الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 5 كانون الثاني 2022
حول الاجتماع الشهري الأول للمطارنة الموارنة في العام الجديد نشر الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية ما يلي:
نهار الأربعاء 5 كانون الثاني 2022، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
يُجدِّد الآباء، مع إطلالة العام الجديد، تمنياتهم لأبنائهم الموارنة وللمسيحيين واللبنانيين عمومًا، أن يكون هذا العام عام بداية خلاص لبنان وانطلاقه في مسيرة استعادة دولته بكلّ مبادئها وقِيَمها ومُقوِّماتها. ويُعبِّرون عن أملهم العميق بأن يشهد وطننا صحوةَ ضميرٍ على كلّ الصعد ولدى كلّ الأطراف، بحيث تأتي خطوات التعافي بتعاون الجميع ولخيرهم من دون استثناء.
يُبدي الآباء ارتياحهم إلى التقدُّم النوعي الجدّي للمفاوضات التي تُجريها الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي. ويدعون إلى الإسراع في إنجاز الاتفاق المالي–الإصلاحي الذي يترقّبه لبنان والدول الصديقة، وأن يُبادِر مجلس الوزراء إلى إبرامه بعيدًا عن التعقيدات الطارئة التي حالت دون انعقاده، وإلى استئناف تحمُّله مسؤولياته كاملة.
يطالب الآباء بإدراج السلطتَين الاشتراعية والإجرائية المُوجِبات الوطنية الراهنة المُلِحّة تبعًا لسُلَّمِ أولويات، أوّلها إعداد الأجواء الملائمة لإجراء الانتخابات النيابيّة ومن بعدها الرئاسيّة، بجديّة وروح ديمقراطيّة؛ ومحور هذه الأولويّات الإصلاح ومحاربة الفساد، لئلا يُؤدّي التوسُّع في الاهتمامات إلى تشتيت فعالية الإنتاج وتبديدها، لاسيما بعد اعتراف مسؤولين كبار بشبه تفكُّك الدولة وتبعثر القرار فيها.
يقدّر الآباء جهود الجيش والأجهزة الأمنية المعنية التي يبذلونها في اتّخاذ الإجراءات للحؤول دون تفشّي التهريب على أنواعه والسرقات في العاصمة والمناطق. ويعتبرون القوة الشرعية العمود الفقري الذي يُبنى عليه الأمن وترتكز إليه العدالة ويتأمّن بواسطته التكافؤ في الخدمات والخيور.
يُراقِب الآباء بقلقٍ التطورات الإقليمية التي قلما تُبشِّر بتغليب الحوار بين دول المنطقة على أُسسٍ سليمة. ويُطالِبون المجتمع الدولي بالعمل على تدارك تفاقم الأوضاع، ويُناشِدون القيادات اللبنانية توقيع مواقفها وأنشطتها بما يخدم نأي لبنان عن أيِّ اضطراباتٍ قد تحصل من حوله وحواليه.
تحتفل الكنيسة في هذا الشهر بعيد الدنح، أي الظهور الإلهيّ، وبتذكار عدد من القديسين والشهداء وآباء الكنيسة، ولا سيما القدّيسين أنطونيوس أبي الرهبان ومار افرام السريانيّ، إضافة الى أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى مواكبة كل هذه المناسبات بالصلاة وأعمال التوبة والمحبة، سائلين الله أن يحمي شعبه من الأوبئة والفتن، وأن ينير عقول المسؤولين في وطننا كي يعملوا بإخلاص على إخراجه من الأزمات المتعددة المتحكمة بمصيره، وعلى نشر الألفة والعدالة والسلام بين جميع أبنائه.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 3 آذار 2022
عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الخميس الثالث من آذار مارس اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يشكر الآباء الله على عودة صاحب الغبطة سالمًا من سفره مدة أسبوعين حيث شارك مع بعض من مطارنتنا، في حاضرة الفاتيكان، في الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية والمؤتمر الليتورجي؛ وفي مدينة فلورنسا، في المؤتمر الذي نظمه مجلس مطارنة إيطاليا ورئيس بلدية المدينة بموضوع: “البحر المتوسط – مساحة سلام”، بحث فيه المشاركون من أساقفة ورؤساء بلديات كبريات مدن المتوسط في تعزيز فرص السلام والمطالبة بالإعتراف بالمواطنة الكاملة لجميع مواطنيّ بلدانهم يتساوون فيها بالحقوق والواجبات. ووقّع المشاركون على “شرعة فلورنسا” شددوا فيها على دور الكنائس والجماعات الدينية والمجتمعات المدنية في بناء عالم جديد يحترم شرعة حقوق الإنسان ويعزّز حضارة الأخوّة والعدالة والسلام في المتوسط الذي هو ملتقى الحضارات والثقافات والديانات.
2 يعرب الآباء عن ألمهم وحزنهم لفشل جميع المحاولات السياسية والديبلوماسية من أجل تجنب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. ويعتبرون أنّ ما تخلِّفه من ضحايا وخراب، دليلٌ على الإستسلام لمنطق النزاع والعنف. وإنهم يعربون عن قربهم من الطلاب والعائلات اللبنانية المحاصرين في أوكرانيا، مطالبين الدولة اللبنانية بإجلائهم. ويسألون الله الرحمة لضحايا هذه الحرب والشفاء للجرحى والمعوقين، واستجابة الصلوات الصاعدة من كل صوب من أجل إخماد النيران والتحوّل إلى معالَجة بؤر التوتر في أكثر من بلد، لاسيما في الشرق الأوسط.
3 يترقّب الآباء إقرار المجلس النيابي مشروع الموازنة العامة في مدى قريب. ويرجون أن تأتي مناقشة بنوده في المستوى المطلوب في هذا الظرف العصيب، بحيث تؤكِّد على الصالح العام، وتأخذ في الاعتبار واقع البلاد وقدرة اللبنانيين على الإحتمال والاستجابة لموجباتها، ولا ترضخ للزبائنية، التي طالما أفسدت الدور المطلوب من الدولة.
4 يجدِّد الآباء موقفهم الداعي إلى تعزيز الأجواء السياسية والأمنية الكفيلة بإجراء الانتخابات النيابية على قواعد الحرية والديمقراطية. ويدعون المسؤولين إلى عدم العودة إلى ربط الطموحات الإنتخابية بالإضرار بالمالية العامة وبالتعيينات الإدارية من خلال تعزيز المصالح الخاصة والفئوية على حساب الخير العام.
5 يأمل الآباء بمزيد من الرقابة والتشدّد في أسعار السلع والخدمات، بعدما تبيّن إفلاتها من أي ضوابط تتعلّق بقيمة الليرة اللبنانية مقارنة بالعملات الأجنبية، وارتفاع الضغوط المعيشية والحياتية على المواطنين، لاسيما في مجال الغذاء والصحة والتربية.
6 في مستهل زمن الصوم الكبير، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم المؤمنين الى عيش هذه المرحلة بالصلاة والتقشف وأعمال المحبة، وتحمّل ما يلاقونه من محن في هذه الظروف الصعبة، مشركين آلامهم بآلام السيد المسيح الخلاصية، استعدادا لمشاركته فرح الفداء ومجد القيامة.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 4 ايار 2022
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الرابع من أيار مايو ٢٠٢٢، اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
١ – يعرب الآباء عن استنكارهم لمماطلة المسؤولين في القيام بالإصلاحات التي لا بد منها كي يتم التعاون بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وذلك لما فيه خير الوطن وللبدء في تنفيذ خطة التعافي التي ستنتشل البلاد من محنتها، وتعيد الاقتصاد الحر فيها إلى الأوضاع الطبيعية بأسرع وقت ممكن.
٢ – يكرّر الآباء تشديدهم على وجوب سعي المسؤولين جديًا إلى إزالة كل الألغام من أمام إجراء الانتخابات النيابية في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتحرير إرادة الناخبين والمرشحين من الضغوط المختلفة التي تعرقل حسن هذا الإجراء. وهم يشجعون جميع المواطنين على الإقبال بكثافة على ممارسة حقهم الدستوري، بضمير واع والتزام وطني صادق، علهم يسهمون في إحداث التغيير المنشود، وإخراج البلاد من الانهيار الذي يدهمها.
٣ – يحذّر الآباء من ظاهرة تفشي الإخلال بالأمن، المتنقل من منطقة إلى أخرى، لاسيما جرائم القتل التي تحدث في شكل شبه يومي. ويناشدون المعنيين التنبه لمحاذير ذلك، محيِّين الأجهزة العسكرية والأمنية الساهرة على ضبط الأوضاع الميدانية بما تملك من إمكانات ولو محدودة.
٤ – يتوجه الآباء بتعازيهم من أُسر ضحايا الزورق الذي غرق في بحر طرابلس. هذا الحادث إن دل على شيء، فعلى وجوب اتخاذ مبادرات سريعة، حيث تدعو الحاجة، لإخراج لبنان وشعبه من محنته القاسية المتمادية، ولردع عصابات التهريب على أنواعها، ولا سيما تهريب العنصر البشري، باستغلال بؤس الناس ويأسهم، وتعريض حياتهم لشتى أخطار الموت.
٥ – يهنئ الآباء أبناء الكنائس الشقيقة التي تتبع التقويم الشرقي بعيد القيامة المجيدة، ملتمسين من السيد المسيح المنتصر على الموت أن ينشر سلام قيامته في قلوب جميع المؤمنين في لبنان والعالم. كما يهنئون إخوانهم المسلمين بعيد الفطر السعيد، راجين أن يلقى صيامهم استجابة من الله العلي القدير، تصب في دائرة خلاص لبنان مما هو فيه، بحيث يستعيد حضوره المسالم والراقي بين شعوب الأرض ودولها.
٦ – تكرّس الكنيسة شهر أيار من كل سنة لتكريم العذراء مريم، وشكر الله الآب على اختياره لها ” منذ الأزل ” أمًّا لابنه المتجسد بشرًا ” في ملء الزمن ” كي يفتدي الإنسان بموته وقيامته. يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى إحياء هذا الشهر بالصلاة والتقشف وأعمال المحبة، سائلين الله بشفاعتها أن يمنّ على البشرية بثمار الفداء رحمة وفرحًا وسلامًا.
البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية
من 8 الى 18 حزيران 2022
1– صدر يوم السبت الثامن عشر من حزيران يونيو البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية وجاء فيه:
التأم سينودس أساقفة الكنيسة المارونية في دورته السنوية العادية من 8 إلى 18 حزيران 2022 في الكرسي البطريركي في بكركي بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق الكلي الطوبى، وحضور أصحاب السيادة المطارنة والإكسرخوس الوافدين من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين في قلوبهم هموم أبنائهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم.
شاركوا في مرحلة أولى، من 8 إلى 11 حزيران، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها الأب نديم الحلو المرسل اللبناني في موضوع “وسار به الروح إلى البريّة” ليتأمّل في “دور الأسقف في عالم اليوم: كرجل صلاة، ورجل محبة، ورجل رحمة “.
وفي مرحلة ثانية، من 13 إلى 18 حزيران 2022، استهلّها صاحب الغبطة والنيافة بكلمة افتتاحية استعرض فيها جدول أعمال السينودس المقدس الذي يُعقد “في جوّ سينودسي عام في الكنيسة الكاثوليكية ويقضي أن نسير معًا نحو توطيد الشركة في ما بيننا، ونعيش المشاركة في بناء كنيستنا المارونية وخدمة شعبنا، ونلتزم معًا برسالتنا المسيحية والكنسية في شرقنا الذي ننتمي إليه وفي عوالم الانتشار حيث تتواجد رسالاتنا وأبرشياتنا ورعايانا”.
ثم تدارسوا شؤونًا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية وناقشوها بروح أخوّية ومشاركة مجمعية. واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة.
وفي ختام المجمع أصدروا البيان التالي:
أولاً: في الشأن الكنسي
أ – المسيرة السينودسية
2 – يشكر الآباء الله على الزيارة التي قام بها إلى لبنان في الأسبوع الأول من حزيران نيافة الكاردينال ماريو غريك الأمين العام لسينودس الأساقفة في الفاتيكان لمواكبة مسيرة التحضير للجمعية العامة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس بعنوان: ” نحو كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة” والتي ستعقد في روما في تشرين الأول 2023.
ونوّه نيافته بتراث الكنائس الشرقية الذي يتميز بالسينودسية وقدّر التجاوب الذي لقيه من الكنيسة في لبنان والأبرشيات والرهبانيات مع أهداف السينودس والسير معًا في الظروف الراهنة الصعبة، كما قدّر إصرار اللبنانيين الذين التقاهم، مسيحيين ومسلمين، على العيش معًا والتمسّك بهوية الوطن لبنان الرسالة في الحريّة والعيش معًا واحترام التعدّديّة.
ب – الإصلاح الليتورجي
3 – اطّلع الآباء على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية التي قدّم رئيسها تقريرًا عنها تناول فيه مشروع كتاب ” صلوات الأزمنة الطقسية” الذي أنهت العمل فيه بعد مسيرة طويلة بدأت سنة 2004، شاكرًا جميع الذي أسهموا في إنجازه، وعرض للمشاريع المستقبليّة التي تعمل اللجنة على إعدادها.
وشدّد الآباء في مناقشاتهم على العودة إلى التراث السرياني الانطاكي دون إغفال عملية التحديث لمحاكاة شعبنا اليوم الموجود في كل بلدان العالم والتوجه إليه بلغة يفهمها. وأكّدوا على أن الليتورجيا هي من العناصر الأساسيّة لهويتنا المارونية وأنها علامة وحدة كنيستنا.
ج – التنشئة الكهنوتية
4 – اطّلع الآباء على تقارير المدارس الإكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد، وهي: الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير، وإكليريكية مار أنطونيوس البادرواني كرمسده، وإكليريكية سيدة لبنان في واشنطن، وإكليريكية مار مارون في سيدني، والمدرسة المارونية الحبرية في روما. كما إطّلعوا على تقرير اللجنة المولجة تأمين التنشئة للشمّاسيّة الدائمة والتي تتجلّى فيها قدسيّة هذه الخدمة المرتبطة بسرّ الكهنوت في الكنيسة.
أثنى الآباء على الجهود التي يوم فيها المسؤولون عن التنشئة الإكليريكيّة وتمنّوا تعزيزها، بالرغم من تحدّيات الظروف الراهنة، لتساعد كهنة الغد ليكونوا على صورة المسيح الكاهن.
د – الشؤون القانونية وخدمة العدالة
5 – استمع الآباء إلى تقارير خدمة العدالة في المحاكم الكنسية التي تأثر عملها بسبب وباؤ كورونا وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية من دون أن يؤخّر سير عملها وإصدار الأحكام حيث اعتمدت المحاكم العمل عن بُعد وعبر وسائل التواصل الإجتماعيّ.
لفت الآباء في التقارير تزايدُ عدد الدعاوى المسجّلة في المحاكم، ولكنّهم أثنوا على الجهود المضاعفة التي تبذلها المحاكم بالتعاون مع الأبرشيّات ومكتب راعويّة الزواج والعائلة واللجنة الأسقفيّة للعائلة والحياة في سبيل تعزيز مراكز الإصغاء والمرافقة والمصالحة والإعداد للزواج وتنشئة علمانيّين وإكليريكيّين لإدارة هذه المراكز.
ثانيًا: في الشأن الرعوي
أ - أوضاع الأبرشيات في النطاق البطريركي
6 – استعرض الآباء أوضاع الأبرشيات في لبنان وبلدان النطاق البطريركي، وتوقفوا عند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم وبناتهم في ظل الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمعيشي والأمنيّ المتدهور الذي يعرفه لبنان وسوريا، والذي أوصلهم إلى حالة فقر وبطالة وعوز وأجبر الكثير من العائلات والشباب والنخبة في المجتمع على الهجرة القسرية. وهي ظاهرة تشكّل انعكاسًا خطيرًا على هوية لبنان ودوره ورسالته وعلى حضور المسيحية في الشرق الأوسط.
قدّر الآباء ما يقوم به مطارنة هذه الأبرشيات من جهود جبارة بالتعاون مع كهنة الرعايا والعلمانيين الملتزمين في حقل الخدمة الاجتماعية والجمعيات الكنسية والمدنية في سبيل تأمين المساعدات الضرورية لتثبيت أبنائهم في أرضهم وتشجيعهم على الثبات في إيمانهم بالله واستعادة الثقة بأوطانهم. وتقدموا بالشكر من الأبرشيات المارونية في الانتشار ومن المؤسسات العالمية، الكنسيّة والمدنية، على دعمها لها.
ب - أوضاع أبرشيات الانتشار
7 – تداول الآباء كذلك في أوضاع أبرشيات الانتشار وحاجات بعضها. وتوقفوا بشكل خاص عند إكسرخوسية كولومبيا والبيرو والأكوادور التي تسير على خطىً ثابتة نحو إنشاء أبرشية، وأبرشية الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي والباراغواي والأوروغواي، وأبرشية فرنسا والزيارة الرسولية لموارنة بلدان أوروبا الجنوبية والشمالية، وأبرشية نيجيربا والزيارة الرسولية لموارنة بلدان أفريقيا الجنوبية، وعند أبرشيّة أستراليا وأوقيانيا التي تحتفل السنة المقبلة بيوبيلها الذهبيّ.
وتوقفوا عند ظاهرة تزايد الموارنة الوافدين إلى بلدان الإنتشار، وطالبوا لأبنائهم المنتشرين الاعتراف بالدور الملقى على عاتقهم والحصول على حقوقهم المدنية كاملة في بلدانهم الأصلية.
وقدّر الآباء ما يقوم به مطارنة الانتشار من جهود في سبيل جمع شعبهم وتوعيته على هويته وانتمائه وتراثه وتاريخه، وعلى إحياء اللغتين العربية والسريانية في المدارس والرعايا إضافة إلى التعليم المسيحي، وعلى تشجيع أبنائهم على التواصل مع أهلهم وبلداتهم الأصلية بغية التعبير عن تضامنهم ومدّ يد المساعدة لهم.
وأوصوا بأن يتعاون مطارنة الأبرشيات والرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات في لبنان والنطاق البطريركي مع إخوتهم مطارنة الانتشار ليرسلوا إليهم كهنة ومكرّسين ومكرّسات لخدمةٍ راعوية وإرساليّة بعد تنشئتهم تنشئة ملائمة.
ثالثًا: في الشأن الاجتماعي والتربويّ وخدمة المحبة
8 – تداول الآباء في الحالة المعيشية المتدهورة التي أوصلت أبناءهم وبناتهم إلى حالة الفقر والعوز، والتي أدّت إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات وانقطاع الدواء؛ وأكدوا أنهم يجدّدون وقوفهم إلى جانبهم وتقديم كل المساعدات الممكنة عبر مؤسساتهم الكنسية المختصة من بطريركية وأبرشية ورهبانية، وبخاصّة مؤسّسة كاريتاس لبنان.
وهم يثمّنون عاليًا روح التضامن التي تتجلّى لدى إخوتهم اللبنانيين بنوع خاص، مقيمين ومنتشرين، أفرادًا وجماعات، ولدى أصدقائهم عبر العالم، في تقديم المساعدات المعنوية والمالية والعينية إلى المحتاجين لتخفيف مآسيهم ومواجهة الحالة الكارثية التي وصلوا إليها.
9 – عبّر الآباء من جديد عن تضامنهم مع إخوتهم وأخواتهم أبناء وبنات بيروت وجميع اللبنانيّين، وبخاصّة عائلات الضحايا والمتضرّرين والمجروحين والمشرّدين جرّاء إنفجار مرفأ بيروت الإجراميّ.
وهم يرفعون الصوت من جديد ليستنكروا تقصير مؤسّسات الدولة المعنيّة والسلطة القضائيّة في السير في التحقيق لكشف الأسباب والمسبّبين الذين هم وراء هذه الفاجعة ومحاكمتهم من جهة، وفي التعويض على عائلات الشهداء والمصابين والمنكوبين بما يحقّ لهم، من جهة أخرى.
10 – تداول الآباء في أوضاع المدارس الخاصّة، ولا سيما الكاثوليكيّة منها، المهدّدة بالإقفال والإنهيار نظرًا إلى التحديات الكبيرة في الظروف الإقتصاديّة والإجتماعيّة والمعيشيّة الراهنة وإلى عدم قدرة الدولة على دفع مستحقّاتها وصعوبة الأهل في تسديد الأقساط. وإنّهم إذ يذكّرون برسالة الكنيسة التربويّة التي أسهمت عبر العصور ولا تزال تسهم في تطوّر المجتمعات وترقّي الإنسانيّة روحيًّا وعلميًّا ووطنيًّا، والتي جعلت من لبنان بلد إشعاعٍ ثقافيّ مميّز، يطالبون الدولة القيام بواجبها لدعم التعليم الخاصّ كما التعليم الرسميّ. كما يطالبونها بدعم الضمان الإجتماعيّ والطبابة والإستشفاء لجميع المواطنين.
وهم يحمّلون، من ناحية أخرى، المشرّعين والمسؤولين الماليّين وجمعيّة المصارف مسؤوليّة المحاغظة على أموال المودعين وإيجاد السبل الكفيلة باسترجاع ودائعهم في أقرب وقت. ويشكرون أبرشيّات الإنتشار والمؤسّسات الكنسيّة والمدنيّة، العالميّة والمحليّة، على الإسهامات التي تقدّمها لدعم الحاجات المعيشيّة والطبّية والإستشفائيّة والمدرسيّة والجامعيّة إلى اللبنانيّن.
رابعًا: في الشأن الوطنيّ
11 – يؤيّد الآباء مواقف أبيهم صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الداعية إلى عقد مؤتمر دوليّ برعاية الأمم المتّحدة يهدف إلى إنقاذ لبنان عبر إعلان حياده تحييدًا ناشطًا، قناعةً منهم بأنّ حياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخيّ في هذه المرحلة المليئة بالمتغيّرات الجغرافيّة، وكفيل باستعادة دوره ورسالته في الإنفتاح والحوار والعيش معًا في احترام تعدّدية الإنتماءات الدينيّة والطائفيّة والثقافيّة، إلى عقد مؤتمر دوليّ برعاية الأمم المتّحدة وتطبيق القرارات الدوليّة المتّخذة التي لم تطبّق حتى الآن. ويطالبون باستكمال تطبيق الدستور في بنود اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة وذلك عبر احترام إستقلاليّة القضاء وتحصينه ضدّ التدخلات السياسيّة وفصل السلطات لتستقيم الأمور.
12 – يؤكّد الآباء على تمسّكهم بالثوابت الوطنيّة، أي العيش المشترك والميثاق الوطنيّ والصيغة التشاركيّة بين المكوّنات اللبنانيّة في النظام السياسيّ وتطبيقها بشكلٍ سليم. ويطالبون المسؤولين السياسيّين بالعمل على تأليف حكومة جديدة تكون إنقاذيّة فتعالج الفساد المستشري وتنفّذ الإصلاحات المطلوبة من الشعب ومن المجتمع الدوليّ. كما يطالبونهم بالعمل معًا على بناء دولة حديثة بكلّ مقوّماتها، أي دولة وطنيّة لبنانيّة جامعة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، ودولة مواطنة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.
13 – يؤكّد الآباء على مواقفهم الداعية إلى وعي وطنيّ وصحوة ضمير لدى جميع المسؤولين السياسيّين ليتعالوا عن مصالحهم الشخصيّة والفئويّة الضيّقة ويعملوا للخير العام ومصلحة لبنان العليا في الظروف الراهنة التي تشهد تحوّلات جيوسياسيّة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم. ويدعون جميع اللبنانيّين إلى إقامة الحوار في ما بينهم، حوار المحبّة في الحقيقة، لأنّ هذا الحوار بات ضروريًّا من أجل قراءة نقديّة لأحداث الماضي وتنقية الذاكرة وفتح الطريق أمام المصالحة الشاملة.
14 – يثمّن الآباء ما تقوم به القوى الأمنيّة في هذه الظروف الصعبة، وبنوع خاص الجيش اللبنانيّ الذي يجدّدون له دعمهم لتثبيت الأمن والإستقرار والدفاع عن لبنان وعن حقوق شعبه.
خاتمة
15 – في الختام يتوجّه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم أينما وجدوا بنداء مليء بالإيمان بالله والرجاء بالربّ يسوع المسيح القائم من الموت والحاضر في كنيسته إلى منتهى الدهر. ويدعونهم إلى سماع صوت الروح القدس يتكلّم فيهم ويقودهم في السير معًا إلى تتميم مشيئة الله وتحقيق ملكوته بين البشر بالمحبّة والأخوّة والعدالة. ويشكرون الله على نعمة القداسة في كنيستهم التي أفيضت من جديد منذ أسبوعين بإعلان الطوباويّين ليونار ملكي وتوما صالح. كما إنّهم يحثّون أبنائهم وبناتهم على التمسك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم وعلى مضاعفة الصلاة والإبتهال إلى الله بشفاعة والدة الإله مريم العذراء والقديسين شفعائنا- لاسيما شربل ورفقا والحرديني والطوباويّين الإخوة المسابكيّين والأب يعقوب والأخ إسطفان- من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب وإحلال السلام العادل والدائم ونشر الأخوّة الإنسانيّة وعودة جميع النازحين والمهجّرين إلى أرضهم وأوطانهم.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 7 آيلول
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء السابع من أيلول سبتمبر ٢٠٢٢ اجتماعهم الشهري في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
١ – يستغرب الآباء هذا التلكؤ الرسمي عن تشكيل حكومة جديدة بالسرعة التي تتطلّبها ظروف البلاد الصعبة والدقيقة للغاية. ويدعون المعنيّين بالأمر إلى طرح المُحاصصة والشروط المتبادلة جانبًا، وعدم دفع الأوضاع السياسيّة إلى مزيد من التعقيد المُولِّد لانقسام في الرأي يتناول الدستور وموجباته.
٢ – يُهيب الآباء بأعضاء المجلس النيابي، كتلًاً ومستقلّين، رفض مجرّد التفكير بالشغور في سدّة الرئاسة بحكم الدستور، والمبادرة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، مع بدء المهلة الدستوريّة لذلك. ويلفتون الانتباه إلى أن الشعب الذي أوكل إلى نوّابه مهمّة التشريع والرقابة وإتمام الاستحقاقات الدستوريّة في موعدها وعلى نحو طبيعيّ وسليم، يحمّلهم مسؤوليّة المماطلة في العمل الإنتخابي، والمُنتظر منه أن يأتي على رأس الجمهوريّة بشخصيّة متمتّعة بالمواصفات التي أصبحت معروفة، ومنفتحة على محاورة الأطياف السياسيّة كلّها، ومؤهَّلة وقادرة على الإسهام الفعّال في وضع لبنان على سكّة الإصلاح والتعافي.
٣ – يُعبّر الآباء عن قلقهم الشديد أمام تهاوي الجسم الإداريّ والقضائيّ والرقابيّ والأمني، فيما جنون الأسعار وانعدام توافر المتطلّبات الحياتيّة الدنيا، من غذائيّة وكهربائيّة ومائيّة وصحيّة، تُلقي بالمواطنين ضحيّة فوضى لا يعرف أحد مُنتهاها. ويناشدون المسؤولين في القطاعين العام والخاص تحكيم ضمائرهم والنظر إلى مصلحة الدولة والشعب وتقديمها على أيّ مصلحة أخرى، ضنًّا بما تبقّى من مقوّمات لهذه الدولة.
٤ – يوجّه الآباء تحيّة إلى المؤسّسة العسكريّة في جهودها الهادفة إلى ضبط الأوضاع والحؤول دون تفلّتها. ويرون أن للبنانيّين جميعهم مسؤوليّة كبرى في مؤازرتها لنجاح المهمات المُلقاة على عاتقها.
٥ – تحتفل الكنيسة في منتصف هذا الشهر بعيد ارتفاع الصليب المقدّس، الذي حوّله السيد المسيح، بسفك دمه عليه، من أداة تعذيب واحتقار إلى ينبوع خلاص وفداء للبشريّة كافّة. في هذه المناسبة يدعو الآباء جميع أبنائهم وبناتهم إلى الإستعداد لهذا العيد بالصلاة والتوبة وأعمال الخير، سائلين الله أن يمنح الجميع النعم اللازمة كي يحملوا صليبهم اليوميّ بإيمان وصبر ورجاء، متشبّهين بالمسيح الفادي والقدّيسين والشهداء الذين سبقونا.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 5 تشرين الأول
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الخامس من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٢ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1– تابع الآباء باهتمام، عقد جلسة المجلس النيابي الخاصة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وما أسفرت عنه. وإذ ينظرون بإيجابية إلى الجولة الانتخابية الأولى وما اتصفت به من تقيّد بالأصول الديمقراطية، يدعون السادة النواب، ولا سيما رئيس المجلس النيابي، إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، يكون قادرًا على بناء وحدة الشعب اللبناني وإحياء المؤسسات الدستورية وأجهزة الدولة، وتعزيز عملية الإصلاحات المطلوبة، بعدما بلغت الأوضاع العامة من التدهور ما لا قِبَلَ للبنانيين بتحمّله، ومما يمكن أن يزيدها سوءًا.
2– مع المطالبة بتشكيل حكومة جديدة، لا يجوز أن يبقى التكليف من دون تأليف ولو لفترة قصيرة باقية من عمر العهد. يتمنى الآباء على المعنيين بموضوع الحكومة تسهيل عملية التشكيل وعدم استغلال هذا الإجراء الدستوري لتسجيل نقاط في السياسية، إن أي تغيير ننتظره هو أن تأتي شخصيات قادرة على النجاح وكسب ثقة الرأي العام، من دون سيطرة أي حزب على الحكومة الجديدة. لذلك يناشد الآباء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف التعاون الوثيق للخروج بحكومة تثبت كيان المؤسسات الدستورية وتمنع أي طرف أن يحكم البلاد من خلال حكومة مرمَّمة.
3– يبدي الآباء تخوفهم البالغ من ارتدادات إقرار الموازنة العامة على حياة المواطنين في شكل كارثي، وسط غياب البنود الإصلاحية وتحديد “سعر رسمي للصرف” يثير جدلاً كبيرًا حيال قانونيته وما يمكن أن يؤدي إليه من جنون في الأسعار يقابله ارتفاع في الإنفاق وضآلة للواردات.
4– يجدد الآباء تحذيرهم من عدم انضباط الأوضاع الأمنية، وارتفاع نسبة العنف لأسباب ترتبط غالبًا بالأحوال الحياتية والمعيشية المتدهورة. وإذ يطالبون المسؤولين في الدولة بتأمين المساعدات الإجتماعية الضرورية لملاقاة الفقراء في احتياجاتهم، يدعون الهيئات الرسمية المعنية في المحافظات المختلفة إلى التنبه ومؤازرة الأجهزة العسكرية والأمنية في مهماتها على هذا الصعيد، وفي نوع خاص البلديات والإتحادات البلدية.
5– يرى الآباء أن من الضرورة بمكان لجوء المؤسسات المولجة بخفر السواحل إلى وضع حد لعمليات التهريب بحرًا والمتاجرة بالمغامرين، بعد تتالي المآسي التي يذهب ضحيتها عائلات بأكملها أحيانًا.
6– يترقب الآباء من الدول الشقيقة والصديقة، حسن الالتفات إلى لبنان في خطورة ما يعانيه، وبما يعين المؤسسات الرسمية التي لا تزال صامدة على رغم أوجاعها ويبلسم جروح اللبنانيين ويسعفهم ويرفع من قدرتهم على مواجهة أعباء أزمنتهم الصعبة للغاية.
7– في بداية هذا العام الدراسي، يرجو الآباء أن تواصل مدارسنا الكاثوليكية رسالتها التربوية، ومضاعفة إمكانية مساعدة العائلات المتعثرة. ويطلبون من الدولة أن تفي بواجباتها تجاه المدارس المجانية لكي تتمكن من إداء رسالتها نحو المواطنين الذين اختاروها لأولادهم.
8– في هذا الشهر المخصص تقويًا لإكرام السيدة العذراء، يحض الآباء أبناءهم وبناتهم على تلاوة مسبحتها الوردية إفراديا وجماعيا. كما يلتمسون معًا من الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيدة لبنان، خلاصنا وخلاص وطننا لبنان من أزماته السياسية والإقتصادية والمالية والإجتماعية”.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 14 كانون الأول
عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي الأربعاء الرابع عشر من كانون الأول ديسمبر برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
١– يرى الآباء أن الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني، تعطي مزيدًا من الأمل بوصول المجلس النيابي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ويدعون المعنيين في الأحزاب والكتل النيابيّة إلى الإفادة من الأجواء الإيجابية لتأمين إتمام هذا الإستحقاق بما يرفع عن البلاد التأزُّم الذي يصيبها في أكثر من قطاع.
٢ – يأسف الآباء للسجال السياسي الحاد حول اجتماع الحكومة الأخير، ويرون أنه كان بالإمكان تحاشيه لو أن المسؤولين عالجوا الأمر بروية وتشاور، وبالحوار البنّاء، بعيدا عن الكيد السياسي، ومع احترام الدستور والميثاق الوطني نصًا وروحًا. ومعلوم أن أمور المواطنين الأساسية يمكن معالجتها بأساليب دستورية شتى، من دون إنعقاد الحكومة المستقيلة، والبلاد في حال الشغور الرئاسي. ويذكّرون بأن الخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان يبدأ بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يضع إعادة بناء الدولة على السكة الدستورية الصحيحة.
٣ – يشجب الآباء بقوة الفلتان الأمني المتنقِّل وما تبدّى من مظاهره أخيرًا في ساحة ساسين – الأشرفية. ويطالبون الأجهزة الأمنية بإيلاء المهمات الاستباقية والردعية اهتمامًا أكبر، لما في ذلك من مجال لتلافي حدوث مواجهات وصدامات لبنان في غنى عنها.
٤ – يقدّر الآباء تعاون المؤسسات الإجتماعية والاتحادات البلدية والبلديات والجمعيات المدنية في بعض المناطق، بالتنسيق مع الدوائر والأجهزة الرسمية المختصة، هذا التعاون الذي يُثمر إراحة للبنانيين في ما يتعلّق بمتطلبات أمنهم الغذائي والإجتماعي واحتياجاتهم الحياتية. ويشجعون على تعميم ذلك بحيث تخفَّف الأعباء المترتِّبة على الشعب وتسهل على الدولة تلبية ما هو مطلوب منها لصالحه.
٥ – عشية عيدَي الميلاد ورأس السنة، يسأل الآباء الله أن يرحم لبنان وأهله، وأن تأتي هذه المناسبة المباركة بانقشاع في الغيمة التي تظلِّل لبنان وبتبدُّدٍ للغم الذي يلفّ أبناءنا وبناتنا وسائر مواطنينا اللذين يدعونهم إلى مشاركتهم الصلاة لأجل إتمام عملية إنتخاب رئيس للجمهورية، آملين أن تكون ذكرى ميلاد المخلّص إطلالة سلام للبنان وللعالم كله.