والدة الإله في أيقونة الميلاد
تجلس العذراء بدون ألم أو إنفعال، دلالة على الولادة العجيبة، فالمولود منها هو الله، هي ملتحفة برداء أحمر قاتم دلالة على أن نعمة الله قد حلت عليها و ظللتها (لو ١: ٣٥): “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ”. تحت الرداء الأحمر نجد لباس أزرق أو أخضر دلالة على أنها بالرغم من تأنس الرب من خلالها وحلول النعمة عليها، فهي لم تفقد شيئاً من إنسانيتها.
تتوسط العذراء الأيقونة بحجمٍ كبير لإظهار أهميتها ومحوريتها ومساهمتها في هذا السر العظيم، وذلك بسبب تواضعها وطاعتها ودخولها في مشيئة الرب.
هي تتأمل بهدوءٍ سر التجسد، نراها في بعض الأيقونات تنظر باتجاه يوسف لتعلمنا الصبر و محاربة الإلحاد والشك والتغلب على الأفكار الشيطانية بما يختص بعذريتها والقبول الصعب بأن الإله قد حل فيها واتخذ له منها جسداً.
في بعض الأيقونات نراها مستلقية على فراش وكأنه يغلفها تماماً مثل الشرنقة، دلالة على نقاوتها وعلى أن الخطيئة لم تتمكن من النفاذ إليها بسبب جهادها الشخصي (لو ١: ٤٨): “لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي”، وليس كامتياز خاص، لذلك استحقت أن يختارها الرب ليتجسد من خلالها (لو ١: ٣٠): فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: “لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.”
النجوم الثلاث الموجودة في كل أيقونات السيدة على كتفيها وجبينها ترمز الى عذرية البتول قبل الولادة وأثناءها وبعدها.
تعابير وجهها تتسم بالحزن والوداعة معاً كإشارة إلى إدراكها للآلام والصلب☦️💟
(اعداد ريمون معتوق)
No Result
View All Result