الصلاة في الضيقات
مَهما اشتدت العواصف، يبقى قَلبُ المؤمنِ الساكن فيه المسيح قلباً سلامياً، هادئاً، ومُعزياً. يعطي العزاءَ لنفسهِ ويعطيهِ للآخرين. لنصلي … فالصلاة مطلوبة منا، خصوصاً في هذة الأيام.
كثيرون يقولون في كلامهم اليومي كلمات جميلة (يارب نجينا، يارب أسترنا، يارب ارحم) كلمات جميلة ومهمة ومفيدة ولازمة لكنها ليست الصلاة بالمعنى الكامل والحقيقي. يلزمنا أوقات من أجل الصلاة، يلزمنا أن نُعبّرَ للربِ عن حُبنا الحقيقي، بأن نُخصصَ أوقاتً نُخاطبهُ وَحدهُ.
الصلاة البيتية أمرٌ ضروري ولازم لنا. كي نكونَ مؤمنين حقاً. أحيوا بيوتكم بالصلاة لتكون كنائس مفتوحة.
يعتبر المؤمنون الصلاة إحدى وسائل مقاومة الشرّير وشرّه. لا بل هي عند الأتقياء وسيلة لا غنى عنها أبداً. هكذا عاش المؤمنون: يلتجئون إلى سيّد التاريخ ولا يكفّون عن التضرّع إليه من أجل رحمة العالم الذي يعيشون فيه؛ يصلّون ويتضرّعون واضعين عالمهم وحياتهم وحياة الآخرين بين يديه؛ يكفيهم التوجّه إليه سواء استجاب لطلبتهم أم لا. وعندنا في التاريخ تدخلات عديدة له: فيكفينا تذكيراً بأنّ مديح العذراء، الذي يحبّه جميع المؤمنين، قد نُظم شكراً ومديحاً لها، بعد إنقاذ مدينة القسطنطينية، وذلك بعد طواف تضرّعي بأيقونة السيّدة العذراء حول أسوار المدينة.
لماذا لا نلجأ إلى الصلاة التضرّعية جماعياً؟
الصلاة الجماعية، بخاصّة، تعزّي المؤمنين، في زمن الشدّة، وتقوّيهم وتملؤهم حضوراً إلهياً يبثّهم أماناً داخلياً وقدرة على عدم الوقوع في التوتر والاضطراب اللذين غالباً ما يقودان الإنسان إلى فقدان التعقّل والحكمة. إنّها سبيل الإنسان إلى السلام الداخلي. واجب المؤمنين، سواء هم في قلب الضيق أم بعيدين عنه، أن يدعوا إلى سهرانيّات وصلوات سجود وأصوام خاصّةً، عسى الله يملأ الجو بروحه الإلهي فيطرد روح الشرّ ويُضعفه.
في خضمّ الآلام والأخطار والضيقات التي نحياها منذ سنوات، أترانا نصلّي بدموع وترجٍّ ورجاء؟!
المتربوليت الكلي الاحترام سابا اسبر ☦️
No Result
View All Result