من أقوال الآباء حول قطع رأس يوحنا المعمدان
القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم:
إنّ موقف الملك إجلالاً وخوفاً في آنٍ معاً، وأنّ مهابة هيرودوس دليل على عظمة الفضيلة وتأثير يوحنا فيه رغم توبيخه له. حتّى الأشرار يُعجبون بالفضيلة ويمدحونها. من هنا في نظر القدّيس الذهبي الفم، حُزن هيرودوس.
القدّيس غريغوريوس بالاماس:
ما كان يقوله مرقص إنّ هيرودوس كان يسمع ليوحنّا معناه، ما يلي:
في الأدوية يحصل ما يناقض التعاليم الروحيّة. نشعر بمرارة الدواء لكنّنا نتناوله بداعي فائدته. أمّا فيما يتعلّق بالتعاليم الروحيّة فهي عذبة ولكن الذين يشتعلون الرغبات الشرّيرة لا يتقبلونها بسبب عداوتها لهم. ربّما كان هيرودوس يسمع له في البداية لكنّه كره التوبيخ فنسي النصائح الأوّليّة واتفق مع هيروديا من أجل القتل. كان يخاف من الجمع لا بسبب إمكانية ثورتهم بل بسبب مجرّد حكمهم عليه، لأنّهم يعتبرونه نبيّاً. كانت فضيلة يوحنّا مشهورة وكان هيرودوس يحبّ المجد فخاف من حكم الجمع، لذلك كان يقدّم المديح ليوحنا ظاهريّاً.
وفي حديث القدّيس غريغوريوس عن المجد الباطل وتأثيره فينا يقول: “يعاني ذهننا (Nous)… هذا المرض! فمع أنّه أُبدع من الله ملكاً ومتسلّطاً على الأهواء، عندما ينجذب… من المجد الباطل… يُقاد إلى أعمال شاذّة وعواقب وخيمة. هكذا فإنّ كلّ واحد، مستعبَد للخطيئة والشّهوات، عندما يُوبَّخ من ضميره يتضايق أوّل الأمر. لذا يحبسه (يحبس ضميره)، بمعنى، كما فعل هيرودوس بيوحنّا رافضاً أن يسمع له، غير مريد أن يتّبع الأقوال النّاهية عن الخطيئة. وعندما تتسلّط عليه الشّهوات بحضور هيروديّا، وهي فكر الخطيئة الكامن في النّفس، عندها تنتزع الشّهوات هذه كلام النّعمة المزروع في النّفس أي الضمير فتقضي عليه وتقتله نقضاً للكتاب المقدّس ولكلمة الله كما حصل لهيرودوس بالنّسبة ليوحنّا”.
No Result
View All Result