العلاقة بين تعاطي التبغ والكحول
كتبت جوزفين ماركوتى
ستار تربيون: 24 مايو 2004 / نشر وتعريب جلوبال لينك.
عندما يكون هناك شرب سيكون هناك تدخين”. “أطلب مشروبا وولع سيجارة”. إنه زواج قديم بين آفتي الدخان وشرب الخمر. يحاول مجلس مدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا الامريكية تمرير قانون مقترح يحظر التدخين في الحانات والمطاعم على جانبي النهر في هذه المدينة. ويأمل القائمون على هذه الحملة ضد التدخين في الحانات والمطاعم ان يحدوا من المعـدلات المرتفعة من المدخنين الشباب الذين يرتادون هذه الحانات والمطاعم.
وبإفساد هذا التزاوج فى العادات – كما قال خبراء مكافحة التدخين- فإنهم يأملون ليس فقط فى تنقية جو الحانات من آثار الدخان لغير المدخنين، ولكن أيضا للحد من المعدلات المرتفعة والمنذرة بالخطر في أوساط الشباب بمينيسوتا. حيث لوحظ أن هناك عددا متناميا من الشباب يدخن أول سيجارة له في حانة (بار) وبعضهم يشعل السيجارة فقط عندما يشرب الخمور والكحوليات في هذه الحانات.
أظهر بحث حديث أن 40% تقريبا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 الى 24 سنة يدخنون مرة على الأقل يوميا، وتقريبا دائما عندما يشربون في الحانات أو في المطاعم. وقال حوالي 7% منهم أنهم يدخنون حسب الظروف بمعنى أنهم يدخنون عندما يختلطون اجتماعيا لأنهم اعتادوا على ذلك.
وأظهرت الدراسات المسحية مع ذلك أن الكثيرين قالوا أنهم يفكرون فى ترك التدخين (الاقلاع عن التدخين)، ولكن البعض منهم (العدد غير معروف بالتحديد) سيدمنون التدخين لبقية سنوات عمرهم كما قال الخبراء.”نعرف أن أماكن العمل الخالية من الدخان او التي يحظر فيها التدخين تساعد الناس على ترك التدخين” كما قالت جين ويجوم الناشطة فى مجال مكافحة التدخين فى القديس بول. لو مر مشروع قانون حظر التدخين، “سوف نرى فوائد صحية هائلة لهذه الفئات العمرية”.
خبراء الإدمان يعرفون منذ سنوات أن هناك علاقة قوية بين الكحول وتعاطي التبغ. ومعظم شاربي الخمر مدخنون بالمقارنة 23% من البالغين طبقا للباحثين.
قال خبراء إدمان النيكوتين أنهم ينصحون المدخنين الذين يريدون الإقلاع عن التدخين بالبعد عن الكحول كعامل أساسي لنجاح الإقلاع عن التدخين.
“لابد أن تغير السلوكيات التى لها علاقة بالتدخين” يقول دكتور ريتشارد هيرت الخبير فى علاج إدمان النيكوتين بمايو كلينك فى روشيستر. “لو كان السلوك الحافز على شرب السجائر هو شرب الكحوليات فلا بد من الإقلاع عن شرب الخمور ولو مؤقتا على الأقل لإنجاح محاولة الإقلاع عن التدخين”. والحقيقة ان شرب الخمور واحد من أهم الأسباب الشائعة التى تدفع المدخن السابق الى الرجوع للتدخين ثانية بعد الإقلاع كما قال دكتور مايكل فيور مدير مركز أبحاث التدخين والعلاج بجامعة ويسكنسن. “ولو سألناهم ماذا كنتم تفعلون عند الانتكاسة (اي العودة للتدخين ثانية)، نصفهم يقول انه كان يشرب الكحول وقد تأكد ذلك من خلال الفحوصات المخبرية التي تحدد نسبة الكحول فى مجرى الدم” كما قال فيور.
العلاقة تبدأ من الكلية :
هذه العلاقة بين الكحول وتعاطي الدخان تبدو أقوى بين طلبة الكليات والبالغين من الشباب. مات هنتينجز ورايان بيتمان هما مثال واضح على ما نقول. إنهما فى العشرينات من العمر. كل منهما أخذ شرابا وعلبه سجائر من نوع “جمل” خفيفة. قال بيتمان وعمره 27 سنة أنه مدخن منتظم ومدمن نيكوتين. وهنتينجز 26 سنة يدخن أحيانا، “هذه الأيام أنا أدخن حين أشرب الخمر فقط” كما قال. “والكثير من أصدقائي يدخنون عندما يشربون”. وبعد ساعة أخذ زجاجتين بيرة وسيجارتين. وقال إنه يستطيع التحكم في التدخين.
انه لا يدخن في المنزل، حتى لو أخذ بيرة فى نهاية اليوم. أنه لا يهتم أن يبقى يومين دون تدخين. لكنه يذهب مرتين أو ثلاث مرات فى الأسبوع للبارات والنوادي ويدخن سجائر مع أصحابه. “إنه أحد التأثيرات السيئة” كما قال هنتينجز هازا رأسه لبيتمان. والأثنان يكرهان فكرة حظر التدخين بالبارات والمطاعم لأنهم لا يعتقدون أن الحكومة يجب أن تقول لأصحاب الأعمال ماذا عليهم ان يفعلوا. فى الوقت نفسه، لم يبدوا سببا لماذا هو مقبول حظر التدخين فى أماكن العمل، وليس مقبولا فى البارات والمطاعم، السبب أن الشرب والتدخين من الممكن ان يجتمعان في البارات وليس في اماكن العمل. الاثنان خططا للتوقف أحيانا. كانوا يعرفون صعوبة ذلك.
قال بيتمان لو أنه يستطيع الشرب فى البار دون اللهفة للسيجارة عندها سيعرف أنه نجح فى الاقلاع عن التدخين. وقال أيضا “هكذا سأعرف أنني فعلتها وأقلعت عن التدخين”. ونعم كما قال “سيكون الإقلاع عن التدخين أسهل كثيرا لو أن التدخين يمنع فى البارات”. عند الكثير من الشباب العلاقة وطيدة بين الشرب والتدخين والسلوك الاجتماعي وكثيرا ما تبدأ هذه العلاقة المدمرة في الكليات والجامعات.
أظهرت دراسة مسحية (إستطلاع) على 1650 طالبا فى خمس كليات بمينيسوتا فى 2002 أن ثلث المدخنين يدخنون بانتظام خلال الأسبوع، 42% منهم قالوا أنهم يدخنون قليلا مرة كل حين. (فى الحفلات غالبا) كما قال جول لافلاند، الذى أدار البحث لمركز إقلال التبغ وتحسين الصحة الذراع البحثي للصليب الأزرق والدرع الأزرق بمينيسوتا.
عند الطلبة بالكليات يرتبط التدخين والشرب بارتياد الخطر وبالمغامرة. الحقيقة أن 69% من الطلبة يعتقدون أن الشرب تصرف مقبول، 50% منهم يعتقدون أن التدخين مقبول و9% منهم يعتقد أن تعاطى العقاقير المحرمة (المخدرات) شيء مقبول كما أظهر المسح. ويرى الشباب أن آفة التدخين غير صحية كما قال ثلاثة أرباعهم. و68% يرونها “احتفالية / مبهجة”. قال خبراء التدخين هذا ليس مفاجئا، لأن أكثر شركات التبغ والسجائر تعلن وتسوق التدخين فى الحانات (البارات) وتركز على الرسالة المبهجة. “انهم يذهبون حيث طلبة الكليات يذهبون للتسلية والمرح” كما قال لافلاند. وقال لافلاند أنه رغم أن العديد من طلبة الكليات فى هذا المسح قالوا أنهم يريدون الاقلاع عن التدخين إلا أنهم لا يريدون المحاولة وهم طلبة بالكلية لأنهم يدخنون عندما يشربون الخمور في البارات.”شرب الكحوليات منتشر جدا والعلاقة بين الكحول والتبغ قوية، سيكون من الصعب الإقلاع عن التدخين فى هذه السنوات” يقول لافلاند.
بهامش سته لواحد، قال من تم عمل المسح عليهم أنه مهم جدا ألا ندخن بعد التخرج، والغالبية قالت أنه (أي ما بعد التخرج) الوقت الذى سيتوقفون فيه عن التدخين. لكن الجزء الساذج هو أن من عمره 25 سنه مازال يذهب للبار. فهل بإمكان من يصر على الذهاب للبار وشرب الخمر أن يقلع عن التدخين.
Discussion about this post