
إشارات مجيء الفادي وعلاماته
يذكر سويتونيوس في “سِيَر حياة القياصرة” حدثاً لوحظ جزئياً، بحسب شهادة يوليوس ماراثوس: “لوحظت في روما عموماً معجزة بشَّرت بأنّ الطبيعة تُنجب ملكاً للشعب الرومانيّ. فقلِق مجلس الشيوخ إلى أقصى الحدود وأقرّ أنّه يجب عدم ترك أيّ طفل وُلد في تلك السّنة يعيش”. وبقي هذا القرار من دون تنفيذ. وأمّا قرار هيرودوس فقد نُفِّذ بالقوة.
لقد فُرض مرسوم هيرودس على جميع المولودين الذكور، بمن فيهم ابنه نفسه، خوفاً من أن يخلعه عن العرش الحاكم المنتظَر. أثبت هذا الحدث أيضاً، فضلاً عن الكتاب المقدس، على يد المؤرّخ الوثنيّ ماكروفيوس الذي ذكر: “حين علم أوغسطس بأنّ هيرودوس، ملك اليهود، أدرج ابنه في عداد الأطفال الذي قتلهم في سوريا، الذين لم يتعدَّ عمرهم السنتين، هتف: “إنه لمن الأفضل أن يكون المرء خنزيراً عند هيرودوس من أن يكون ابناً له””. وعن توقّع حضور المسيّا في تلك الحقبة، يذكر أيضًا المؤرِّخ اليهودي يوسيفوس: “وأما الآن، فأكثر ما دفعهم للشروع في هذه الحرب هو نبوءة غامضة وُجدت أيضًا في كتاباتهم المقدسة كيف أنّه قرابة ذلك الوقت، سوف يصبح أحد مواطنيهم حاكماً للأرض المسكونة”. وهكذا فقد أحسَّت جميع الأمم بالحاجة إلى مجيء المخلّص، وكانت جميعها بانتظاره.
كان هناك صوت سرّيّ يتكلّم في قلوب الأمم مذكّرًا إياها بالوعد الإلهي، ومعيداً إضرام ترقّبها للمخلّص المعلَن. كان الشوق إلى حضور المخلّص يتعاظم ويتوضّح بجلاء بمقدار ما كانت تتكاثر كل البلايا. كل الشرور كانت تتزايد وتُرهِق كاهل البشرية، والفساد الأخلاقي يُغرق كل طبقات المجتمع. ومع ذلك فما عاد يبزغ في أيّ مكان أيّ أمل بالخلاص. كان الكفر والإلحاد على وشك السيطرة على العالم. وقد دوّنت صفحات التاريخ في متونها انحطاط الإنسان المطلق.
(القديس نكتاريوس العجائبيّ أسقف المدن الخمس من كتاب “يسوع المسيح المخلّص والإله الحقيقيّ” ص٤٣-٤٤)
مجموعة مواضيع عقائدية وروحية
No Result
View All Result