لماذا لا تعترف الكنيسة بـ”الهالوين”؟
هو عيد وثنيّ مرتبط باستحضار الأرواح، قديم مصحوب بمعتقدات بالية، هو “الهالوين” الذي يحتفل به شبابنا في الأوّل من تشرين الثّاني/ نوفمبر بسهرات مظلمة صاخبة.
هي سهرات تُخلد النّعاس إلى النّوم العميق لتجمع اللّيل بالنّهار، فيها يتعب القمر ولا يتعب شباننا وشابّاتنا، تغفى النّجوم ولا يغفون، تستيقظ الشّمس ولا يستفيقون من أجوائها.
وللإطّلاع على جذور “الهالوين”، أوضح الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة الأب إيلي خويري في حديث لموقع “نورنيوز” أنّ النّاس قديمًا كانوا يتنكّرون بهدف إخافة الأرواح الشّريرة المتحكّمة بمصيرهم وإبعادها عنهم، بحسب معتقداتهم، إلّا أنّ هذا التّقليد أضحى في الآونة الأخيرة سبيلًا للشّواذ والانحرافات الموحلة.
وقال خويري إنّ هذه المناسبة غابت لفترة طويلة، لتعود حديثًا من أميركا إلى العالم أجمع بكلّ ما فيها من شعوذات عديدة أسبابها.
الإنسان يبحث أوّلًا بشكل مستمرّ عن الله في حياته بعد أن نزعه من قلبه، بحثه هذا يدخل في خانة التّشكيك والضّياع، فعندما يعجز عن ملاقاة الله، يحاول تركيب صورة مشوّهة عنه، صورة مخيفة وشنيعة بعيدة كلّ البعد عن السّلام والجمال.
ثانيًا، إنّ الأرباح المادّيّة دافع أساسيّ لعودة هذا العيد، فالأسواق الاقتصاديّة تنتعش ببيعها الأزياء التّنكّريّة والإكسسوارات المرافقة السّهرات البرتقاليّة-السّوداء.
وأضاف خويري أنّ الإنسان كائن جميل خلقه الله على صورته ومثاله، جماله يعكس جمال الله الخالق، فما يُعتبر الأسوأ في هذه الاحتفالات الدّاكنة هو تشويه وجه الإنسان الجميل وتشويه صورة الله الجميلة.
هي احتفالات إذًا لا تروي عطش الشّباب في ملاقاة الله، بل على العكس تبعدهم عن معنى الأعياد المسيحيّة الحقيقيّة، أعياد تحتفل بحضور الله بفرح عظيم، إلّا أنّ في “الهالوين” لا فرح ولا جمال بل خوف وفراغ روحيّ وإنسانيّ.
من هنا، أكّد خويري أّنّ الكنيسة تعارض الاحتفال بـ”الهالوين” لما يتغلغل في معانيه التّقليديّة القديمة من خلل في المعنى والمضمون والتّصرّف.
فالكنيسة هدفها حماية أبنائها المراهقين الطّائشين الضّائعين في هاوية الشّرب العشوائيّ غير الموزون والموسيقى الضّاربة التي تنقلهم من عالم الوعي والإدراك إلى حيث لا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق، لأنّهم يستوردون الاحتفالات الشّيطانيّة بشكل ساذج، فتحمل الكنيسة راية تنبيههم للعيش في الحقيقة والنّور.
بين عيد البربارة و”الهالوين” وعيد جميع القدّيسين، تضيع هويّة ما يقوم به الشّباب في هذه اللّيلة، فقداسةُ تنكُّرِ بربارة وقداسة جميع الأبرار المتربّعين في بيت الله السّماويّ ذائبتان في وعاء الشّرّ السّام، شرّ يشوّه الأشكال والقلوب والتّصرّفات والمعاني الإيمانيّة المسيحيّة المقدّسة.
من هنا دعا خويري الشّباب للتّفكير بصور القدّيسين والسّعي لالتماس وجوههم الرّائعة التي تعكس صورة الله وجماله.
عن موقع نورسات
ماريلين صليبي