إدمان الكحول.. أسوأ أمراض العصر
الكحول مشكلة اجتماعية خطرة وهي محرمة شرعا وغير مقبولة اجتماعيا لكن كثيراً من هؤلاء الأشخاص الذين يتناولون الكحول في المناسبات لا يعتبرون شرب الكحول مشكلة لديهم، ويخبرونك بكل وضوح بأنهم ليسوا مدمنين، بل إنهم يستطيعون ترك الكحول لمدة قد تصل الى بضعة أشهر، وإنهم لا يشربون إلا اذا كانت هناك مناسبة تستحق الشراب..!
مثل هؤلاء قد يكونون تعرضون لبعض المشاكل المالية والعملية والاجتماعية.. فمثلا قد لا يستطيعون التركيز في عملهم، وربما لا يستطيعون الذهاب الى العمل نتيجة الصداع أو بقايا آثار الكحول من جراء شرب في الليلة الماضية. أو مشاكل مالية، حيث يصرف الشخص الذي يشرب الكحول مبالغ كبيرة وذلك من مصاريف عائلته، الذين قد لا يستطيعون شراء بعض المستلزمات الضرورية لحياتهم اليومية.وهناك ثمة أوضاع يجب على المرء أن يتوقف مباشرة عن شرب الكحول وليس هناك مجال للتقليل أو ما شابهه بل يجب التوقف تماما والابتعاد عن كل شيء يمت إلى الكحول بصلة.
من هذه الحالات؟؟
المرأة الحامل:
يجب على المرأة الحامل أن تتوقف عن شرب الكحول، أما قضية التخفيف فإنه غير منطقي وواقعي، فكثير من السيدات الحوامل، يحاولن التخفيف من شرب الكحول، غير أنهن في غمرة الاستغراق في الشراب، خاصة أن الاقبال على الكحول لقي رواجا في العقدين الأخيرين، حيث ازداد نسبة السيدات اللاتي يتعاطين الكحول، سواء كان ذلك في المناسبات العامة، أو ما يعرف بالشرب في المناسبات الاجتماعية اللائي يطلق عليهم (Social drinkers) وهن بالطبع يختلفن عن المدمنات Alcoholics)) وللأسف فإن كلتا الفئتين بدأتا تكثر عند النساء، وربما ذلك يرجع إلى الضغوط النفسية التي تواجهها السيدات في المنزل وكذلك خروج نسبة كبيرة منهن الى العمل، فأصبحن تحت ضغوط نفسية في العمل، وكذلك المسؤولية عن المنزل والزوج والاولاد ورعاية جميع شؤون المنزل..
المرأة الحامل يجب كما أسلفت أن تتوقف عن الشراب، لأن في ذلك خطر حقيقي على الجنين.. هناك بعض السيدات يعتقدن بأن الشرب باعتدال أثناء الحمل لا يضر بالجنين ولا يسبب له مشاكل، ولكن الدراسات الأخيرة بينت بأنه حتى وإن كانت لا تظهر مباشرة التأثيرات السلبية على الجنين فإنها قد تتأخر وقد تظهر في سنين متأخرة عمر الطفل.
لذلك يفضل ان تتوقف المرأة الحامل عن الكحول، خاصة اذا كانت تستطيع ذلك، ولم تكن من المدمنات.
التوقف عن تناول الكحول :
إذا أراد الشخص أن يتوقف تماما من الكحول، وقرر قراراً حاسماً بأنه سوف يتوقف عن تعاطي الكحول لأسباب شتى، مثل عودة وعيه له بأن الخمر والمسكر حرام، وأراد أن يتوقف فجأة عن تعاطي الكحول، هنا يجب الأخذ بعين الاعتبار نوعية تعاطيه للكحول، فثمة أشخاص يجب أن يتركوا الكحول تحت إشراف طبي، حتى لا يصاب بأعراض انسحابية، وقد تكون هذه الأعراض الانسحابية خطرة وفي بعض الأحيان يؤدي الانقطاع المفاجئ عن الكحول، خاصة إذا كان المرء يتعاطى الكحول بشكل مستمر، وبكميات كبيرة، وبشكل يومي تقريبا، هنا يجب أن يخضع مثل هذا الشخص إلى رعاية صحية، وأن يكون توقفه في المستشفى أو في مكان قريب من المستشفى، حتى لا يعرض حياته للخطر.
ويجب أن يكون هناك شخص يرعاه في مكان إقامته، مثل زوجه أو أبناؤه أو أحد أقاربه أو شخص مختص، كممرض أو شخص لديه دراية ومعرفة بمثل هذه الحالات.
في البداية يجب على المرء أن يعرف هل هو مدمن أم ان كل ما يعانيه هو مشاكل مع استخدام أو تعاطي الكحول.
السؤال الذي يجب أن يسأل المرء نفسه في هذه الحالة هو:
هل فعلا يريد أن يتوقف عن الشراب وتعاطي الكحول ام أنه يرغب فقط ولكن لا يستطيع القيام بعمل جاد كهذا..!!
إن التوقف عن الشراب ليس أمراً سهلا حتى بالنسبة لغير المدمنين.. فأكثرهم يظن أن الأمر ليس سوى مجرد أوقات جميلة يستمتع بها دون أن يضره شيء.
وأكثر من ذلك، فانهم يظنون أن الشراب مفيد بصورة جيدة إذا لم يفرط المرء في الشراب.. لكن مقدار الشراب ليس معروفا لهؤلاء، وخلال عملي اكتشفت بأن كثيراً من الأشخاص حتى المتعلمين والمثقفين لا يعرفون كم النسبة وكم الكمية الضارة التي تسبب مشاكل صحية.
إذا رغب المرء في معرفة مشكلته مع شراب الكحول فانه يجب ان يكتب هذه النقاط..
– هل أنا مدمن كحول أو هل احد لمح لي بهذه الصفة، أو أن طبيب نصحه بأنه مدمن كحول؟
– هل لدي مشكلة مع تعاطي الكحول؟ هل قال لي أحد من أصدقائي أو أقاربي بأنني أُعاني من مشكلة في تعاطي الكحول، بحيث إنني حين أشرب أخلق بعض المشاكل لي شخصيا أو لأحد ممن حولي، وهل يؤثر الكحول على علاقاتي مع زوجتي و؟أبنائي أو اصدقائي أو يؤثر على عملي؟
– هل أنا فعلا اريد من فعل شيء نحو موضوع تعاطي الكحول بالنسبة لي؟ هل أنا جاد فعلا فيما أنوي فعله أم أنها مجردة نزوة، ومرحلة مؤقتة ثم تتلاشى هذه الرغبة، وربما ذلك جعلني أعود للكحول بصورة أشد وأكثر شراسة وربما بدل من أن أستفيد من تجربتي والرغبة التي راودتني في فعل شيء ما، فإن العكس قد حدث.
– هل أنا من الأشخاص الذين تجدي معهم النصيحة والكلام لمساعدة نفسي أم أنني من الذين يستمعون الكلام من الأذن الأخرى.. أو من الذين يستمعون ويبدون تحمسا.. ولكني في قرارة نفسي ليس لدي القناعة بالتغيير فيما يتعلق بموضوع الكحول، وأعتقد أنه واحد من المتع في حياتي، وليس لدي أي رغبة في تركه، أو تغيير عادة الشراب أيا كانت الظروف
– هل أنا من الأشخاص الذين أرغب في الاستمتاع بالشراب، ولكن أرغب في معرفة أقل الطرق ضررا، وأرغب في مساعدة أشخاص يساعدونني في هذا الامر
أي أنني لا أريد التوقف عند الكحول ولكن أريد الانبساط والشراب وفي نفس الوقت لا أريد المضاعفات أو المشاكل الصحية الناتجة عن تعاطي الكحول.
الكمية الضارة
في مجتمعنا هذا الأمر بالغ الخطورة، فكما أسلفت كثير من الناس لا يعرفون الكمية الضارة للشراب، والأمر الآخر هو ان الخمر ممنوعة من التداول (هذا لا يمنع من توفرها سرا، وبسعر مرتفع، وهذا يضاعف المشكلة!!) فإن الذين يشربون الكحول عند توفر الكحول سواء كان خارجيا (وهو المفضل مثل الويسكي الفودكا والجن او حتى الجعة، البيرة المستوردة) فإنهم لا يستطيعون التماسك امام هذه المشروبات التي تفتح شهيتهم، ثم هم لا يستطيعون معرفة متى تتوفر لهم مرة أخرى..
للأسف الشديد فإني أرى أن ظاهرة تناول الكحول تتزايد ،. فإدمان تناول الكحول يعتبر من أسوأ الأمراض في العصر الحديث، وقد وضع في قائمة أكثر الاضطرابات الصحية التي يواجهها الإنسان.
الكحول وأمراض الكبد
تعتبر أمراض الكبد الكحولية مشكلة صحية رئيسية حيث يشكل تشمع الكبد أهم الأسباب لحدوث الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية . إذ يستجيب الكبد أولاً للكحول بتراكم الشحوم في خلاياه ، يلي ذلك التهاب الكبد ثم تشمعه . إن 90% ـ 100% من مدمني الكحول مصابون بالكبد التشحمي بينما 10 ـ 35% مصابون بالتهاب الكبد وحوالي 8 ـ 20% مصابون بتشمّع الكبد . إن أعراض الالتهاب الكبدي أو تشمع الكبد هي : تضخم الكبد ، رخاوة الكبد ، شعور بالألم ، فقدان شهية ، غثيان ، حين في البطن ( إمتلاء سوائل ) ما يؤدي إلى نتوء وبروز البطن . هذه الأمراض تؤدي أيضاً إلى تضخم الطحال والتهاب ونزيف في المريء والمعدة .
Discussion about this post