الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 1 شباط 2023
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الأول من شباط فبراير ٢٠٢٣ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يجدِّد الآباء إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيارِ رئيسٍ جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أيُّ قوّة مواجهته. هذا الإنهيار المتفاقم يتحمّل مسؤوليته نواب الأمّة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيّدًا بالدستور.
2 تابع الآباء بذهول وأسف شديدَين، الصراع المُحتدِم في السلك القضائي، والذي يهدِّد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلّق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالِبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكّم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب.
3 يراقب الآباء بقلق كبير التلاعب الخطير في أسعار صرف العملة الوطنية، والذي يؤدّي إلى ارتفاعات جنونية في أثمان المواد الحياتية والمعيشية، بما يحول دون تمكّن معظم اللبنانيين من تأمين احتياجاتهم منها. ويناشدون الجهات المختصَّة المسارَعة إلى توفير المعالَجات المطلوبة.
4 تتزايد في الآونة الأخيرة ظواهر الاختلال في الأوضاع الامنية، وتتنقّل من منطقة إلى أخرى ويسقط من جرائها ضحايا وجرحى بين مُفتعليها والمواطنين. إن الآباء يحذِّرون من ذلك، ويُهيبون بالسلطات العسكرية والأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لها، خصوصًا حيث تصطبغ الاعتداءات بطابعٍ فئوي أو طائفي.
5 يعاني القطاع التربوي مزيدًا من التدهور، بحيث تُضطر مؤسسات منه إلى الإقفال. والأمر نفسه نشهده في قطاعات حيوية أخرى، صحية وإدارية. إن البلاد لم تعُد تحتمل، وبوادر الغضب الشعبي لا بد آتية، إنْ لم يكتمِل عقد السلطات وعملها وتعاونها لخير الوطن والمواطنين.
6 تحتفل الكنيسة المارونية في التاسع من هذا الشهر بعيد شفيعها القديس مارون ويشاركهم جميع اللبنانيين بهذا العيد الوطني. يتوسّل الآباء مع أبناءهم وبناتهم الى الله أن يمنحهم نعمة التمثل بفضائل هذا القديس، ولا سيما الإيمان العميق وممارسة الصلاة والزهد والتقشف، سائلين الله بشفاعته أن يمن على لبنان بالأمن والإزدهار والسلام، وعلى شعبه بالصبر والصمود في وجه المحن التي ابتلي بها.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 1 آذار 2023
عقد المطارنة الموارنة صباح الأربعاء الأول من آذار مارس ٢٠٢٣ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يضع الآباء نواب الأمة أمام مسؤولياتهم الضميرية تجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد. إن تهرّبهم من المسؤولية الوطنية يفاقم من تدهور الأوضاع العامة، ويزيد من آلام اللبنانيين، ويعمّق فيهم الخوف على المستقبل، ويقدّم لهم البرهان تلو البرهان على فراغ رهيب في إدارة البلاد، فيما الدول الصديقة والشقيقة تلحّ بدعوتها لهم إلى المبادرة الانقاذية التي لا مفر منها لخلاص لبنان من الأخطار المصيرية التي تتهدّده.
2 يناشد الآباء حكومة تصريف الأعمال التحلّي بأقصى درجات حسن التدبير والحكمة في مُمارسة واجباتها في نطاق ما يجيزه لها الدستور والمصلحة العامة، وتحاشي كل ما من شأنه عرقلة السير الطبيعي المنشود للشأن العام.
3 يعرب الآباء مجددًا عن خشيتهم من تصاعد التفلّت الأمني وتزايد الجريمة لأسباب متنوعة خارجة كلها عن حكم القانون، ومحرِّضة للنفوس الضعيفة على تجاوز التدابير المشكورة التي تتخذها المؤسسات الأمنية والعسكرية، خصوصًا في هذه الظروف الحرجة. ويناشدون هذه المؤسسات مضاعفة الحزم والحسم لحماية البلاد من تفاقم الإخلال بالأمن والإنزلاق التدريجي نحو الفوضى.
4 يناشد الآباء المعنيين الرسميين، والإداريين في القطاعين العام والخاص، وضع حد نهائي للصراع العبثي المدمِّر الذي وقع فيه القضاء كما المصارف، والذي قد يؤدي إلى عزل لبنان عن الدورة المالية العالمية، وإلى حرمان الأفراد والشركات المختلفة من تأمين ضرورات الحياة والاستمرار على نحو خطر للغاية.
5 يأمل الآباء بمعالجة سريعة مجدية لتأزُّم الأوضاع التربوية الذي يكاد يقضي على العام الدراسي، ويحرم مئات الألوف من تلامذة المدارس الرسمية، وعشرات الألوف من طلّاب الجامعة اللبنانية، من حقوقهم الطبيعية بالإفادة من ثمار جهودهم، ولا يحسِّن من أحوال المعلمين والأساتذة، الملقى على عاتقهم واجب الحفاظ على أحد أبرز مقومات الوجه الحضاري للبنان.
6 استمع الآباء الى عرض من الرابطة المارونية لمشروع منصة إلكترونية للتواصل بين الموارنة في العالم، وقدّروا كل الجهود المبذولة في هذا الاتجاه.
7 كما استمعوا الى عرض مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود عن واقع القطاع الزراعي في لبنان وعن برامج ومشاريع تسويق الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعات الزراعية ومنتجات المونة والمطبخ اللبناني في الأسواق المحلية وفي دول الانتشار. وأكدوا على أهمية الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي، وعلى التعاون مع وزارة الزراعة لإبقاء المزارع في الأرياف وزيادة استثمار الأراضي الزراعية والحد من بيعها، وتحفيز أبنائهم في الإنتشار على تشجيع الأسواق الخارجية على استهلاك المنتوجات اللبنانية لأن ذلك يدخل العملة الصعبة الى وطنهم، وأشادوا بجهود وزير الزراعة ومديرها العام في خدمة المزارع وتسويق الإنتاج الزراعي، وبالتعاون مع البطريركية والأبرشيات والرهبانيات في هذا العمل.
8 يهنئ الآباء الجميع بعيد القديس يوحنا مارون، أول بطريرك في الكنيسة الأنطاكية المارونية، وفي ظل الظروف المأساوية التي يعيشها وطننا، يدعون أبناءهم: كهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين، الى القيام بمبادرات صلاة، وساعات سجود أمام القربان الأقدس، وتلاوة وردية العذراء مريم، والى تكثيف أصوامهم وتضحياتهم في زمن الصوم المبارك، طالبين من سيدة لبنان وأم الكنيسة التدخل لدى ابنها الالهي، كما في عرس قانا الجليل، حتى يمنّ على وطننا بالفرج، فيخرجه من أزماته المستعصية، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية فتكون الخطوة الأولى والأساسية لاستقامة الأمور لما فيه خير الوطن والشعب. وسيكون يوم الجمعة 10 آذار يومًا مخصّصًا للصلاة في البطريركية والأبرشيات والرهبانيات على نية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 12 نيسان 2023
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الثاني عشر من نيسان أبريل ٢٠٢٣ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية، وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 تابع الآباء التحرك السياسي والدبلوماسي، المحلي والعربي والدولي، والذي يعطي الأمل بأفق واعد على صعيد إنجاز الاستحقاق الرئاسي. ويناشدون النواب والكتل النيابية تحكيم ضمائرهم والتعامل بوطنية وإيجابية لإنجاح هذا الاستحقاق.
2 يحيّي الآباء النواب المسيحيين الذين استجابوا دعوة صاحب الغبطة إلى نهار للصلاة والتأمل في مركز بيت عنيا – حريصا، الأربعاء في الخامس من نيسان الجاري. ويرجون أن تكون فسحة العودة إلى الذات هذه، فرصة مباركة لتفاعل مثمر في تحمّل مسؤولياتهم مع شركائهم في الوطن، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.
3 يستنكر الآباء بشدة المحاولات الهادفة مجددًا إلى تحويل جنوب لبنان صندوقًا لتبادل الرسائل في الصراعات الإقليمية. ويطالبون الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بالحزم في تطبيق القرار 1701، بما في ذلك تعزيز أجهزة الرصد والتتبع والملاحقة، ويناشدون القوى الإقليمية والمجتمع الدولي مساعدة لبنان على تحمّل أعباء لم تجلب عليه ماضيًا سوى الخراب والدمار وتشتيت السكان، فضلاً عن الطعن بحقه بالأمن والسلام والاستقرار.
4 توقّف الآباء بكثير من التساؤل والاستهجان أمام واقع المضاربات بالنقد الوطني والأجنبي، وبما يدل دلالة واضحة على التمادي في نهب أموال الدولة والشعب. ويطالبون المعنيين في الحكم والإدارة باتخاذ الإجراءات اللّازمة لوضع حد لهذا السيف المصلت فوق رؤوس المواطنين في رواتبهم وأجورهم وشؤونهم الحياتية والمعيشية.
5 يبدي الآباء رفضهم القاطع للممارسات والسياسات الدولية الهادفة إلى ترسيخ نزوح السوريين في لبنان سعيًا إلى توطينهم. ويعتبرون ذلك، مع اللبنانيين، جريمة في حق لبنان تهدده في وحدته وفي وجوده، وفي حق السوريين بالعودة إلى وطنهم. ويحثون القادة السياسيين وأهل الفكر والرأي على التحلق حول مطلب تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، خصوصًا في ظل الانفراجات المتلاحقة في العلاقات العربية – العربية والعربية – الإقليمية وتراجع الأعمال الحربية إلى حد كبير في الأرجاء السورية.
6 يتوجه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم في الوطن والانتشار بأطيب التمنيات بمناسبة الفصح المجيد، أعاده الله عليهم وعلى لبنان بالخير وبالقيامة التي يعدنا لنا الصيام وأعمال البر، مشفوعة بالإيمان والرجاء والمحبة الغامرة. كما يتمنون لإخوانهم الذين يتبعون التقويم الشرقي فصحًا مجيدًا، ولإخوانهم المسلمين فطرًا مباركًا. عسى أن يكون تقارب هذه الأعياد في الزمن عربونًا لتقارب القلوب، وسعيًا مشتركًا لبناء السلام في وطننا وفي العالم.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الاربعاء 3 أيار 2023
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الثالث من أيار مايو ٢٠٢٣ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية، وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يدعو الآباء السادة النواب إلى الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخاب رئيس جديد للدولة. كما يدعونهم إلى تحاشي كل ما من شأنه تقويض آمال اللبنانيين بالخروج من سلسلة الأزمات المُدمِّرة التي تصيب حياتهم في الصميم، وحلقتها الأساسية تعذُّر إنجاز الإستحقاق الرئاسي.
2 يجدِّد الآباء تحذيرهم من مآلات التدهور المالي والاقتصادي، الذي لن ينجو منه مرفق ولا قطاع رسمي أو خاص. ويدعون المسؤولين إلى وضع نهج وإجراءات حازمة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة دوليًّا والتي من شأنها التخفيف من حدة العبء الحياتي والمعيشي الخانق.
3 يستغرب الآباء الخطاب السياسي المُؤيِّد لإعادة لبنان إلى مسار توريطه في نزاعات إقليمية مسلحة لم يحصُد سابقًا من جرائها سوى الموت والدمار. ويناشدون اللبنانيين الوقوف في مواجهتها بكل قوة وحزم، إنقاذًا للوطن وأهله.
4 يتابع الآباء باهتمام كبير تفاقم أزمة النزوح السوري وما يُسفِر عنه من تعاظم أخطار الإحتكاكات بين النازحين واللبنانيين، وتراكم الأعباء على لبنان، فضلاً عن تهدُّد أمنه وسلامة أبنائه. ويدعون الى توحيد موقف كل الفرقاء في الدولة والمجتمع اللبناني في مواجهة سوء السياسة الدولية التي شاءت تدفيع لبنان أثمان حرب لا دور له فيها. ويتوقّعون من أرباب هذه السياسة إعادة النظر الجذرية فيها، بما يوفِّر عودة النازحين السوريين وعيشهم الكريم في ديارهم، ويُحرِّر لبنان من تلك الأعباء التي لم تعُد له قدرة على تحمُّلها.
5 يوجِّه الآباء تهنئة حارة إلى العمال في عيدهم. ويحيّون ذكرى شهداء لبنان وشهداء الصحافة اللبنانية، راجين أن يكون العيد حافزًا لغد أفضل، والذكرى محطة تأمُّل نحو وطن مستقر ومزدهر.
6 في هذا الشهر المكرّس لإكرام أمنا مريم العذراء، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى تكثيف صلواتهم واعمال البر ومساعدة المحتاجين، سائلين الله بشفاعتها أن يمن على لبنان والعالم بالأمن والإزدهار والسلام”.
البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية
من السابع وحتى السابع عشر من حزيران يونيو ٢٠٢٣
مقدمة
1 التأم سينودس أساقفة الكنيسة المارونية في دورته العادية من 7 إلى 17 حزيران 2023 في الكرسي البطريركي في بكركي بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق الكلي الطوبى، وحضور أصحاب السيادة المطارنة والاكسرخوس الوافدين من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين في قلوبهم شؤون وشجون أبنائهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم.
شاركوا في مرحلة أولى، من 7 إلى 10 حزيران 2023، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها الأب الياس الجمهوري الراهب اللبناني في موضوع “ملامح الأسقف في الكنيسة في تفكير البابا بنديكتوس السادس عشر”.
وفي مرحلة ثانية، من 12 إلى 17 حزيران 2023، استهلّها صاحب الغبطة والنيافة بكلمة افتتاحية استعرض فيها جدول الأعمال، ولفت إلى أنه “بسبب الأضرار الجسيمة اللاحقة بشعبنا تتخذ الأوضاع الراهنة وقتها اللازم”.
وبعد أن صلّى الآباء معًا وأصغوا لصوت الله وإلهامات الروح القدس، تدارسوا شؤونًا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية وناقشوها بروح أخوية ومشاركة مجمعية. واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة.
وفي ختام المجمع أصدروا البيان التالي:
أولاً: في الشأن الكنسي
أ- التنشئة الكهنوتية
2– اطّلع الآباء على تقارير المدارس الاكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد، وهي: الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير، وإكليريكية مار أنطونيوس البادواني في كرمسده، واكليريكية سيدة لبنان في واشنطن، والمدرسة المارونية الحبرية في روما. كما اطّلعوا على تقرير اللجنة المولجة تأمين التنشئة الدائمة للكهنة الجدد.
أثنى الآباء على الجهود التي يبذلها المسؤولون عن التنشئة في ظل الظروف الاقتصادية والمالية والاجتماعية السائدة في لبنان لتأمين تنشئة تتناسب مع حاجات اليوم. ولاحظوا أن أزمة الدعوات تتفاقم وأن عدد الكهنة يتناقص. فالتزموا بوضع راعوية الدعوات في أولوياتهم على أن يسعوا جاهدين إلى تعزيز المرافقة الإنسانية والروحية والرعائية في العائلة أولاً لأنها منبع الدعوات، ثم في المدرسة والرعية والحركات الرسوليّة، داعين الشباب والصبايا إلى تمييز صوت الرب الذي يدعو وإلى تلبية النداء، وأن يولوا عناية خاصة بتنشئة كهنة ورهبان وراهبات ومرسلين يتكرسون لخدمة شعب الله في بلدان الانتشار.
ب – التنشئة المسيحية
3– ركّز آباء السينودس في مداخلاتهم على ضرورة تنشئة مسيحية شاملة ومعمّقة ومستدامة ونوعية لجميع المعمّدين ومن كل الفئات، تستند إلى كلمة الله في الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة والآباء.
فالتزموا معًا بمتابعة تأمين هذه التنشئة وتكثيفها في المدارس والجامعات والمعاهد والمراكز الدينية وذلك عبر:
تنشئة مسيحيين علمانيين ملتزمين يشاركون بكهنوت المسيح النبوي في الشهادة للحق، والكهنوتي في تقديس الذات والآخرين، والملوكي في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة، ويتحمّلون مسؤولياتهم في الكنيسة وفي المجتمع.
وتنشئة مسيحيين مواطنين وسياسيين فاعلين يتكرّسون لخدمة الشأن العام ولتعزيز العدالة والسلام.
وتنشئة كوادر يعملون معًا في الحقول السياسية والاجتماعية والمدنية على نشر روح المواطنة وبناء دولة القانون.
ج- الإصلاح الليتورجي
4– اطّلع الآباء على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية التي قدّم رئيسها تقريرًا تناول فيه مسألة طباعة الكتاب الليتورجي وفق القوانين الكنسية المرعية الإجراء، والتصويت على بعض الاقتراحات المرفوعة إلى السيد البطريرك حول أعياد القديسين، والتصويت النهائي على النصوص المرسلة إلى دائرة الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي وهي: كتاب الإرشادات الطقسية، رتبة العماد والميرون، رتبة الخطبة والإكليل.
ثم عرض سير العمل في الترجمة الفرنسية لكتاب القداس الماروني.
أقرّ الآباء إدراج القدّيس شارل دي فوكو في روزنامة الكنيسة المارونيّة بحيث يكون عيده في أوّل كانون الأوّل من كلّ سنة.
أثنى الآباء على الجهود التي يقوم بها أعضاء اللجنة الطقسية، وشدّدوا على أن الليتورجيا هي من عناصر وحدة كنيستنا المنتشرة في العالم وتحتاج إلى إصلاح يأخذ في عين الاعتبار الحفاظ على التقليد من جهة والانفتاح على لغة شعب الله بحيث يعطى دورًا أكبر في المشاركة.
د- الشؤون القانونية وخدمة العدالة
5– استمع الآباء إلى تقارير الأساقفة المولجين السهر على خدمة العدالة في محاكمنا الإبتدائيّة والإستئنافيّة فتوقفوا عند الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية الخانقة التي ترخي بظلها المخيف والثقيل على عمل محاكمنا. وأشاروا إلى أنهم يبذلون الجهود الكبيرة لاستقبال المتقاضين والاصغاء إليهم ومرافقتهم وتسريع إصدار الإحكام ومنح المعونات القضائية والحسومات حيث تدعو الحاجة.
لفت الآباء في التقارير عودة عدد الدعاوى إلى معدلها السنوي العادي بعد أن كانت قد تزايدت في ظل وباء كورونا، ولكنهم لاحظوا تفاقم الأزمة الاخلاقية والنفسية والروحية التي تؤدي غالبًا إلى تفكك العائلة. وأثنوا على التضحيات التي يقدمها العاملون في المحاكم وعلى البرامج المحاذية للعمل القضائي والمكمّلة التي تنظمها المحاكم، من مثل مراكز الإصغاء والوساطة والمرافقة القانونية والنفسية، بالتعاون مع الأبرشيات ومكتب راعوية الزواج والعائلة في الدوائر البطريركية واللجنة الأسقفية للعائلة والحياة.
ه- الشؤون الإدارية والرعوية
6– اطّلع الآباء على تقارير مكاتب الدائرة البطريركية والمؤسسات البطريركية والمارونية.
وتوقفوا بنوع خاص أولاً على تقرير مكتب راعوية الشبيبة الذين يعملون بنشاط وحماسة وفرح متخطّين كل العقبات الاقتصادية والمادية والاجتماعية لزرع الرجاء في قلوب إخوتهم الشباب ودعوتهم إلى الالتزام ببناء مجتمع جديد، وذلك عبر النشاطات والمبادرات التي ينظمونها على مساحة الأراضي اللبنانية، ومن أهم هذه المبادرات: مشروع الأيام الرسولية للشبيبة في المناطق البعيدة جغرافيًا أو في الأطراف. ومشروع “سوق ياعيني عَ البَلَدي ” الذي يقام في مناطق عدة من لبنان وبهدف السماح لصغار المزارعين بأن يعرضوا ويبيعوا منتوجاتهم مباشرة إلى المستهلك. ومشروع التنشئة مع شبيبة الأبرشيّات، ومشروع تنظيم لقاء الشبيبة في لبنان بالتزامن مع الأيام العالمية للشبيبة في البرتغال في آب المقبل. وأخيرًا تحضير الأيام العالمية للشبيبة المارونية.
إنهم قلب الكنيسة النابض ومستقبلها الواعد.
وتوقف الآباء ثانيًا على تقرير مكتب راعوية المرأة الذي يعمل منذ ثلاث سنوات على تحضير سينودس خاص بالمرأة. واطّلعوا على الوثيقة السينودسية بعنوان: “دعوة المرأة ورسالتها في تدبير الله وحياة الكنيسة والمجتمع”، وتحتوي على مقدمة وثلاثة فصول تعالج التحديات والثوابت والسياسات والتوجّهات التي تشكل اقتراحات وتوصيات لتعزيز دور المرأة ومكانتها ورسالتها في الكنيسة وفي المجتمع. وناقشوها بإسهاب وأثنوا على الجهود المبذولة وعبّروا عن تقديرهم للعمل الجدّي والعلميّ الّذي قام به أعضاء المكتب والخبراء. وسيقدّمون ملاحظاتهم كي يعيد المكتب النظر في صياغة النصّ ويكمل مسيرته السينودسيّة.
ثانيًا: في الشأن الرعوي
أ- أوضاع الأبرشيات في النطاق البطريركي
7– استعرض الآباء أوضاع الأبرشيات في لبنان وبلدان النطاق البطريركي. وتوقفوا عند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم وبناتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية والأمنية المتدهورة، لا سيما في لبنان وسوريا، والتي أوصلتهم إلى حالة فقر وبطالة وعوز، وأجبرت الكثير من العائلات والشباب والنخبة في المجتمع على الهجرة القسرية. وهي ظاهرة تشكّل انعكاسًا خطيرًا على هوية لبنان ودوره ورسالته وعلى حضور المسيحيين في الشرق الأوسط.
كما توقفوا عند أوضاع أبنائهم في بلدان الخليج الذين كان عددهم يتزايد قبل بدء أزمة كورونا؛ وما نتج عنها من انكماش اقتصادي جعل البعض منهم يفكرون بالعودة إلى الوطن.
قدّر الآباء الجهود التي يقوم بها مطارنة هذه الأبرشيات والتضحيات الجبّارة التي يقدمونها بالتعاون مع كهنة الرعايا والعلمانيين الملتزمين في حقل الخدمة الاجتماعية والجمعيات الكنسية والمدنية في سبيل تأمين المساعدات الضرورية لأبنائنهم وعيش القرب منهم وتشجيعهم على الثبات في أرضهم والحفاظ على إيمانهم بالله ورجائهم بمستقبل أفضل.
وتقدموا بالشكر من الأبرشيات المارونية في بلدان الانتشار ومن المؤسسات العالمية، الكنسية والمدنية، على تضامنها ودعمها ومساعداتها السخيّة.
ب- أوضاع أبرشيات الانتشار
8– تداول الآباء كذلك أوضاع أبرشيات الانتشار في أوروبا وافريقيا وأميركا وأوقيانيا وحاجات بعضها. وتوقفوا بشكل خاص عند أبرشية فرنسا وإكسرخوسية كولومبيا مع البيرو والاكوادور التي لا تزال تعاني من نقص في الكهنة وفي الدعم المالي، وأبرشية الأرجنتين مع بوليفيا وتشيلي والباراغواي والأوروغواي، وأبرشية نيجيريا والزيارة الرسولية لموارنة بلدان أفريقيا الجنوبية، وأبرشية أستراليا ونيزيلندا وأوقيانيا التي تحتفل في ايلول المقبل باليوبيل الذهبي على تأسيسها.
وتوقفوا عند ظاهرة هجرة الموارنة واللبنانيين المتزايدة نحو بلدان الانتشار التي تطرح إشكالية تناقص أعدادهم في الأوطان الأم وتزايد الحاجات الرعوية لخدمتهم في الأوطان الجديدة والمضيفة. وطالبوا أبناءهم الوافدين بعدم قطع الروابط مع كنيستهم الأم وأوطانهم الأم وبالحفاظ على حقوقهم المدنية الكاملة فيها.
وقدّر الآباء ما يقوم به مطارنة الانتشار من جهود في سبيل جمع شعبهم وتوعيته على هوّيته وتراثه وتاريخه عبر الحفاظ على الليتورجيا وعلى اللغتين العربية والسريانية في المدارس والرعايا، إضافة إلى التعليم المسيحي.
وأوصوا بأن تكون مسألة تنشئة كهنة ورهبان وراهبات للرسالة في بلدان الانتشار في سلّم أولويات أبرشيات النطاق البطريركي والرهبانيات.
ثالثًا: في الشأن الاجتماعي والتربوي وخدمة المحبة
9– تداول الآباء في الحالة المعيشية المتدهورة في لبنان بسبب الأزمات المتراكمة وفقدان العملة الوطنية قيمتها وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات وانقطاع الدواء؛ ما أوصل أبناءهم وبناتهم إلى حالة الفقر وانعدام القدرة على تأمين الحاجيات الضرورية للحياة اليومية.
وتداولوا كذلك في واقع المؤسسات الكنسية، وبخاصة تلك التربوية والصحية والاجتماعية، التي تمرّ في مرحلة صعبة ودقيقة على المستويين المالي والإداري نظرًا إلى الظروف المعيشية الراهنة وإلى عدم قدرة الدولة على دفع مستحقاتها، وعدم قدرة المؤسسات على القيام بمتوجباتها حتى بات العديد منها مهدّدًا بالإقفال، وعدم قدرة المواطنين على النهوض بأعباء الحياة.
10– عبّر الآباء عن قلقهم البالغ حيال هذا الواقع وأكدوا أنهم يجددون وقوفهم إلى جانب شعبهم وتقديم كل المساعدات الممكنة عبر مؤسساتهم الكنسية المختصة، من بطريركية وأبرشية ورهبانية، وبخاصة مؤسسة كاريتاس لبنان. وعبّروا عن شكرهم للمؤسّسات الخارجيّة التي تساند هي أيضًا.
وأكدوا من جهة ثانية مطالبة الدولة القيام بواجباتها نحو حقوق المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية وحقوق المواطنين الذين يؤدون واجباتهم كاملةً بدفع الرسوم والضرائب والمتوجبات الإدارية والمدنية.
وثمّنوا عاليًا روح التضامن التي تتجلّى لدى إخوتهم اللبنانيين بنوع خاص، مقيمين ومنتشرين، أفرادًا وجماعات، ولدى أصدقائهم عبر العالم، في تقديم المساعدات المعنوية والمالية والعينية إلى المحتاجين لتخفيف مآسيهم ومواجهة الحالة الكارثية التي وصلوا إليها.
وهم يشكرون أبرشيات الانتشار والمؤسسات الكنسية والمدنية على الإسهامات التي تقدمها لدعم الحاجات المعيشية والطبّية والاستشفائية والمدرسية والجامعية.
رابعًا: في الشأن الوطني
11– إن تراكم الأحداث في لبنان والأخطاء السياسية والجرائم المالية والتمادي في سياسة الفساد خلال العقود الثلاثة الأخيرة أدّى إلى تهالك الأخلاق والقيم على صعيد الحياة الاجتماعية والسياسية والإعلامية، وإلى تفكك الدولة على صعيد سلطاتها ومؤسساتها وإداراتها حيث تمكّنت طبقة سياسية غالبًا ما تقوم على الزعاماتية الزبائنية من وضع يدها على الدولة اللبنانية مسخّرةً مؤسساتِها ومقدراتها لمصالحها الخاصة ولو على حساب الشأن العام وحقوق المواطنين. وأدى أيضًا إلى ارتفاع نسبة الهجرة لدى الشباب اللبناني وإلى الافتقار إلى فرص العمل وتثقيل المهجّرين السوريين الأعباء على خزينة الدولة وعلى المواطنين في سوق العمل والهدر الخدماتي والتهديدات التربوية والأمنية والديمغرافية. وبات لبنان اليوم يعاني من أزمة مصيرية تكمن عقدتُها الكبرى في الاستهتار المتمادي عند البعض بوجوب إتمام استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية يتبعه تشكيلُ حكومة تضع في أولوياتها تنفيذَ الإصلاحات الملحة.
لذا إننا ندعو السادة النواب إلى القيام بواجبهم الوطني والدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية، ثم الإسراع في تشكيل حكومة مؤهلة وقادرة تمتلك برنامجًا إصلاحيًا ديناميًا بحيث يكتمل عقد السلطات ويتأمّن توازنها وتعاونها بإرادة وطنية جامعة.
12– يؤيد الآباء تأييدًا كاملاً مواقف أبيهم صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي يقوم بالمساعي الحثيثة لتعميق التفاهمات بين جميع اللبنانيين. وقد أكدت هذا المساعي من جديد على دور البطريرك المؤتمن التاريخي على كيان لبنان ووحدة أبنائه وعلى دور بكركي التي كانت وستبقى دارًا للتلاقي والحوار بين كل الأطراف اللبنانيين. ويدعونه إلى متابعة هذه المساعي لجمع اللبنانيين وإقامة الحوار فيما بينهم، حوار المحبة في الحقيقة، لأن هذا الحوار بات ضروريًا من أجل قراءة نقدية لأحداث الماضي وتنقية الذاكرة وفتح الطريق أمام المصالحة الشاملة.
13– يؤكد الآباء على مواقفهم الداعية إلى وعيٍ وطني وصحوة ضمير لدى جميع المسؤولين السياسيين ليتعالوا عن مصالحهم الشخصية والفئوية الضيّقة ويعملوا للخير العام ومصلحة لبنان العليا في الظروف الراهنة التي تشهد تحوّلات جيوسياسية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
كما يؤكدون على تمسّكهم بالثوابت الوطنية، أي العيش المشترك والميثاق الوطني والدستور والصيغة التشاركية بين المكوّنات اللبنانية في النظام السياسي وتطبيقها بشكل سليم. فيعملون معًا على بناء دولة حديثة بكل مقوماتها، أي دولة وطنية لبنانية جامعة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، ودولة مواطنة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، دولة تحترم تنوّع الانتماءات الدينية تحت سقف الانتماء الوطني والولاء للوطن، كما كان يردّد البطريرك الياس الحويك.
خاتمة
14– في الختام يتوجّه الآباء إلى أولادهم المنتشرين في كل أصقاع الأرض، ويقولون لهم:
أنتم تطلبون منا، نحن الرعاة، شهادة حيّة في عيش خدمتنا الراعوية على مثال المسيح.
إننا نسمع صراخكم وأنينكم ونتحسّس وجعكم في ظروفنا المأساوية. ونسعى إلى أن نقوم بموجبات الرعاية. ونقول لكم إن الكنيسة هي أمّ. تحضن أبناءها وبناتها بحنان وعطف وتسعى إلى خدمتهم بمحبتها وتضحيتها. تطالبونها بالكثير وهي تضع كل إمكاناتها في خدمتكم وترافقكم وتحمل همّكم.
وبالرغم من الأوضاع الكارثية التي تدعو إلى اليأس، لدينا الكثير من العوامل التي تدعونا إلى الرجاء: وهو يتجلّى في شبابنا، وعائلاتنا، وأمهاتنا ونسائنا، وكهنتنا، ورهباننا وراهباتنا، وأساقفتنا. إنهم هنا صامدون معكم في وجه تجربة الهجرة أو الاستسلام. ويتجلّى أيضًا في أبنائنا وبناتنا في بلدان الانتشار الذين هم جزء لا يتجزأ من تاريخنا وتراثنا ومستقبلنا ويشكّلون اللوبي الروحي والاقتصادي والسياسي لكنيستنا وبلداننا.
رجاؤنا كبير بالمسيح الذي غلب العالم بموته وقيامته، وقال لنا: لا تخافوا! أنا معكم إلى منتهى الدهر. وهو لا يخيّب من يرجونه! إنه الطريق والحق، والحياة!
سنبقى في أرضنا شهود المحبة وأنبياء الحق. ثابتين في إيماننا ورجائنا.
والكنيسة لن تسكت عن الظلم، وستبقى صوت الحق يعلو في وجه سالبيه! وتسعى مع أبنائها وبناتها إلى تحقيق ملكوت الله في العالم، ملكوت المحبة والعدالة والأخوّة والسلام، بشفاعة العذراء مريم رفيقة دربنا، وجميع قديسينا شفعائنا في السماء.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 2 آب 2023
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء الثاني من آب أغسطس ٢٠٢٣ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في الديمان برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يهنئ الآباء الرهبانيتين المريمية والأنطونية بعقد مجمعيهما العامين وانتخاب الرئيسين العامين الأباتي إدمون رزق والأباتي جوزف أبو رعد مع مجلسي المدبّرين، ويسألون الله أن يمن عليهم جميعًا بروح الحكمة والفطنة والخدمة والمحبة الأخوية، والغيرة على تحقيق دعوتهم في السعي الى الكمال ونشر ملكوت الله في العالم، فتبقى رهبانياتنا مثالا للجميع ومنبعا للقداسة.
2 بعد يومين يستذكر الآباء بالألم والصلاة ضحايا تفجير مرفأ بيروت الذين سقطوا في ذاك الرابع من آب سنة 2020. ويطالبون في الوقت عينه برفع التدخل السياسي في التحقيقات التي يجب أن يستكملها المحقّق العدلي. ويدعمون مطلب أهالي الضحايا بلجنة دوليّة لتقصّي الحقائق، وبإقرار التعويضات عن الضحايا والجرحى والبيوت المتهدّمة.
3 يشكر الآباء السيد جان– إيـڤ لودريان موفد الرئيس الفرنسي والدول الممثّلة في اللجنة الخماسية الخاصة على جهودهم المبذولة لمعالجة أزمة انتخاب رئيس للجمهورية والسير بالإصلاحات المطلوبة لإعادة بناء الدولة وتأمين موجبات تعافيها. ويلحون بالطلب إلى السادة النواب للقيام بواجبهم الوطني والدستوري في وضع حد للتمادي في أسر رئاسة الجمهورية والإفراج بالتالي عن الموقع الأول في الدولة، الذي فيه يكتمل عقدها ويستقيم عملها.
4 يلاحظ الآباء بكثير من الاستغراب ارتفاع وتيرة الحديث السياسي والإعلامي عن مواصفات الحكم، فيما البلاد تشهد تهاويًا لبناها وللعلاقات بين مكوِّناتها السياسية. ويذكِّرون العاملين على هذا الصعيد بأن السبب الأبرز لما نحن فيه يكمن في عدم تنفيذ كامل بنود اتفاق الوفاق الوطني، نصًّا وروحًا، داعين إلى العودة إليه، ففيه دواء شافٍ للاضطراب الحاصل في شؤون مستقبل الديمقراطية والحريات والعدالة والمساواة في لبنان.
5 يجدِّد الآباء تمنياتهم التزام الجهات السياسية والإعلامية بأصول التخاطب بعيدًا عن النزاعية والعنف، اللذين يؤجِّجان نيران الخلافات في وقت يحتاج لبنان إلى أجواء هادئة تُسهم في إيجاد الحلول لمشاكله المتعددة.
6 يبدي الآباء ارتياحهم إلى الحركة السياحية التي يشهدها لبنان هذا الصيف، والتي ترتفع أحجامها أسبوعًا بعد آخر. وإذ يرحبون بالسواح العرب والأجانب، يحيون من صميم القلب لبنانيي الإنتشار، سواء من المحيط العربي أو أُوروبا وأفريقيا وأوستراليا والأميركتين، على شهادة محبتهم لوطنهم وتعلقهم به وغيرتهم على خدمة مصالحه، فضلاً عما يوفّرون له من انتعاش هو في أمس الحاجة إليه في أيامه العصبية.
7 توقف الآباء بقلق أمام ما تشهده مدينة صيدا ومخيم الفلسطينيين في عين الحلوة من اشتباكاتٍ وتبادل لإطلاق النار بين فصائل فلسطينية، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وإلى إقفال المدينة وترويع أهاليها. ويدعون الحكومة والمؤسسات العسكرية والأمنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة، تضع حدًّا نهائيًا لتفلت السلاح في المخيم، متمنّين العودة إلى الأمن الشرعي وحده.
8 تحتفل الكنيسة خلال هذا الشهر بعيدي تجلي الرب وانتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد. كما تحتفل بالأيام العالمية للشبيبة في البرتقال، كما يحتفل غبطة البطريرك بالقداس الإلهي في هذه المناسبة. يتمنى الآباء نجاح هذه الأيام العالمية ال 37، ويدعون أبنائهم وبناتهم إلى إحياء هذه الأعياد بالصلاة والتقوى وعمل الخير، ملتمسين من الله بشفاعة العذراء والقديسين أن يمن عليهم بالنعم التي يحتاجونها وبالصبر على تحمل المحن التي يرزحون تحت ثقلها، وأن يعيد الى لبنان والعالم الأمن والألفة والسلام”.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 6 أيلول 2023
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء السادس من أيلول سبتمبر ٢٠٢٣ اجتماعهم الشهري في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
١ – يجدّد الآباء دعوتهم السادة النواب إلى تحمُّل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال السلطات الدستورية إنقاذًا للبلاد مما تعانيه من انهيار مالي واقتصادي، وتفكُّك للدولة، وتهديدات أمنية، ومحاولات متنوِّعة لوضع اليد على القرار الوطني، ونزيف شبابي إلى الخارج.
٢ – يسجِّل الآباء تحفُّظهم البالغ حيال الحديث عن خطوات دولية تهدف إلى ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل على الرغم من أن هذه الحدود مرسّمة ومثبتة باتفاقات دولية، وفيما وموقع الرئاسة الأولى شاغر والسلطة الإجرائية اللبنانية غير مكتملة الصلاحيات، وهما المرجعية الصالحة الوحيدة لإدارة هذه العملية والإشراف على ترجمتها.
٣ – يبدي الآباء خشيتهم من تفلُّت السلاح غير الشرعي الذي يخلّف جرائم قتل وتعدٍّ وسرقات. ويدينون استعماله الذي يُسقط برصاصه الطائش ضحايا بريئة. ويناشدون السلطة المعنية ضبطه وإنزال أشدّ العقوبات بالفاعلين.
٤ – يأسف الآباء للحال المعيشية التي وصل إليها موظفو الإدارة العامة، وخصوصًا المؤسسات العسكرية والأمنية. وإن دلّ ذلك على شيء، فعلى وجوب اكتمال عقد السلطات لتتمكّن من الوفاء بالتزاماتها الدستورية وبما تعهّدت به على صعيد الإصلاح والتطوير.
٥ – في مناسبة عيد ارتفاع الصليب المقدَّس في الرابع عشر من الجاري، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم إلى رفع الصلوات من أجل خلاص لبنان وخلاصهم مما يكابدونه، ولا يبدو – مع الأسف – أن ثمة من يهتم بإعانتهم عليه سوى السماء وإله السماء.
الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة
الأربعاء 6 كاون الأول 2023
عقد المطارنة الموارنة يوم الأربعاء السادس من كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٣ اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
1 يعبّر الآباء عن حزنهم العميق للحرب التي تدور في غزّة بمآسيها الفظيعة وويلاتها المرعبة وكانوا قد تبصّروا خيرًا في الهدنة التي استمرّت لستة أيام.
ويشجب الآباء أن تنفتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأي فصيلة من الفصائل الفلسطينية لأنه انتهاك لسيادة لبنان كدولة مستقلة. ويذكّرون أن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانية وحدها لما له من تبعات على كامل الشعب اللبناني.
2 يعتبر الآباء أن الدولة اللبنانية التي من حقها الحصري أن تأخذ قرار الحرب والسلم، يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسساتها الدستورية، وأن يكون لديها أداة فعالة للدفاع عن البلاد وأهلها. وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسسة دستورية أساسية، ويُساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدد مراكز القيادة فيه. كما يجب أن يُعطى كل الوسائل الضرورية من أسلحة ومعدات وغيرها كي يتمكن من القيام بواجبه في المحافظة على الدولة والمجتمع بنشر الأمن والسلام والإطمئنان لكل الشعب اللبناني.
3 يخشى الآباء أن يؤدي تغييب رأس الدولة مزيد من الإستفرادات بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شل الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكرية إقليمية وفتح حدوده وساحته مجدداً أمام السلاح غير اللبناني؛ كل ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتفاق الطائف الذي أعاد السلم الداخلي والخارجي إلى لبنان. وهم يطالبون بكل إلحاح دولة رئيس المجلس النيابي والسادة النواب بانتخاب رئيس للدولة يملأ الفراغ في السدة الأولى. كما يطالبون دولة رئيس الحكومة بشجب هذه التعديات والتصدي العاجل والحازم لها، على كل المستويات السياسية، والأمنية، والديبلوماسية العربية والدولية.
4 يتمنّى الآباء ونحن على أبواب الأعياد المجيدة، أن يستقر الوضع في الجنوب ويعود السلام إلى قراه الموجودة على الشريط الحدودي، لكي يتسنّى لكل بيت أن يعيش فرح العيد وينعم ببهجة أنواره، ولكي يتمكن ابناؤنا المنتشرون في العالم من القدوم إلى لبنان والاجتماع بأهاليهم؛ فلبنان يعوّل على قدومهم فهم الأساس والدعم في خلق جو من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
5 بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، يصلّي الآباء حتى ينعم وطننا الحبيب لبنان بالسلام والأمان والاستقرار، فيشرق كيانه من جديد عبر تمسكه بحياده، ويعبر من الظلمة إلى النور بعيدًا عن التشرذم، والحقد، والضغينة والإجرام. فليشع نور المسيح القادم لخلاصنا في قلوب الجميع وفي حياة كل من ناضل ويناضل للحفاظ على وطن حر ومستقل.