
حشريّة زكّا جعلته يصعد على جُمَّيْزَةٍ ليرى يسوع
ربّما حشريّة وربمّا شوق جعل زكّا يصعد على جُمَّيْزَةٍ ليرى يسوع حيث كان سيمر.
من الناحية الأرضيّة لم يكن زكّا يحتاج لشيء. كان عنده مال وخدم وحرّاس وممتلكات.
ولكن هل حقَّا لم يكن زكّا يحتاج لشيء؟
مهما امتلك الإنسان من أموال، ومهما امتلك من ممتلكات، ومهما كان منصبه عاليًّا ومرموقًا، إن لم يكن يسكن يسوع في بيته، يبقى في جوع وعطش.
أكثر من ذلك، عوض أن يكون الإنسان سيّد على ما يملك أو ما وصل إليه، يكون العكس تمامًا، ويصبح عبدًا زاحفًا للشهوات الترابيّة، وينتقل من سيء إلى أسوء، لدرجة يفقد فيها الحس، لأنّه لا يرى إلى نفسه، ولا يعمل إلّا لنفسه، ولا يعبد إلّا نفسه، ولا يمجّد إلّا نفسه. هذا ما حذّر منه الآباء القدّيسون بقولهم: “وحشٌ، عديم الحس”.
ولكن ما أن يدخل يسوع إلى القلب، يعود الإنسان إنسانًا ويفيض حبًّا دفّاقًا.
أمامنا كلّ يوم جُمَّيْزَة لنتسلّقها ونرى يسوع: وهذه الجُمَّيْزَة هي التَّوْبَة، ومعرفة يسوع قولًا وفعلًا، عندها يقول لنا يسوع: سأمكث في قلبك.
fr.athanasios chahwan
No Result
View All Result