أيقونة الحنان
هي أيقونةٌ بغايةِ الجمالِ، حيث يبدو الطّفلُ الإلهيّ يسوع، مولَعاً بحبِّ أمِّه مريم فينحْنِي على صدرِها، و يسندُ رأسَه على قلبِها المفعَمِ بالحَنان.
من يسوع القديرُ، أعطى والدَتَهُ القدرةَ منذ يومِ البِشارة. فالقدرةُ الإلهيّةُ هي التي خلقتْ كلَّ شيءٍ، و كوَّنتْ كلَّ شيءٍ، و نظَّمَتِ الكونَ ووضعَتِ التَّناغُمَ في سيرِ المجرّات.
قدرةُ اللهِ طرَدَتِ الشّياطينَ و أقامَتِ المَوْتى، و حوَّلَتِ المياهَ الى خمرٍ و أبرأتِ البُرْص. يرتعدُ الأبالسةُ منْ هذه القدرةِ لأنّها ستلقِيهم في مستنقَعِ النّارِ في يومِ الدّينونةِ كما أخبَرَ يوحنّا في سفرِ الرّؤيا، و هي التي ستقيمُ المَوتى منَ القبورِ بأجسادٍ ممجَّدَةٍ يومَ يدينُ الرّبُّ يسوعُ الأحياءَ و الأمواتِ.
و قد صوَّرَ كاتبُ الأيقونةِ هذه القدرةَ التي ترافقُ يسوعَ، “بالثّوب الكبير” الذي يلفُّ مريمَ و يظلِّلُها، تأكيْداً على قولِ الملاكِ جبرائيلَ لها يومَ البِشارة: الرّوحُ القدس يحلُّ عليكِ و قدرةُ العليِّ تظلّلُك.
هذه القدرةُ أعطتْ مريمَ أسلحةً روحيّةً أرعبَتِ العالمَ السُّفليّ، و جعلَتِ الموتَ يرتعدُ منها كونِها أمّ الحياة، لذلك لم ينلْ منها الفسادُ بل نقلتْها قدرةُ اللهِ إلى السّماءِ بالنّفسِ و الجسد.
كم نحتاجُ لقدرةِ يسوعَ لنقاوِمَ التّجاربَ، و نردَّ عنّا سهامَ الشّريرِ، فما قالَه القدّيسُ برناردس: مَنْ كان للعذراءِ عبداً لنْ يدركَهُ الهَلاكُ أبداً إنّما هو صحيحٌ لأنَّ الذي يستظلُّ بحمايةِ مريم يستظلُّ بقدرةِ الله التي تحيطُ بها و التي صوَّرَها كاتبُ الأيقونةِ بهذا الغطاءِ الكبير.
No Result
View All Result