كاتدرائية مار إلياس المارونية – حلب
كاتدرائية القديس الياس هي كنسية شرقية (مارونية) تقع في حلب، سوريا وتقع في القطر المسيحي في حي الجديدة. سميت نسبة للنبي إيليا. بنيت الكنيسة في العام 1873م في مكان كنيسة مارونية قديمة. تمت إعادة تجديدها في العام 1914م.
التصنيف : دور العبادة
تاريخ الانشاء : 1873م
المؤسس : المطران يوسف مطر
الوصف العام:
تقع كنيسة مار إلياس للموارنة في حلب وسط ساحة فرحات الشهيرة.
كاتدرائيّة مار الياس القديمة – حلب
عندما كثر الموارنة في حلب في القرن الخامس عشر، بنوا معبدًا صغيرًا على إسم مار الياس. رُمّم البناء سنة ١٥٠٠. سنة ١٦٣٨ أذن السلطان مراد الرابع بعد ضغوط من قناصل فرنسا، بترميم وتوسيع الكنيسة. ورمّمت كذلك بعد زلزال عام ١٨٢٢.
في عهد المطران بولس اروتين قام الموارنة بإعادة تجديد كنيستهم ولم تُصب بأذى في عام ١٨٥٠. لمّا بنى المطران يوسف مطر الكاتدرائيّة الحاليّة نُقلت إليها المطبعة المارونيّة.
الكنيسة كبناء بازيليكيّة الطراز. تكمن أهميّتها التاريخيّة كونها كانت صلة الوصل بين الموارنة والغرب طوال قرون، اذ كانت مدينة حلب ملتقى للتجّار. كذلك مع قدوم المرسلين الأجانب، أصبحت مركز إشعاعٍ دينيّ وحضاريّ مهمّ. فيها تعرّف الموارنة على عبادة القلب الأقدس، وظهرت أولى الأخويّات في القرن السابع عشر. سنة ١٦٥٨ أُرسل إليها الخوري إسطفان الدويهيّ (البطريرك) واعظًا. ومنها انطلق الشبّان الأربعة: عبدالله قراعلي، جبرايل حوّا، جرمانوس فرحات ويوسف البتن إلى جبال لبنان لتأسيس رهبانيّة قانونيّة سنة ١٦٩٣.
الوصف التاريخي:
يطلق عليها أحيانا الكنيسة الجديدة للموارنة وقد بنيت سنة 1873م وتم تدشينها من قبل المطران يوسف مطر عام 1892م وقد تم بناؤها تبعا لمخططات وهندسات معمارية قادمة من روما أي أن المهندسين كانوا إيطاليين.
هذه الكنيسة تأخذ طابع الكاتدرائية أي كنيسة الأسقف والمطران فهي الأساس المعتمد لطائفة الموارنة في “حلب” وهي أقدم كنيسة للموارنة موجودة في “حلب” إذ تتم فيها الاحتفالات الرسمية والعمادات كافة.
تعتبر الكنيسة محط أنظار للعديد من المسيحيين في العالم، حيث يقصدها الكثير من السياح بغية التعرف على قيمتها الحضارة والسياحية لما تملكه من أماكن ولوحات مميزة ونادرة الوجود.
الوصف المعماري:
تتميز الكنيسة بأنها بنيت من الحجارة الصفراء التي تشتهر بصلابتها وتأقلمها مع الأجواء المناخية المختلفة إذ تدوم لفترات طويلة من الزمن.
بُنيت الكنيسة في عام 1873 على الطراز الإيطالي في ساحة مفتوحة بارزة تحمل اسم جرمانوس فرحات (1670-1732)، حيث أقيم تمثاله عام 1932 في الذكرى المئوية الثانية لوفاته.
يتم الدخول للكنيسة من الساحة من جهة الغرب عبر قاعة (أتريوم) مورِقة يحدها من جانبين برجين مزدوجين تعلوهما هياكل مربعة بقمة هرمية الشكل. الجزء الداخلي من البازيليكا هو عبارة عن صحن ثلاثي الأقسام مع معبر مقبب أمام الحنية والأروقة الموجودة فوق الأجنحة الجانبية.
بالإضافة إلى توفير مَعْلم مرئي بارز في الجديدة، تم تزويد الكنيسة بساعة تقرع جرساً للتأكيد على وجودها وذلك في البرج الشمالي. تدق الساعة معزوفة “السلام عليك يا مريم” كل خمس عشرة دقيقة.
تعرضت أجزاء من سقف الصحن للإنهيار أو التشقق جراء القصف وقنابل الأنفاق في المنطقة قبل عام 2016. وقد أثرت الأضرار الثانوية للقصف على الواجهة الغربية للكنيسة. وعلى الرغم من ضعف القبة، إلا أنها سلمت إلى حد كبير، وبعد استعادة حلب في أواخر عام 2016 أقيمت الخدمة الأولى في الكنيسة في عيد الفصح عام 2017، حتى قبل استبدال سقف الصحن.
كنيسة مار إلياس المارونية القديمة (المطبعة فيما بعد)
قد يعود الوجود الماروني في حلب إلى عام 1489 على أدنى تقدير، كما أشار إلى ذلك أسقف المارونيين في حلب جرمانوس فرحات (1670-1732) في تعليق على مخطوط محفوظ في المكتبة المارونية بحلب. ليس من السهل تحديد تاريخ بناء الكنيسة الأصلية وهي الرابعة في باحة الكنائس والمكرّسة للنبي إلياس. استفادت هذه الكنيسة في حوالي عام 1500 من تبرعات المحسن الأرمني عيساي، مثل كنيسة الأربعين شهيداً. يشير ديلا فالي في عام 1625 إلى أنها كانت أصغر الكنائس في الجديدة، مما يشير أيضاً إلى صغر حجم الجالية المارونية في ذلك الوقت. ومن ناحية أخرى، فقد كانت الكنيسة “الكاثوليكية” الوحيدة في ذلك الوقت، وبالإضافة إلى الموارنة فقد استخدمت من قبل جميع السكان الكاثوليك في حلب، بما في ذلك الأخويات الأوروبية (اليسوعيون والفرنسيسكان والكرميليون والكبوتشيون). في عام 1671 تم شراء منزل مجاور في جهة الغرب لتوسيع الكنيسة. بعد بضع سنوات وبمساعدة السفير الفرنسي في القسطنطينية الذي تدخل لدى الباب العالي للحصول على إذن رسمي بتوسيع الكنيسة إلى الغرب وذلك بهدم الجدار الفاصل بين المبنيين. تم دفن اللاهوتي البارز جرمانوس فرحات رئيس أساقفة حلب ومؤسس المكتبة المارونية مع مجموعته من المخطوطات المهمة في هذه الكنيسة، مثل العديد من رجال الدين الآخرين من بعده.
في عام 1857، تم تأسيس المطبعة المارونية كأول مطبعة دائمة في حلب. وبعد تدشين الكاتدرائية المارونية الجديدة، تم تركيبها في الكنيسة القديمة.
حلب – إعادة فتح كاتدرائية مار الياس
عادت الكاتدرائية المارونية في حلب في سوريا تسطع بحضور المؤمنين بعد أن كانت قد أغلقت لمدة ثماني سنوات وذلك بفضل تضامن المنظمة الحبرية هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة – رئيس أساقفة حلب للموارنة يتحدّث لموقع فاتيكان نيوز عن مشاعر الفرح والصعوبات التي يواجهها السكان الذين أنهكتهم الحرب.
علامة رجاء وولادة جديدة ليس مادية وحسب ولكن للجماعة بأسرها، على الرغم من أن أعداد المسيحيين هنا لا تزال تتناقص، بسبب الفقر المدقع المتعلق بالعقوبات التي تؤثر على السكان العزل هذه هي شهادة رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران جوزيف طوبجي والتي تصبح أيضًا نداء للصلاة والقرب في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز تحدّث فيها عن أعمال الترميم في كاتدرائية مار الياس في حلب وعن إعادة افتتاحها وتكريسها بمناسبة عيد النبي إيليا في العشرين من تموز يوليو الجاري.
قال المطران جوزيف طوبجي شُيِّدت هذه الكاتدرائية عام ١٨٧٣ في حي الجديدة، وقد تعرّضت لأضرار جسيمة خلال عام ٢٠١٣ على يد مجموعة من الجهاديين الذين كانوا يدمرون جميع العلامات المسيحية في البلاد. تابع رئيس أساقفة حلب للموارنة شارحًا لقد كانت الصعوبة الرئيسية لإعادة البناء هي جمع الأموال، والتي تم تسهيلها وتأمينها من خلال مساعدة هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة. كذلك شكّلت إعادة بناء السقف الخشبي، تمامًا كما كان السقف الأصلي، تحديًا آخر. إذ أننا كنا نفتقر إلى المهارات المحلية في هذا القطاع، لذلك طلبنا من مهندسين معماريين إيطاليين تصميم مشروع السقف الخشبي. وفي هذا السياق شكر المطران جوزيف طوبجي هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة والمحسنين الذين سمحوا بتحقيق هذا المشروع وقال بدون مساعدة هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة وسخاء المحسنين لما تمكّنا من الصلاة هنا مجدّدًا ونشر الأمل في قلوب المؤمنين من خلال إعادة بناء الكاتدرائية. في الواقع، وبحسب مصادر المنظّمة الحبرية، يبلغ عدد المسيحيين في العاصمة السورية الآن حوالي ثلاثين ألفًا فقط مقابل مئة وثمانين ألفًا قبل الحرب التي اندلعت في عام ٢٠١١.
تابع رئيس أساقفة حلب للموارنة يقول يتعلّق الأمر بكاتدرائيّتنا المارونية، لاسيما وأننا قد انقطعنا عن الاحتفالات الليتورجية هنا لمدّة ثماني سنوات وبالتالي تشكل هذه اللحظة بالنسبة لنا لحظة حاسمة بالنسبة للأبرشية كلها، لذلك فإن إعادة افتتاح الكاتدرائية تعني عودتنا إلى الحياة. إنها إذًا علامة رجاء ورسالة إعادة إعمار، ليس فقط إعادة بناء الحجارة وإنما إعادة بناء الجماعة أيضًا. من ثم يشكل هذا الأمر أيضًا طريقة لكي نخبر الناس في حلب وسوريا والعالم بأسره أننا ما زلنا هنا، لا نزال موجودين، على الرغم من الانخفاض الهائل في عدد المسيحيين. ولكننا موجودون.
وختم رئيس أساقفة حلب حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول الرسالة التي يريد أن يوجّهها وقال رسالتي هي أنه بما أن الكنيسة تمثل الجماعة، بمجرد إعادة بناء كاتدرائيّتنا، سيكون لدينا أمل كبير في إعادة بناء الجماعة، والأبرشية من حولها، ونفوس المؤمنين الذين آمل أن يستمدوا الفرح من هذه اللحظة. كذلك يمكنني أن أوجه نداء لإخوتنا في العالم لكي يصلّوا من أجلنا، لأن الصلاة تفعل الكثير: إنها واقع حقيقي يتجاوز الواقع البشري لأن الرب يعمل من خلالها.
حلب: ساعة كاتدرائيّة مار الياس المارونيّة تحيّي مريم العذراء على طريقتها
اشتهرت كاتدرائيّة مار الياس المارونيّة المشيّدة في ساحة فرحات-حلب بساعتها البرجيّة السويسريّة الصنع التي يرجع تاريخ شرائها إلى العام 1928، عندما ابتاعها مطران حلب للموارنة آنذاك ميخائيل أخرس، على مثال توأم وحيد لها موجود في كاتدرائيّة سيّدة لورد بفرنسا.
عزم المطران أخرس على شراء تلك الساعة بعد اتخاذه قرارًا بتوسيع واجهة الكاتدرائيّة، فأضاف باحةً إلى الكنيسة احتوت على تمثال للقديس إيليّا، إضافةً إلى برجَيْن ضمّ أحدهما تلك الساعة. أمّا الثاني، فضمّ جرسًا ضخمًا.
لأجراس الساعة الخمسة أسماء
ساعة كاتدرائيّة مار الياس المارونيّة سويسريّة الصنع، تمتلك أربعة أوجه وتعتمد آليّة عملها على جذب أوزان حجريّة ورفعها، وهي ترتبط مع مسنّنات متداخلة بأسلوب ميكانيكي، ويحتّم ثقلها التفاف المسنّنات لتصدر الأصوات والألحان. للساعة خمسة أجراس دُعِيَت: «الياس، وماري، وتريز، ومارون، وميشيل»، وبلغ سعرها 6 آلاف قرش سوري في ذلك الحين.
تعزف الأجراس الخمسة جزءًا من لحن ترتيلة «آفي ماريا» كل 15 دقيقة، وتعيد عزف الأجزاء الأربعة عند تمام مرور ساعة كاملة.
صمود الساعة عبر التاريخ
اتّصفت الساعة منذ تاريخ تركيبها في العام 1928 لغاية 2012 بدقّة توقيتها وانتظامه وجماليّة صوتها، لكنّها تعرّضت لأضرار بالغة بالتزامن مع بداية الحرب السوريّة إذ تحطّم وجهان من أوجه الساعة الأربعة، ثمّ توقّفت مسنّناتها عن الدوران نتيجة عدم رفع الأوزان المسؤولة عن تحريكها لصعوبة الوصول إلى برج الكنيسة في ظلّ الأحداث الدامية آنذاك.
ومع استمرار الحرب وتساقط القذائف من حولها، تضرّرت أوجه الساعة وعقاربها المعدنيّة، لكنها استعادت تألُّقها بعد مرور خمسة أعوام بفضل جهود ترميميّة بذلها أندريه يعقوبيان وسيمون أيّوب اللذان أعادا تصميم بيت خشبي لحماية قطعها الميكانيكيّة، إضافة إلى تصنيعهما عقارب جديدة وترميم كل الأوجه وضبط إيقاع حركة مسنّناتها.
إلى ذلك، أقام رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف طوبجي في 3 ديسمبر/كانون الأوّل 2018 احتفالًا أعلن فيه الانتهاء من أعمال الترميم والإصلاح، وبارك الساعة برشّ الماء المقدّس، بحضور أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقيّة آنذاك رئيس الأساقفة سيريل فازيل ومشاركته، والسفير الباباوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، والمدير العام لمؤسّسة «عمل الشرق» المونسينور باسكال غولنيش.
كاتدرائية النبي إلياس المارونية[مصدر الصورة: © 1970 جان-كلود دافيد] كنيسة مار إلياس المارونية القديمة (المطبعة فيما بعد)[مصدر الصورة: © 1993 جان-كلود دافيد]
ساعة كاتدرائيّة مار الياس المارونيّة في حلب بعد ترميمهاساعة كاتدرائيّة مار الياس المارونيّة في حلب قبل ترميمها
الصور التالية خلال أعمال وورشات الترميم والتجديد بإشراف سيادة المطران يوسف طوبجي الجزيل الوقار بين الأعوام 2017 – 2020
الحواشي
[1] ادلبي، الكنائس، 18-19.
[2] ادلبي، الكنائس، 18؛ عن جرمانوس فرحات، انظر: فغالي، “جرمانوس فرحات”
[3] ادلبي، الكنائس، 20.
موقع aleppojewels
موقع terezia
موقع esyria
موقع terezia
موقع esyria