كنيسة سانت آن (القديسة حنة)
كنيسة سانت آن (بالفرنسية: Église Sainte-Anne de Jérusalem) كنيسة رومانية كاثوليكية تقع على طريق الآلام في الحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس. بناها الصليبيون سنة 1138، وسلّمها العثمانيون إلى فرنسا سنة 1856، حيث تعود ملكية الكنيسة حاليا إلى الحكومة الفرنسية.
النزول إلى الكهف في كنيسة القديسة حنة في القدس، يشبه الدخول في تاريخ ميلاد السيدة العذراء مريم. ستجد هنا لوحات متعلقة بتلك اللحظة التاريخية . ووفقا للتقاليد القديمة للكنيسة، لم يتمكن يواكيم وحنة ، والدا مريم العذراء، من إنجاب الأطفال . ولكن كان لديهما نعمة من الله . ومن حنة التي قال الجميع أنها عقيمة، وُلدت مريم، أم المخلص وأمنا. يقول إنجيل يعقوب المنحول،إن مريم عاشت هنا مع يواكيم وحنة. وفي هذا المكان، تم الحبل بالطفلة التي وُلدت بدون خطيئة.
تاريخ
اُقيمت الكنيسة الحالية بالقرب من بقايا كنيسة بيزنطية تم بناؤها في وقت سابق، بالإضافة إلى أكثر من موقع لمغارة كان الصليبيون يعتقدون أنها مهد مريم العذراء أم المسيح. تم تخصيص الكنيسة للقديسة آنا، التي عاشت هناك وفقا للتقاليد المسيحية، وهو موقع حيث ولدت ابنتها، مريم العذراء في كهف يقع تحت الكنيسة. وقد تم الانتهاء من بناء الكنيسة في 1138 من قبل أردا، أرملة بالدوين الأول، أول ملك صليبي للقدس.
كان هناك ضريح وثني لعبادة إله الشفاء الروماني (مزيج توفيقي بين الإله المصري سيرابيس والإله اليوناني أسقليبيوس) في هذا المكان على الأرض بجوار بركة بيت حسدا.
أنشئت كنيسة بيزنطية فوق أنقاض الضريح القديم في القرن الخامس. دمر الفرس الكنيسة جزئيا في عام 614 ثم رممت بعد ذلك. نفى بلدوين الأول، أول ملك صليبي للقدس، زوجته أردا إلى دير البينديكتين القديم الموجود هنا في هذا المكان عام 1104.
بُنيت كنيسة القديسة حنة الحالية بين عامي 1131 و1138 في عهد الملكة ميليسندا بالقرب من بقايا الكنيسة البيزنطية وفوق مغارة يُعتقد أنها كانت منزل العذراء مريم والدة يسوع. كرست الكنيسة لحنة ويهوياقيم والدي مريم،اللذين يُقال إنهما عاشا هنا.
لم تُدمر كنيسة القديسة حنة بعد استعادة صلاح الدين للقدس في عام 1187، ثم في عام 1192 حوّل صلاح الدين بنائها إلى مدرسة عرفت باسم المدرسة الصلاحية (نسبةً إلى صلاح الدين). وذُكر أنها أقيمت في مكان الكنيسة التي كانت تُعرف آنذاك بـ «صَنْدحنة».[6] كانت المدرسة الصلاحية ذات مكانة علمية كبيرة، وكانت في مقدمة المعاهد العلمية في القدس، حيث قامت بدور فكري كبير، وتولّى مشيختها والتدريس فيها عدد من العلماء.
لم يسمح للحجاج المسيحيين بدخول المغارة وقت الحكم العثماني إلا بعد دفع رسوم. في عام 1856، وكجزء من امتنان السلطان العثماني عبد المجيد الأول للدعم الفرنسي خلال حرب القرم، تم تقديم هذه الكنيسة إلى نابليون الثالث.
أرسلت الحكومة الفرنسية المهندس المعماري الفرنسي كريستوف إدوارد موس إلى القدس في عام 1862 لكي يشرف على ترميم الكنيسة التي تضررت بفعل الزمن. اكتشف موس في عام 1873 بقايا بركة بيثيسدا بجوار الكنيسة. أدار الكنيسة منذ عام 1878 المبشرين من إفريقيا وهو نظام كاثوليكي يطلق عليه عادة الآباء البيض.
عمارة
بُنيت الكنيسة بين عامي 1131 و1138 مكان الكنيسة البيزنطية القديمة، ثم وسعت لاحقًا بعدة أمتار تُعتبر الكنيسة مثال جيد على العمارة الرومانية. يتضمن تصميم البازيليكا الثلاثي على سقوف مقببة عبر الأعمدة، وخطوط واضحة وغير مزينة. يفصل الصحن عن الممرات الجانبية السفلية بأروقة مقوسة. أما المذبح الرئيسي فصممه النحات الفرنسي فيليب كايبلين، ويُظهر على واجهة المذبح أيقونة للميلاد (على اليسار) والنزول من الصليب (في المنتصف) والبشارة (على اليمين).
تحوي الكنيسة على نظام صوتيات مثالي للأناشيد الدينية، هذا يجعل من الكنيسة محجا للجوقات الموسيقية والعازفين المنفردين.
الملكية
تُعد الكنيسة واحدة من بين أربع ممتلكات تابعة للحكومة الفرنسية في الأراضي المقدسة. لا تعترف فرنسا بالسيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية (ومنها الكنيسة) تماشيًا مع القانون الدولي الذي يعد القدس الشرقية أرض محتلة. امتنع الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن دخول الكنيسة في عام 1996 خلال زيارته للقدس حتى انسحاب الجنود الإسرائيليون الذين كانوا يرافقونه مع الموقع. حدثت مشادة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضباط الأمن الإسرائيليين داخل الكنيسة في يناير 2020.
تبعية فرنسية
في عام 1878 منح السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الكنيسة عن طريق أحد ولاته بالقدس لإمبراطور فرنسا نابليون الثالث اعترافا بالجميل ومكافأة من الدولة العثمانية لفرنسا على موقفها من حرب القرم.
وقامت الحكومة الفرنسية بإهداء هذه الكنيسة لاحقا لـ”رهبنة الآباء البيض” وهي مؤسسة تبشيرية فرنسية أسسها الأب لافيجري الذي صبّ اهتمامه على تبشير الناس في جنوب أفريقيا، وألبس رجال الدين فيها ثيابا بيضًا ليتميزوا عن الآباء الفرانسيسكان، ويوجد تمثال وسط حديقة الكنيسة للأب لافيجري الذي أسس “الآباء البيض” في القرن التاسع عشر.
وتتبع الكنيسة حتى يومنا هذا للقنصلية الفرنسية ويعيش فيها أربع راهبات وعشرة رهبان أجانب يستبدلون بشكل دوري، ومن ضمن أنشطتهم في الكنيسة تنظيم دورات في علم اللاهوت بالإضافة إلى نشاطاتهم التبشيرية.
مراجع
-
^ كنيسة القديس آن | قبل الشتات نسخة محفوظة 07 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
-
^ Mochon، Jean-Philippe (1996). “Le Consul Général de France à Jérusalem; aspects historiques, juridiques et politiques de ses fonctions”. Annuaire Français de Droit International. ج. 42 ع. 1: 935. DOI:10.3406/afdi.1996.3421.
-
^ تعدى إلى الأعلى ل:ا ب ج Murphy-O’Connor، Jerome (28 فبراير 2008). The Holy Land: An Oxford Archaeological Guide from Earliest Times to 1700. دار نشر جامعة أكسفورد. ص. 29–31. ISBN:9780191528675.
-
^ تعدى إلى الأعلى ل:ا ب ج Buholzer، Joe؛ Macleod، Donald. “The White Fathers’ Community at St. Anne’s, Jerusalem”. The Missionaries of Africa. مؤرشف من الأصل في 2017-10-04. اطلع عليه بتاريخ 2018-04-30.
-
^ Yudin، Joe (17 نوفمبر 2011). “Off the Beaten Track: The Church of St. Anne”. جيروزاليم بوست. Jpost Inc. اطلع عليه بتاريخ 2018-04-30.
-
^ عِمَاد الدِّين الكاتب الأصبهاني (2004). الفتح القسي في الفتح القدسي (ط. 1). دار المنار. ص. 82.
-
^ Hillis, Joshua. “The French in Jerusalem”. Parallel Histories (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2022-07-13.
-
^ تعدى إلى الأعلى ل:ا ب Obituary of M. Christophe Edouard Mauss at wikisource.org (accessed 8 Nov. 2020)