
حجارة دمشق تتكلَّم!
فوق الباب الأوسط الشرقي لِما يُعرَف اليوم بجامع بني أُميّة الكبير في دمشق أو “الجامع الأموي”، وقد كان هذا الباب قبلاً مسدوداً بدكاكين النجّارين (حيّ القَباقبيّة) مكتوبة هذه العبارة باللغة اليونانية:
Ἡ Βασιλεία σου, Χριστὲ, βασιλεία πάντων τῶν αἰώνων, καὶ ἡ Δεσποτεία σου, ἐν πάσῃ γενεᾷ καὶ γενεᾷ.
ومعناها:
“مُلكُكَ أيها المسيح مُلكُ جميع الدهور، وسِيادَتُكَ في كلّ جيلٍ وجيل” (أنظر مزمور 13:144)
ويعلو ساكف الكُوَّة الجانبية الشمالية المسدودة بالمِحراب الكبير داخل المسجد، كتابة أيضاً باللغة اليونانية لهذه الآية من سفر المزامير:
Ο Θεός, ο ενδοξαζόμενος εν βουλή αγίων, μέγας και φοβερός έστιν επί πάντας τους περικύκλω αυτού.
ومعناها:
“الله مجيدٌ في مَجمَعِ القديسين، وعظيمٌ ورهيبٌ على الذين يُحيطونَ به أجمعين” (مزمور 7:88)
إنها كاتدرائية دمشق، أو كاتدرائية القديس النبي السابق المجيد يوحنا المعمدان، التي بناها إمبراطور الروم ثيودوسيوس الأول عام 379م وهي إحدى التُحَف التاريخية الفريدة لفنّ العمارة الروميّة، والتي أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بتحويلها إلى “مسجد” عام 705م. ولكن كل حَجرٍ فيها ما يزال يَئنُّ صارخاً من وطأة الزمن عليها وينطقُ بحقيقة تاريخها وهويّتها.
«أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!» (لوقا 40:19)
الأب رومانوس الكريتي
No Result
View All Result