✤ كنيسة اّجيا صوفيا – صيدنايا ✤
في وسط البلدة القديمة، وعلى امتداد الشارع الرئيسي الذي يشطر صيدنايا إلى قسمين، وعند تقاطع هذا الشارع مع الدرج الموصل إلى الدير ترتفع بمهابة ووقار قباب كنيسة أثرية كبيرة وجميلة تعددت التسميات التي أطلقت عليها.
فلقد أطلق عليها الكاهن الإنكليزي هنري موندرل لعام 1697 اسم كنيسة المجامع، أي جميع القديسين، وأكدت هذه التسمية في بعض الصور الموثوقة على هيكل مار الياس في كنيسة المجامع…
إلا أن عيسى الهزار والذي جاء قبل الكاهن موندرل بحوالي مائة عام قال: إن اسمها صوفيا…… بالتجريد ودعّم هذا الاسم من بعده بحوالي 125 سنة كل من بارسكي وبوكوك.
إلا أن الاسم الأكثر شيوعاً والذي لا يزال دارجاً على ألسنة الناس حتى الآن هو كنيسة آجيا صوفيا وتعني الحكمة المقدسة. والكنيسة بوضعها الحالي تعدّ من الكنائس الجميلة في البلدة حيث يتوافد الناس والزوار عليها على مدار السنة. كما تقام فيها الصلوات أيام الآحاد والأعياد وفي مناسبات الأفراح والأتراح.
زارها بوكوك عام 1737م وقال عنها: فيها صفّين من عمد رقيقة، يظهر أنها أخذت من مكان ثاني كما وصفها من قبله بارسكي بقوله ( هي في وسط الضيعة كبيرة ولها بابان وفيها أساطين من حجر قطعة واحدة وهي متينة حسنة البناء وفيها عدة أيقونات والكهنة يقدسون فيها)
هي كنيسة لطائفة الروم الكاثوليك في أسفل دير السيدة ببلدة صيدنايا، كرست على إسم القديسة صوفيا وبناتها الثلاث ( إيمان ورجاء ومحبة )، وليس كما يعتقد البعض بأن معنى التسمية واحد بينها وبين كنيسة الحكمة المقدسة القائمة في إسطنبول. والكنيسة صرح في مجمع يضم أمطوش الكاهن وصالوناً للإحتفالات والأنشطة الرعوية ومتحفاً صغيراً وفسحة سماوية، وفي القسم الأيمن من الكنيسة مقام النبي إيليا، ينزل اليه ببضع درجات وفيه بعض الأيقونات والمخطوطات القيمة.
كنيسة من القرن السادس كما تُوضح الكتابة فوق بابها. بنيت كنيسة آجيا صوفيا في القرن السادس الميلادي، وتعد من أقدم الكنائس و أشهرها في سورية، وتتميز بسعتها و روعة بناءها.
القديسة الشهيدة صوفيا تعيد لها الكنيسة بتاريخ 17 أيلول من كل عام. بركة القديسة و شفاعتها لتكن معنا جميعاً…
✥ مواصفاتها
وجهتها جنوب شرقي، وفوق بابها الداخلي لوحة رخامية مثلثة الشكل فيها:
” كنيسة أيا صوفيا، بنيت في القرن السادس وصار تجديدها على عهد غبطة البطريرك غريغوريوس يوسف الأول سنة ١٨٩٦م “. لها باب رئيس من الغرب في كل من جانبيه شباك كبير وجرن حجري صغير للماء المقدس على شكل نصف كرة مثبتين على الجدار في طرفي البوابة من الداخل وفوق كل منهما نقش كتابي حجري فيه:
” خليل الشاوي ١٨٩٦م “، وباب جانبي من الجنوب. نمطها بازيليكي تقسم صحنها أربعة أعمدة حجرية ذوات قواعد من كل جهة الى ثلاث أسواق أوسطها أكبرها‘، سقفها معقود. قبوتها نصف مستديرة تستند الى رقبة مرتفعة فيها اثنتا عشرة نافذة مقوسنة. تضيئ جدارها الجنوبي ثلاث كوات بيضوية شاقولية في الأعلى. لها شعرية ممتدة من الجنوب والشمال والغرب، تحتها الى اليسار ثلاث غرف متتالية أوسطها أكبرها منفتحة بعضها على بعض بممر خلفي.
أيقونسطاسها الرخامي يرقى الى العام ١٩٠٧ ويتألف من ثلاث طبقات، في السفلى أربع حشوات رخامية في جانبي فتحة الباب المقدس، وفوق كل منها أيقونة كبيرة، منها للسيد والسيدة وعماد يسوع والقديس أنطونيوس…..، وفي الطبقة العليا صف أيقونات أصغر حجماً للرسل الإثني عشر تتوسطهم أيقونة السيد، وفوق الكل الصلبوت. ترتفع وراء الأيقونسطاس عضادتان. المائدة المقدسة رخامية، في وجهها الأمامي حفر كأس نافرة. ويشتمل قدس الأقداس على ثلاث حنايا وثلاث نوافذ مسمطة ويعلو الوسطى نافذة أفقية رباعية الأقواس على طرفيها نافذتان بشكل صليب. تقوم في الزاوية الجنوبية الشرقية سكرستيا، وفي الشمالية الشرقية باب صغير.
يتبع للكنيسة كنيسة المغارة وصالون ومتحف للمخطوطات والأيقونات. تمّ جمع كلّ الآثار والمخطوطات والأناجيل والأيقونات والأدوات المتعلّقة بالكنيسة، في متحف كنيسة آيا صوفيا في صيدنايا، ومنها ما يعود عمره لمئات السنين، وذلك بهدف إتاحة المجال إلى السائح لمشاهدة هذه الأثار”
هذه المعلومات مأخوذة من كتاب أديرة كنائس دمشق وريفها للأب د. متري هاجي أثناسيو و الدكتور قتيبة الشهابي.
عام وانتم بخير بعيد القديسة صوفيا
كنيسة آجيا صوفيا في صيدنايا
جدد بناء الكنيسة سنة 1896م على عهد البطريرك غريغوريوس يوسف دون أن ينجز تزيينها وزخرفتها وكان المكان المخصص للنساء فيها أولاً في الصحن الشمالي ثم رفع إلى أعالي الكنيسة واتخذ لهن من الجهتين الغربية والشمالية شعريات. في القسم الأيمن منها مقام القديس الياس ينزل إليه ببضع درجات. زار هذا المقام بوكوك وكان متهدماً.
ومما يجدر ذكره أنه جرى إصلاح وترميم أجزاء هامة من الكنيسة عام 1980 إضافة إلى توسيع الساحة وإعادة تشييد الأبنية والمرافق التابعة لها والمحيطة بها. ومعلوم أيضاً أن كاهن الطائفة يقيم في جناح خاص به مع عائلته يتبع الكنيسة. إضافة إلى ما تقدم فقد أقيم على أنقاض المدرسة القديمة التي كانت ملحقة بها، صالون للمناسبات هو الأول من نوعه من حيث القدم.
وتعتبر كنيسة آجيا صوفيا من الكنائس القديمة والمشهورة في سوريا التي يؤمّها الزوار والسياح بكثرة.
وفي 17 أيلول من كل عام، عيد آجيا صوفيا، تقام في رحاب الكنيسة احتفالات دينية وشعبية كبيرة يشارك فيها كل أبناء البلدة وتأتي هذه المناسبة تتويجاً للاحتفالات الضخمة التي تقام في 8 أيلول – عيد السيدة – و 14 أيلول – عيد الصليب – وأملنا كبير أن يظل شعار احتفالات أيلول ” نحو بلدة حضارية متطورة يتآخى فيها الانسان مع اخيه الانسان من كل الطوائف والأديان فالدين لله والوطن للجميع”.