الأخ إسطفان نعمة… رجل الصمت والصلاة والعمل
طوباوي ماروني تميّز بتواضعه ووداعته
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار الطوباوي إسطفان نعمه في 30 أغسطس/آب من كل عام. هو من تميز بمحبته العميقة للصلاة، فكان يمضي يومه بالتأمل وتلاوة الوردية والسجود أمام القربان الأقدس والخدمة والعمل في حقول الدير، وهكذا عاش حياته حتّى الرمق الأخير.
أتقن مهنة النجارة وأعمال البناء، بالإضافة إلى العمل في الحقل. واشتهر ببنيته الصلبة والقويّة، كما لم يعرف الكسل طوال حياته، بل أحبّ رهبانيّته وعاش روحانيّة قانونها بكلّ صدق ووفاء، وسار بقوّة المسيح على طريق القديسين الأطهار. ويشهد كلّ من عايشه على نبله واستقامته إذ كان رسولًا أمينًا للبشرى أي كلمة ربّه، عاكسًا صورته حوله وفي حياة كلّ إنسان التقاه في أوقات الصلاة والعمل. تسلّم مهمّة رئيس الحقل وتصرّف مع إخوته الرهبان والعمّال بكلّ محبّة واحترام.
تجرّد عن كلّ ما يحاول عرقلة سبل ارتقائه صوب الكمال المسيحي، فهو من عرف قيمة أرض أجداده الحقيقيّة، وجبل ترابها بعرق جبينه إذ كان فلّاحًا نشيطًا، يستيقظ قبل طلوع الفجر من أجل الصلاة والعمل. وكانت ابتسامته النقيّة مرسومة على ثغره باستمرار، وانطبعت على وجهه البراءة والحكمة والسلام والحبّ. تميّز بقناعته وصمته. كما تحلّى بنعمة الصبر في الشدائد، وتحمّل الآلام بفرح. من ثمّ، عاش التقشّف وترجمة صلاته في أعمال الرحمة.
كان إسطفانوس نشيطًا ومحبًّا للقريب والخدمة، قليل الكلام، ويتمتع ببنية قوية وصحة جيدة. برع بالعمل في النجارة والبناء وفي التأمّل أكثر بما أفاض عليه الله من نِعَم. فأمضى وقته في الأديار بين الصلاة والعمل.
كان يحضر قداديس الكهنة، ثمّ يوزع ساعات نهاره على فعل الصلاة والتأمّل، وتلاوة الوردية، والسجود أمام القربان المقدس، والعمل في أرزاق الدير الذي كان رئيس حقوله لأنه أتقن الزراعة. وهكذا بنى ملكوته الرهباني، على أساس التواضع المتجذّر والمتين، حتى استحقّ أن يُطلِق عليه معاصروه لقب «مرآة التواضع والوداعة».
لنصلِّ كي نشهد الأخ إسطفان نعمة قريبًا يُرْفَعُ قديسًا على مذبح الربّ، ونحن معه، نتعلّم أهميّة الكفاح في سبيل الابتعاد عن كلّ ما يحاول أن يفصلنا عن محبّة المسيح وعيش كلمته وبناء ملكوتنا الداخلي بحجارة الصمت والصلاة والتأمّل وأفعال المحبّة.
آسي مينا