الصلاة هي حضور دائم أمام الله
تكمن أهميّة أو جوهر الصلاة كما علمنا جمع غفير من القديسين ، في أنها تجعلنا ماثلين في حضرة الله ، فنمتلئ بالنعم، فيتقوي إيماننا كما أنها تجعل الله قائداً ومعلما لحياتنا، فتأخذ أعمالنا شكلها الكامل. فتتغذّي جوانب حياتنا اليومية بنور الرجاء ، وتنمو قوة محبتنا لله وللبشر ولكل مخلوقاته
و المؤمن الذي يرى الله في كلّ شخص، يقوم بكل عمل أو خدمة إنسانية من منطلق إيمانه بيسوع المسيح فيتغير شكل عمله بلون جديد، ويكون تصرفاته لها معنى ، هذا ما عاشه القديسون والقديسات فكانت الصلاة غذاء حياتهم اليومية .
الصلاة تؤهلنا وتقودنا لأن نرى العالم كما يراه الله. ولكي تكتمل صلاتنا يجب علينا تغذية إيماننا بالقراءات الروحية والتأمل في الكتاب المقدس. هذا الإيمان الذي يجب أن يظهر طيلة النهار من خلال أعمالنا التي نقوم بها، وإلا فلا نتعجب إذا ما وجدنا إيماننا جامداً وضعيف وقت الصلاة
بوسعنا أن نتخيّل حياة مسيحية كاملة من دون أيّة أعمال تقوية، ولكن من غير الممكن أن نتخيّل هذه الحياة من دون أيمان وصلوات كثيرة. إن الممارسات التقوية ليست سوى وسيلة مساعدة لتحريك مشاعر الصلاة فينا. لذا فمن المهم جداً أن لا نحكم على أنفسنا أوعلي الآخرين من خلال ممارساتهم الأعمال فقط .
هناك فرق كبير بين ألذهاب إلى مأدبة من أجل ألشبع ،،، والذهاب إليها من أجل الصديق الحبيب. إن البحث عن الانفعالات والأحاسيس يجعلنا ننحرف عن مسار الصلاة. وما هذه الانفعالات سوى نعمة مرافقة يعطينا الله إيّاها متى شاء أثناء صلاتنا… من هنا فالإنسان المتجرد الذي يأتي إلى الله من أجل الله ذاته وليس من أجل مصلحته الخاصة، هو الذي يجد كل شيء. من أتى ليأخذ لن يجد سوى الفراغ، لن يجد سوى ذلك الذي يضم مشيئته إلى مشيئة الله
إذاً يجب علينا الانتباه من ربط نجاح صلواتنا بالخشوع والتواضع الذي اتصف به القديسون والقديسات الذين باحترام كبير أحبوا الرب كما أحبهم أولا .
من ناحية أخرى يجب أن لا نثق دوماً بأحاسيسنا وإلا أخطأنا. والمقصود هنا أن أغلبية من هجروا الصلاة إنما فعلوا هذا لأنهم “أحسوا” أن استمرارهم بالصلاة لن يفيدهم بشيء. فرأوا أن الأجدر بهم المضي إلى أعمال فهي أكثر منفعة بنظرهم.
يكمن جوهر الصلاة في الإرادة والاستعداد ألكياني العميق لاتخاذ اتجاه حر نحو الإتحاد بالله وبأعمال الإيمان، والمحافظة على هذا الاتجاه ،هي استعدادنا للالتزام والاستمرارية بقصد ثابت. عندئذ تكون صلاتنا حقيقية ، ومترجمة بحياتنا اليومية.
صــــــــــلاة :
يا رب استجب دعائي .. لكن لا بحسب إيماني ، فإيماني ضعيف ، ولا بحسب محبتي لك فإني لا أزال فاتراً ، ولا بحسب قداستي .. فإنها ضئيلة ، ولا بحسب ثباتي فاني كثير التشتت ، ولا بحسب أعمالي ، فاني اخجل لمجرد ذكرها ، ولا بحسب خطاياي فإنها كثيرة ولا بحسب حياتي الماضية ، فقد كانت كثيرة الشقاء ، لابتعادي عنك .
لكن استجب لي يا ربي بحسب رحمتك فان رحمتك تغلب ضعف إيماني وتتجاوز عن فتوري وتشتتي وتستر خجلي وشقائي وتغفر كل خطاياي.
لذا فأنني أصلي مستعطفاً رحمتك واثقاً انك برحمتك الوافرة ستستجيب دعائي يا ربي والهي . أمين
الأب / بيوس فرح ادمون
فرنسيسكان – مصر
No Result
View All Result