الكحول الإتيلي – ج- Alcohol
تأثير الكحول على الكبد:
يؤهب للإصابة بتشمع الكبد وهو أخطر مظاهر الانسمام الكحولي ويسبب تليف الكبد، كما يثير متلازمة زايفي Zeive Syndrome في الكبد والتي تتظاهر بما يلي:
– تشمع كبد ( تنخر خلايا الكبدية )
– يرقان انحلالي
– ارتفاع شحوم الدم
كما يسبب الكحول فرطاً في توتر وريد الباب Portal Hyper Pressure ، وهذا يترافق مع حالات تشمع الكبد؛ لذلك يطلب قياس التوتر داخل وريد الباب بواسطة الإيكوغرافي عند الشك بحدوث تشمع في الكبد
تأثير الكحول على الاستقلاب العام:
1- تأثير الكحول على سكر الدم:
تبدي الجرعات الكبيرة الحادة من الكحول تأثيراً رافعاً لسكر الدم نتيجة تنبيه الجهاز الودي في البدء الذي يحرر الأدرينالين الذي ينبه أدنيل سيكلاز والذي بدوره يحولATP إلى cAMP والأخير في مستوى الكبد ينشط أنزيم فوسفوريلاز الذي ينشط عملية انحلال الغليكوجين في الكبد ليتشكل عنه غلوكوز –1- فوسفات .
أما في حالة الإدمان الكحولي ( الانسمام الكحولي المزمن ) فإن الكحول يسبب نقصاً في سكر الدم نتيجة تثبيط عملية استحداث الغلوكوز.
2- على شحوم الدم:
يسبب الكحول ارتفاعاً في شحوم الدم بسبب الاضطراب الذي يحدثه في استقلاب الحموض الدسمة حيث يحدث زيادة في مركبات الليبوبروتين المختلفة في الدم.
3- على البروتينات:
يسبب الكحول نقصاً في مستوى البروتينات في الدم( حيث ينقص امتصاصها من الأمعاء كما ينقص اصطناعها في الكبد ) وفي حالات البورفيريا ينشط الكحول أنزيم دلتا أمينو ليفولينيك أسيد سنثاز فيزداد تشكل دلتا أمينوليفولينيك أسيد مما يؤدي إلى ارتفاع أصبغة البورفرين، مما يؤهب لحدوث النوبات الحادة المتقطعة من البورفيريا، والعلاج يكون بإيقاف السبب وإعطاء أدوية المعالجة العرضية.
ولا يوجد دواء مثبط نوعي لـd -أمينوليفولينيك أسيد سنثاز كما مر لدى دراسة مركبات البورفرين.
4- تأثير الكحول على الشوارد:
– يؤدي الكحول إلى فرط إفراز الألدوستيرون مما يسبب انحباس الصوديوم وانطراح البوتاسيوم وبالتالي نقص مستوى البوتاسيوم في الدم
– يسبب الوذمات وخاصة الحبن Ascites والأخير حالة خطيرة ترافق تشمع الكبد وهي عبارة عن تراكم السوائل الوذمية في جوف البريتوان.
تأثيرات الكحول على الجهاز البولي:
للكحول تأثير مدر للبول لأنه يثبط تحرر الهرمون المضاد للإدرار ADH من النخامى الخلفية ؛إضافة إلى زيادة كمية السوائل المتناولة مثل البيرة والقهوة والشاي.
تأثيرات الكحول على الجهاز التناسلي:
يؤدي الكحول إلى ضعف النشاط الجنسي كما يؤدي إلى العقم عند الذكور وضمور الخصية إضافة إلى ضخامة الأثداء.
حيث ينقص مستوى التستوستيرون مما يؤدي تدريجياً إلى حدوث العقم؛وذلك بآلية تنشيط الأنزيمات المستقلبة للتستوستيرون وتثبيط الانزيمات المصنعة له.
محطة أدبية:
أشارت بعض الأعمال الأدبية إلى الانسمام الكحولي وتأثيره على النشاط الجنسي؛ فجاء في مسرحية ماك بيث لشكسبير حوار بين شخصيتين يسأل الأول:
?What about sex
فيجيبه الرجل الكحولي: إنه يثير الشهوة لكنه يذهب بالأداء بعيداً
Its provokes the desire but it takes away the performance
وفي ذلك إشارة إلى أن المشروبات الكحولية تؤدي في البداية إلى زيادة الرغبة الجنسية؛ لكن يصبح مدمن الكحول فيما بعد عاجزاً عن إتمام العمل الجنسي.
تأثير الكحول على الحمل والجنين:
يتمكن الكحول من اجتياز الحاجز المشيمي ويؤثر على الجنين أثناء الحمل ،كما يعتبر من العوامل المجهضة حيث أن معدل حدوث الإجهاض عند مدمنات الكحول يزيد بنسبة 3 أضعاف نسبته عند غير الكحوليات.
وإذا لم يحدث الإجهاض وولد الطفل فإنه يدعى بالطفل الكحولي لأنه أثناء الحمل يصل الكحول إليه بتراكيز معينة وبأوقات محددة وعندما ينفصل عن أمه تظهر عليه أعراض متلازمة الحرمان الكحولي أو متلازمة الانسحاب الكحولي والتي تتظاهر بما يلي:
– رجفان واختلاج عضلي
– هياج وتوتر
– زرقة. ويسمى الطفل بالطفل الكحولي
يؤدي الكحول أيضاً إلى تشوهات خلقية للجنين تتمثل بصغر حجم الجمجمة والدماغ وتناقص سطح الجمجمة وتغير في الأبعاد بين الأنف والجبهة وبين الأنف والذقن.
كما يتميز الأطفال الكحوليون بتأخر التطور الروحي الحركي كما يتعرضون للإصابة بالأورام وأخطرها:
– الأورام الدبقية Neuroglioma
– أورام أرومات الخلايا العصبية Neuroblastoma .
التأثير المضاد للعفونة:
يخثر الكحول المطلق بروتينات الغلاف الخلوي فتتشكل طبقة عازلة لا يستطيع الكحول النفوذ عبرها والوصول إلى داخل الخلية الجرثومية وبالتالي يتمكن من تخريب بنائها الخلوي؛ لذلك لا يمكن استخدامه كمحلول مطهر.
بينما يستفاد من الكحول بدرجة 60-70% ( الكحول الطبي ) في التطهير الموضعي ( لمنطقة من الجلد مكان الحقن مثلاً ) وهو من المطهرات متوسطة الشدة يجتاز الغلاف الخلوي للجراثيم ويخرب البناء الخلوي لها.
حيث نميز بالنسبة لشدة التطهير مطهرات شديدة ومتوسطة وضعيفة شدة التظهير، ويعتبر الكحول متوسط الشدة لأنه لا يستطيع إبادة الأبواغ ولا الفطور ولا الحمات ( الفيروسات ) ولا الركتسيات؛ ولهذا السبب يستعاض عنه بمطهرات أقوى مثل محاليل اليود وأخرى حديثة مثل كلور هيكسيدين– سيتريميد – غلوتاثارات – هكساكلوروفن والتي تعتبر مطهرات شبه مثالية تستخدم في العمليات الجراحية.
التداخلات الدوائية:
1- الكحول بما يحتويه من التيرامين ( وهو مقلد ودي )+ مثبطات M.A.O ( فنيلزين – إيبرونيازيد – نيلاميد) يؤدي إلى فرط توتر شرياني صاعق.
2- الكحول + مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ( إيميبرامين )يؤدي إلى زيادة تثبيط C.N.S
3- الكحول + خافضات الضغط الشرياني بمختلف أنواعها يؤدي إلى زيادة هبوط الضغط الشرياني
4- الكحول + مميعات الدم الفموية ( ديكومارول – وارفارين ) يؤدي إلى نقص فعالية مميعات الدم الفموية لأن الكحول يحرض الأنزيمات المستقلبة لمميعات الدم الفموية.
5- الكحول + خافضات سكر الدم الفموية ( غليبيزيد ) يؤدي إلى نقص فعالية خافضات سكر الدم الفموية لأن الكحول يحرض فعالية الانزيمات المستقلبة للخافضات.
6- الكحول + ( مضادات الهيستامين H1 بنزوديازيبينات، باربيتورات ) يؤدي إلى زيادة تثبيط C.N.S
7- الكحول + دي سلفيرام يؤدي إلى احمرار وجه – تسرع قلب – تعرق – صداع نابض وهو صداع وعائي المنشأ يترافق الألم مع كل نبضة – عطش – زلة تنفسية – آلام بطنية – هبوط ضغط – غثيان – إقياء ………… إضافة إلى الطعم المعدني في الفم Metalic Taste وهو طعم منفر من الكحول وذلك نتيجة زيادة الأست ألدهيد.
8- الكحول + كلورامفينيكول ( صاد حيوي )، أو فيورازوليدون ( وهو من المركبات الكيماوية المضادة لالتهاب الأمعاء وليس من الصادات الحيوية ) أو ميترونيدازول ( وهو مركب كيماوي مضاد للأميبا والجيارديا والذؤيبات المشعرة وكذلك عند حقنه وريدياً فإنه يفيد في علاج الإنتانات بالجراثيم اللاهوائية Anaerobic Bacteria ) أو تولازولين ( حاصر لمستقبلات a1 ) أو غريزيوفولفين Gresiofolvine ( وهو مضاد فطري خاصة للفطر الذي يسبب القرع وهو أحد الفطور البشروية )
يؤدي إلى حدوث تأثيرات مشابهة لتداخله مع الدي سلفيرام.
- الكحول + فينيتوئين يؤدي إلى نقص فعالية الفينيتوئين لأن الكحول يحرض الانزيمات المستقلبة للفينيتوئين .
- الكحول ( مخرش للغشاء المخاطي ) + الساليسيلات
( مخرش للغشاء المخاطي )يؤدي إلى زيادة تخريش الغشاء المخاطي والتأهب لحدوث نزوف هضمية، وفي حال الإصابة بالقرحة فإنه يؤهب لانثقاب القرحة.
الاعتياد الكحولي والإدمان الكحولي:
الكحول من المركبات سريعة الإحداث للاعتياد الدوائي
( الانسمام الكحولي المزمن )؛ حيث يدخل المريض بسرعة في حلقة الإدمان بمرحلتيها: مرحلة التعلق النفسي ومرحلة التعلق الجسدي وفي حال التوقف عن تناول الكحول تظهر متلازمة الحرمان أو الفطام أو الانسحاب الكحولي والتي تتظاهر بما يلي:
– رجفان · غثيان وإقياء
– وهن عضلي · قلق وتوتر
أما في الحالات الشديدة فتظهر علامات الهذيان الارتعاشي Delirium Tremensوتشمل نفس العلامات السابقة مع ازدياد شدتها إضافة إلى الإصابة بالأهلاس السمعية والبصرية واضطرابات في السلوك والتفكير ………
تبين بعض الدراسات أن معالجة هذه الحالة تكون بإعادة إعطاء جرعات معينة من الكحول ،بينما تفضل دراسات أخرى إعطاء بدائل الكحول مثل: الباربيتورات – البنزوديازيبينات _ الكاربامازيبين ……
I- التسمم الحاد بالكحول Acute Alcoholic Poisoning
وتحدث نتيجة تناول جرعات كبيرة من الكحول دفعة واحدة، ونميز فيه مرحلتين:
1- مرحلة التهيج والإثارة: وتتميز بحدوث اضطراب شديد في الوعي ثم بعد ذلك يصاب الشخص بحالات من تلعثم الكلام واضطراب التوازن والتتغيم الفكري وطنين الأذن إضافة إلى ظهور علامة الرنح واضطراب الرؤية ( غشاوة بصرية ).
2- ويترافق ذلك بالبكاء أو الضحك كما يصبح الكحولي ذا مزاج عدائي؛ حيث يمكن أن يعتدي على الآخرين بكل صنوف الاعتداء ( سرقة – قتل – اغتصاب …… ) ثم مع زيادة كمية الكحول وبدء تثبيط المراكز الحيوية في البصلة السيسائية يدخل المريض في المرحلة الثانية وهي:
3- مرحلة السبات.
المعالجة:
تختلف حسب مرحلة التسمم:
1- ففي مرحلة التهيج نعمد إلى إعطاء المهدئات العصبية مثل الباربيتورات – البنزوديازيبينات بالإضافة إلى الفيتامين B6.
2- أما في مرحلة السبات التي تتميز بفقدان الوعي وزيادة سكر الدم فتعتمد المعالجة على تسريع انطراح الكحول لذلك يعطى في البدء محاليل سكرية دكستروز 5%
( رغم وجود ارتفاع في سكر الدم ) لتنشيط وظيفة الكلية وبالتالي إطراح أكبر كمية ممكنة من الكحول خاصة أن الكحول يخضع لنظام الاستقلاب من الدرجة صفر.
ويعطى مع المحاليل السكرية جرعات من الأنسولين العادي السريع ( المتبلور ) بمعدل 10-20 وحدة في اللتر الواحد من الدكستروز 5% لأنه يعمل على إنقاص سكر الدم من جهة كما يعمل على استهلاك كميات كبيرة من البيروفات وحمض البيروفيك من جهة أخرى ؛حيث تبين دراسات الحرائك الدوائية أنه في حال ارتفاع البيروفات والبيروفيك أسيد تتباطأ عملية انطراح الكحول ، لذلك نعمد إلى تخفيضها بإعطاء الأنسولين ولأن تخفيضها أيضاً يزيد من طرح الكحول بشكل مباشر.
وفي مرحلة لاحقة نضيف إلى هذه المعالجة الأدوية المنبهة المركزية مثل الكافئين والمركبات المنبهة للبصلة السيسائية مثل نيكيتاميد و البيكروتوكسين واللوبيلين التي تنشط المراكز العصبية الموجودة فيها
( المركز التنفسي والمركز المحرك الوعائي )
II- الانسمام الكحولي المزمن ( الإدمان الكحولي )Chronic Alcoholic Intoxication:
تحدث هذه الظاهرة لدى تناول المشروبات الكحولية باستمرار وتترافق بكافة الأعراض المرافقة لتناول الكحول :
– فقر دم بكافة أشكاله نتيجة نقص ( B12 – الحديد – حمض الفوليك… ).
– بلاغرا نتيجة نقص حمض النيكوتين أميد Vit P.P.
– التهاب غشاء المعدة المخاطي الضموري المزمن ونقص الإفراز العامل الداخلي لكاسل.
– تشمع وتليف الكبد الضموري.
– متلازمة زايفي.
– فرط توتر وريد الباب.
– ارتفاع شحوم الدم الذي يسبب تصلب الشرايين وحالة تدعى تشحم الكبد.
– متلازمة كورساكوف Korsakoff Syndrome: وهي متلازمة مرضية نفسية تتميز بحدوث أهلاس سمعية وبصرية.
– اضطرابات ذهانية حيث يصاب المريض بالارتباك وعدم التركيز وانعدام القدرة الفكرية عند المريض.
Discussion about this post