنفسنا فيها، وتدفعنا الى مساحات من التفكير والتأمل أرحب وأوسع مما عهدناه، وتدعونا الى التعمق بسخاء في أبعاد أخرى لخصب هذا السر في حياتنا الفردية والجماعية.
تأمل لاهوتي في ضوء أيقونة الثالوث الأقدس – الجزء 1:
أيقونة الثالوث الأقدس في سياقها التاريخي عندما نتأمل في أيقونة الثالوث الأقدس، يبدو لنا أن العالم الذي تمثله هو عالم وردي خيالي بعيد المنال وغريب عن الواقع والتاريخ والحياة. وهنا لا بد لنا من أن نتوقف سريعا عند الظروف التاريخية التي رسمت فيها هذه الأيقونة كي نبدّد هذا الانطباع ونبرز الدور الذي لعبته هذه الأيقونة في التاريخ الروسي، وهذا ما قد يساعدنا على إدراجها في سياق عالمنا العربي وكنائسه.
عاشت روسيا في القرون الوسطى ظروفا تاريخية دامية ومأساوية. فقد اجتاحها التتار ابتداء من عام 1238، فحرقوا الكنائس والأديرة، وقتلوا الناس، وتركوا البلاد في حالة من البؤس الشديد. أضف إلى ذلك انتشار الأوبئة والمجاعة والفقر. وبعد الانتصار على التتار سنة 1380، راح الوجدان الوطني الروسي يتشكل حول موسكو، وسط نزاعات مريرة ودامية بين مختلف الأمراء الإقطاعيين.
في وسط كل ذلك، نشطت الحركة النسكية في روسيا وشكلت عنصرا حيّا وفاعلا في النسيج الديني والاجتماعي والقومي. وهنا، يسطع وجه رهباني بارز لعب دورا اساسيا في تلك الحقبة من الزمن، وهو القديس سيرج الرادونيجي (Saint Serge de Radonège) (1314-1392)، ورادونجسكي قرية صغيرة تقع على بعد ستين كيلومترا شرقي موسكو، وبالقرب منها يرتفع دير الثالوث الأقدس الذي أسّسه القديس سيرج. ويمكن القول أن هذا العهد هو عهد القديس سيرج بامتياز، إذ شعت قداسته وروحيته على مجمل التاريخ الروسي طيلة هذه الفترة. كان القديس سيرج مشغوفا بالثالوث الأقدس، وعاش حياته كلها تحت علامة هذا السر العظيم، الذي كان موضع تأمله وحياته الروحية وخدمته للناس، وتحوّل الثالوث الأقدس معه إلى تجديد روحي وبعث وطني ومشروع سلام ومن منطلق هذه الروحية الثالوثية، راح يعمل على تثبيت الوحدة على صورة الثالوث، ابتداء من جماعته الرهبانية، وصولا الى الحياة السياسية الروسية في زمنه. تحوّل سر الثالوث الأقدس الى مشروع مجتمعي وسياسي، فعمل هذا القديس على تعليم الفلاحين طريقة لتحسين الزراعة، وتدخل لمصالحة الأمراء الاقطاعيين المتحاربين، وبارك ديمتري، أمير موسكو، في حربه مع التتار. ويمكن القول أنه “جمع كل روسيا القرن الرابع عشر حول كنيسته المخصصة للثالوث”وبعد مماته، أصبح للشعب الروسي الحامي السماوي للوطن
خلّف القديس سيرج تيارا روحيا انخرط فيه العديد من التلاميذ. كان أندريه روبليف (حوالي 1360-1430) واحدا منهم. لقد عاش روبليف في أجواء هذا التيار الروحي الذي شقّه القديس سيرج، وانخرط فيه، وتأثر به، وسار عليه. تصفه وثائق زمنه على أنه متواضع ومفعم بالفرح والشفافية والطفولة الروحية، مما انعكس على فنه الأيقونوغرافي. دعاه أحد تلاميذ القديس سيرج، رئيس الدير نيكون، إلى دير الثالوث الأقدس لتزيين كنيسته، التي أُعيد بناؤها حديثا على أنقاض الكنيسة الأصلية التي أحرقها التتار، بالأيقونات المقدسة، ومن ضمنها أيقونة الثالوث الأقدس لتكون “ينبوع كل وحدة ونموذجها”وكان قد وصل روبليف إلى قمة نضجه الروحي والأيقونوغرافي. وهكذا، رسم سنة 1415 أيقونة الثالوث الأقدس،التي تلخّص قداسة سيرج وميراثه الروحي والاجتماعي لقد شهد روبليف وعاش كل أوجاع هذه الفترة المضطربة والمأساوية من تاريخ روسيا، فمرّ بمحنة النار واكتوى بأتونها. وفي هذا المناخ المضطرب، أراد أن يصوّر – لنقلْ بعيون الأطفال – نقيض عالم الموت والدمار والبشاعة في أيقونة تشع انسجاما وسلاما ونورا وشفافية جمعت بين السمو الفني والعمق اللاهوتي والوحي الإلهي
ومن المعروف أن المخرج السينمائي الروسي العالمي، أندريه تاركوفسكي، صوّر فلما طويلا ورائعا عنوانه “اندريه روبليف” (سنة 1966)، وفيه ركّز على هذه الفترة المضطربة من الحياة الروسية، كما أظهر المفارقة بين اضطرابات هذا الدهر من جهة، والسلام والانسجام المنبثق من هذه الأيقونة من جهة أخرى، وكأنه يريد أن يقول إن هذه الأيقونة دعوة إلى البشرية لبناء عالم أفضل على صورة الثالوث الأقدس..
تأمل لاهوتي في ضوء أيقونة الثالوث الأقدس – الجزء 2:
تحلّ أيقونة الثالوث الأقدس، حضوراً إلهياً في أرض البشر لترسم الحد الفاصل بين الوجود والعدم، وتزرع في قلب التاريخ مشروعا لعالم الإنسان، ولتضعنا أمام تلك الخيارات التي تبث الموت أو تنشر الحياة، ولتحدد معالم دعوتنا ورسالتنا وشهادتنا في قلب العالم وفي قلب هذا العالم الذي هو عالمنا. إن جواب الله للعالم الممزق والضائع والحائر هو ذاته، هو كيانه، هو حياته الثالوثية، بحيث أن الحياة البشرية والتاريخ الإنساني والخليقة كلها تسير تحت علامة الثالوث، في جميع جوانب حياتها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية والدينية وإذا انقطعت هذه المجالات الانسانية عن هذا الينبوع الألهي، فانها تنتج نقيض ما ترمي اليه وتتحوّل الى غازات سامة. عندها يصبح الشخص البشري فردانية، والقناعات تعصبا، ومحبة الشعب شوفينية، والثقافة تغريبا، والعلاقات صراعا، والأخلاق أنانية، والأديان قمعا. إن جميع الحروب والإبادات والتمييز العنصري وغيرها من الامتهانات هي حرب ابليس على الثالوث الأقدس يقول بول ايفدوكيموف: “إن صورة الإله الواحد والثالوث في آن تنتصب كقاعدة لكل وجود. لذلك، فان المسيحية مدعوة إلى أن تنسخ في حياتها الحقيقة الإلهية”توحي لنا أيقونة الثالوث الأقدس من نحن. وإذا ما انسلخنا عن صورتنا ومثالنا، فإننا نغرق في لجة العدم.
وقبل التفسير والتأويل، يكفي أن نتأمل في الأيقونة بصمت وخشوع كي نلمح فيها الصورة الأصلية والأصيلة للبشرية، بما فيها من انسجام ووحدة وسلام وخصب وحب. ويتجلّى كل ذلك بشكل سرّي في الأيقونة، وذلك في تلك الحركة الدائرية التي تجمع الأقانيم الثلاثة، وفي إيماءة الرؤوس، وفي السلام الذي يرشح من صفاء الأوجه، وفي الحب المتبادل الذي نلمسه في توجّه الواحد نحو الآخر بحنان لا متناهٍ، وكأن دورة واحدة من الحب تجمع بينهم.
يقول لنا سفر التكوين (تكوين 1: 27) إن الله خلق الانسان على صورته ومثاله، فردا وجماعة. وهذه الصورة والمثال ثالوثيان. فالله جماعة تشكل النموذج الأصلي والأصيل لكل جماعة، من أي نوع كانت. وهي صورة ومثال على شكل دعوة ووعد. فالانسان هو دائما الانسان المخلوق، والبشرية هي دائما البشرية المخلوقة، بما فيها من محدودية ومجروحية وسرعة انكسار. ولكن هذه البشرية لم تبق خارج الدائرة الثالوثية، بل دعاها الواحد والثالوث إلى دائرته أو بيئته الإلهية لتصبح شريكة ومشاركة في هذه الدينامية الإلهية فالحياة الثالوثية هي علاقة الأقانيم الثلاثة في ما بينهم (نحو الداخل)، وهذه العلاقة ليست مغلقة، بل علاقة توجّهت إلى العالم (نحو الخارج). لقد دخل الثالوث (théologie) في الزمن وأصبح تدبيرا وتاريخا (économie)، وذلك بالخلق (الذي ترمز إليه شجرة الحياة) والفداء (الذي يشير إليه الحمل)، والبشرية الجديدة (الذي يرمز إليه الهيكل – الكنيسة)، لا للخليقة وحدها فحسب، بل وللكون باسره (الصخرة على الجانب الأيمن والمستطيل المرسوم في واجهة المائدة والتي يقول المفسرون إنه يرمز إلى الكون). وهكذا إذاً، دخل الزمن في دائرة الأبدية والأبدية في دائرة الزمن، وأصبح الثالوث بيئة إنسانية والانسانية بيئة إلهية، ليبدأ الحوار أو التفاوض بينهما في سبيل بشرية مصالَحة فالثالوث حضور في العالم والتاريخ، والتاريخ والعالم حضور في عالم الثالوث. إن المغامرة البشرية تجد صداها في قلب الثالوث والمغامرة الثالوثية نجد صداها في المغامرة البشرية، لتصبح مشروعا الهيا للتاريخ البشري. وهكذا، أصبح الحب مشروعا تاريخيا، والسجود، الذي نستمد منه هذا الحب، عملا سياسيا. إن أيقونة الثالوث الأقدس تنقلنا من المفاهيم الذهنية المجردة الى الواقع التاريخي الذي أصبح قابلا لاستضافة السر في عجينته. إن الثالوث هو الهبة والنعمة والبركة الكبرى للبشرية، حيث “أرادت الأقانيم الثلاثة أن تكون معنا كما هم في ما بينهم.
تأمل لاهوتي في ضوء أيقونة الثالوث الأقدس – الجزء 3:
حضور إلهي من أجل الإنسان في قلب الخليقة والكون والأرض والتاريخ، وضع اللهُ الإنسان. فالأقانيم الثلاثة، في الأيقونة ، في حالة حوار وتشاور وتبادل وتفاوض، في جو خلاّق من الحنان والرحمة والحب والنَعَم السخي المتبادل. وفي هذا الحوار تسبيح ثالوثي متبادل (الحركة نحو الداخل)، وهو أيضا حوار وتشاور وتفاوض موضوعه الأساسي هو الإنسان، خاتمة الخلق وقمته (الحركة نحو الخارج). فالإنسان – كشخص – والبشرية – كجماعة – هي هَمّ الله وموضع فرحه وعنايته ومبادراته الخلاّقة. وفي هذا الحوار السرمدي يتشكل الانسان وتتبلور هويته عبر ولادات دائمة ومتجددة. إن الشباب المتدفق من الأيقونة هو بمثابة جواب الله على شيخوخة العالم المُنْهَكة. وهذا ما يردنا إلى أيقونات والدة الإله، وقمتها عذراء فلاديمير، التي تتجلى فيها الثمرة الكاملة البهاء لتلك البشرية المصالحة، والتي تبقى أجمل صدى بشري لذاك النموذج الثالوثي.
إن أيقونة الثالوث الأقدس حضور إلهي في عالم الإنسان، حضور حيّ وعامل وفاعل ونَشِط ومحاور ليجدد هذا العالم باستمرار من الداخل، في دينامية من تبادل الصور: يأخذ الثالوث صورة الإنسان، ليأخذ الإنسان صورة الله من خلال هذه الدورة الخلاصية المتمثله في الخلق والتجسد والفداء والمجد، وكلها تشير إليها الأيقونة وتوحيها، بشكل أو بآخر. وهذا التبادل يتحوّل الى مشروع الهي، مشترك ومشارك، لعالم الإنسان. إن الثالوث الأقدس دعوة إلى البشرية للتصالح مع ذاتها، مع محدوديتها، مع مخلوقيتها، مع مجروحيتها، لانها بشرية خاطئة ومفتداة في آن واحد.
وهذا كله يتجمع في السر الإفخارستي، الذي يحتل المكان المركزي في الأيقونة، واليه تتوجه الأنظار وحركة الأيدي. إن الاحتفال الافخارستي هو المكان الذي فيه يتجمع هذا المشروع الإلهي/الإنساني ليتحوّل إلى بؤرة يتحقق فيها هذا المشروع كوعد وعربون مجد وسر إيمان في الزمن، انتظارا لأرض جديدة وسماء جديدة. وهذا لا يعني أن الحدود بين اللاهوت والناسوت التغت، لكنها أصبحت حدودا مفتوحة في تبادل عجيب يمجّد الله ويقدّس الانسان. وعليه، فإن أيقونة الثالوث – وغيرها من الأيقونات – ليتورجيا في حركتها النازلة وحركتها الطالعة كسلم يعقوب، وليس بغريب أن تحتل الأيقونات مكانها المركزي والطبيعي في المكان المقدس الشرقي. في وسط هذه الدينامية، تأخذ كلمة يسوع كل ابعادها ومعانيها: “هكذا أحب الله العالم…” (يوحنا 3: 16).
وإذا بنا أمام ورشة هائلة ومشروع الهي ثالوثي، وأمام دينامية إلهية تلفّ الأقانيم الثلاثة وتجرف في تيارها الكون والعالم والخليقة والبشرية المخلصة والمتصالحة في الثالوث. إن هذا المشروع يستمد من الحياة الثالوثية معناه وينبوعه والحافز له. إن الحيوية الكامنة في الثالوث هي دينامية خصبة تتسرب إلى المؤمن نفسه وإلى الجماعة المؤمنة. إن مرجعية الثالوث توحي لنا أن الشر ليس له الكلمة النهائية وأن هذه الكلمة الأخيرة هي كلمة ثالوثية. فالأمل يتحول إلى عمل في كل مجالات الحياة والتاريخ، العائلية منها والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمجتمعية والثقافية.
إن الثالوث حياة وخصب وبركة ونعمة تذكرنا بذاك الشلال المتدفق من جانب الهيكل في رؤيا حزقيال النبي (47: 1-12) والذي يسقي كل شيء في طريقه، أو إلى تلك العظام اليابسة التي تعود اليها الحياة بفعل الروح (حزقيال فصل 37)، أو إلى المياه المتدفقة من عرش الله والحمل الواردة في سفر الرؤيا (رؤيا 22: 1-2). عندما نتأمل في ايقونة الثالوث الأقدس بكل ما فيها من حيوية وخصب، يتحوّل بهاؤها الى نار مقدسة في قلب المؤمن والجماعة المؤمنة للدخول في دينامية الثالوث وإدخال العالم معها. فالمكان، إذاً، للرجاء، وليس للقنوط أو اليأسِ او الخمول. في الدائرة الثالوثية، كما نراها في الأيقونة، نلمح السكينة، ولكن هذه السكينة ليست جمودا، بل إنها حركة وحيوية وخصب تدعو المؤمن إلى ترجمة هذه الحيوية الثالوثية إلى مشروع يجدد وجه الأرض. كان الملائكة في ضيافة ابراهيم، ليصبح ابراهيم، في نهاية الأمر، في ضيافة الثالوث، بما فيها من خصب. عندما يكون الثالوث حضورا في عالم الانسان، لا يمكن أن تكون الأشياء كما هي عليه. فالثالوث هو البؤرة التي يتجمع فيها الكون وينطلق منها. يقول تيارد دي شاردان:
“إن البيئة الإلهية، مهما كانت شاسعة، فهي في الواقع مركز. ولها بالتالي خواص المركز، أي، قبل كل شيء، المقدرة المطلقة والنهائية بأن تجمع (وبالتالي أن تكمل) الكائنات في ذاتها. في البيئة الإلهية، كل عناصر الكون تتلامس في عمقها الداخلي والنهائي… من غير أن نهجر العالم، إذاً، لِنَغُص في الله. وهناك ومن هناك، فيه وبه، سنمسك بكل شيء ونتحكم بكل شيء.
No Result
View All Result