قصة «كف» مريم المجدلية في دير سيمونوس بتراس في الجبل المقدس، في أثوس اليونان
يد مريم المجدلية منذ ألفي عام، لا تزال على حرارتها كأنها تنبض بالحياة، وهي يدها اليسرى التي حملت الطيب لتدهن به يسوع، وهي محفوظة اليوم في دير سيمونوس بتراس في الجبل المقدس، في أثوس اليونان، وتفيض طيباً بين الحين والآخر، وتجري بواسطتها عجائب كثيرة، وتعيد لها الكنيسة في 22 يوليو.
يد القديسة مريم المجدليّة
إحدى الرفات المقدسة المحفوظة في دير السيمونوبترا (صخرة سمعان) في جبل آثوس، هي اليد اليسرى للقديسة مريم المجدلية حاملة الطيب ومعادلة الرسل وتُعتبر أقدس كنوز الدير. يد القديسة ما تزال غير متحللة، تفيض منها رائحة طيب سماوي، وتتمتع بدفء حرارة الجسم الطبيعية كما لو كانت حية، وتجري بواسطتها عجائب جمة. بسبب ذلك يوقّرها كثيراً رهبان الدير ويعتبرونها بمثابة المؤسس الثاني للدير بعد القديس سمعان المفيض. نورد فيما يلي بعض العجائب التي جرت بواسطة الرفات المقدسة:
1. في العام 1945 وقع حريق كبير في الغابات المجاورة لدير الإيفيرون. كانت الريح قوية لدرجة أنه خلال ساعات معدودة وصلت النيران إلى حدود أديار الإيفيرون، الفيلوثاي، الكسيروبوتامو والسيمونوبترا. خرج الرهبان من الدير وتوجّه اثنان من كهنة الدير، نيوفيتوس وبندلايمون، وهما يحملان يد القديسة مريم المجدلية نحو الغابة حيث كانت النيران مشتعلة. لم يجرأ أحد من الرهبان على الاقتراب من النار لئلا تحيط بهم وتحاصرهم فلا يقدرون على الفرار. لكن عندما اقترب الكاهنان وهم يحملان اليد تراجعت النيران. قاموا بأداء خدمة تقديس الماء ومن ثم رتلوا خدمة البراكليسي للقديسة مريم المجدلية. وعندما انتهوا من الخدمة كانت النار قد انطفأت، الأمر الذي أثار دهشة كل الرهبان الحاضرين.
2. أعجوبة مماثلة للسابقة جرت في العام 1947.
3. ظهر في منطقة غالاتيستا في تسالونيكي، في العام 1911، نوع من الديدان الآكلة للنبات، الأمر الذي أثّر على المحصولات. طالب السكان بحضور يد القديسة مريم المجدلية من الجبل وأن تُقام خدمة تقديس الماء. وللحال اختفت الديدان.
تقوم القديسة بالكثير من العجائب كل يوم لكل من يطلبون شفاعتها بإيمان.
أما سيرة حياة القديسة الحاملة الطيب والمعادلة الرسل مريم المجدلية فهي باختصار:
قيل إنها وُلدت في مجدلا، وهي قرية صغيرة لصيادي الأسماك على الضفة الغربية من بحيرة جنيسارت، على بعد خمسة كيلومترات من مدينة طبرية. عذبتها سبعة شياطين حررها وشفاها منها الرب يسوع المسيح. كانت من أتباعه وخدمته في مسيره على الأرض. هي التي وقفت بالصليب في الجلجثة مع والدة الإله. وبعد موت الرب، يسوع زارت قبره ثلاثاً. ثم عندما قام من بين الأموات عاينته مرتين، مرة لوحدها ومرة أخرى مع بقية حاملات الطيب. ورد أن مريم المجدلية بشرت بالكلمة في بلاد الغال (فرنسا) ثم انتقلت إلى مصر وفينيقيا وسوريا وبمفيليا وأماكن أخرى. وبعدما أمضت بعض الوقت في أورشليم انتقلت إلى أفسس حيث أنهت سعيها بنعمة الله. قيل و وريت الثرى عند مدخل المغارة التي قضى فيها فتية أفسس السبعة المعيد لهم في 4 آب. هناك فاضت عجائب جمّة إلى أن جرى، في العام 899م، نقل رفاتها إلى القسطنطينية بهمّة الأمبراطور لاون السادس الحكيم. تعيد لها الكنيسة في 22 تموز فبشفاعتها اللهم ارحمنا وخلصنا. آمين
ترجمة راهبات دير سيدة البشارة