أيقونة السيّدة “الحُبَيّشِية”
كنيسة غزير الحبشية قد بناها آل حبيش، وكان الموارنة يأتونها من كل حَدبٍ وصَوب، ويوَقِفون لها الأوقاف ويقدّمون النُذور، حتى إضطُرَّ آل حبيش الى توسيعها، فأرسلوا الى الإستانة يطلبون فرماناً من الباب العالي لبناء كنيسة في أعالي البلدة، وجعلوها على إسم السيّدة المعروفة بـ “الحُبَيّشِية”، وقد كَرَّسها البطريرك إسطفان الدويهي سنة 1683
تاريخيا
زاد نُفوذ الشيوخ من بني حبيش، وأنزلهم الامير منصور البرج الذي إبتناه الأمير عسّاف، وكان هو كبَّرَه وزيَّنَه فجعله كقصرٍ له، ثم قدَّم بني حبيش وإستعملهم في مهمّاته، وإتخذ مِنهم يوسف وسليمان حبيش لتدبير أموره فخوَّلهما رتبة كاخية”.
وفي أيام بني سَيفا خَسِرت غزير شيئاً من رَونقِها الذي أصابته في أيام الأمير منصور. وكان لآل حبيش التَقَدُّم على مسيحيي البلدة، يسكنون البُرجَ السابق ذكره، وكان الامراء المَعنيّون إهدوهم إياه بعد إنقراض الامراء العسّافيين، وفي وسط هذا البرج أقام آل حبيش معبداً صغيراً جعلوا فيه صورة العذراء مريم. ويتناقل الأهالي أن الأمر أُوحيَ إليهم بِمُعجِزةٍ خاصة إذ ظهرت أنوار عجيبة فوق البُرج مُدَّة ليالٍ عديدة، فأخذ مسيحيي البلدة يجتمعون في هذا المقام للصلاة ويُكرّمون الصورة إكراماً خصوصياً. ومُذ ذاك إشتهرت في لبنان العبادة لسيّدة الأبراج، فكان الموارنة يأتونها من كل صوب ويوقفون عليها الأوقاف وينذرون النذور، حتى إضطرَّ آل حبيش الى توسيع أفنائها، ثم أرسلوا الى الأستانة وطلبوا فرماناً من الباب العالي لإبتناء كنيسة كبرى في أعلى البلدة، فَصَدَرَت الإرادة السَّنية تأذُن لهم بذلك، فَبَنوا الكنيسة الرَعويَّة وجعلوها ايضاً على إسم السيّدة.
ان المَعبد الذي أقيم في وسط البرج وأقيمت فيه صورة العذراء مريم هو الذي دُعيَ بـ “سيّدة الأبراج“
وفي السنة الماضية 2006 جاء الى غزير مُطران من الحَبَشة وزار الكنيسة المذكورة، ولدى رؤيته صورة مريم العذراء هتف فرِحاً: هذه الصورة هي سيّدة الحبشة وشفيعتنا.
الوصف:
والعذراء في هذه الصورة، بوجهها المستدير والمائل الى السواد، مع الطفل الذي يبدو متجاوزاً سنَّ الطفولة الأولى الى ما بعدها، وهو لا يبدو كذلك في الصور المُعتمَدة في الكنائس الكاثوليكية ومنها الكنائس المارونية، بل هو ما عُرفت به الكنائس لدى الطوائف الأرثوذكسية الشرقية التي يظهر فيها يسوع مُتخطياً سِنَّ الطفولة الأولى الى ما بعدها، مِمَا هو دليل إضافيّ على أن الصورة المُستوحاة منها صورة السيّدة الحَبَشية في كنيسة غزير، هي فعلاً أثيوبية.
No Result
View All Result