
من أقوال القدّيس باييسيوس الآثوسيّ
اليوم يسعى الإنسان، قبل كلّ شيء، إلى التأمين على صحّته، على حياته… إنّما، في الوقت نفسه، إن كان بعيداً عن المسيح، يشعر أكثر بعدم الأمان.
وفقاً للبُعد عن الله، يشعر الإنسان في هذه الحياة بالقلق، وفي الحياة الأخرى سوف يعاني المضايقةَ أبدياً. هذا لأنّ الواحد يذوق في هذه الحياة، بحسب اتّباعه مشيئةَ الله، شيئاً من فرح الفردوس.
ربّما لا يملك الواحد شيئاً. إنّما إن كان له الله فلا يحتاج إلى شيء آخر. بينما إن كان يملك كلّ شيء وليس له الله، يبقى معذّباً داخل نفسه. لذا ينبغي للمرء أن يقرب الله بقدر استطاعته. إذْ فقط بقرب الله يجد الإنسان الفرح الحقيقيّ الدائم.
كلّ تعب يأتي أوّلاً من العقل، طالما يدور فقط في نطاق العلم ويكون بعيداً كلّياً عن الله . لذا لا يجد هؤلاء سلامهم الداخليّ وتوازنهم. بينما إذا كان الفكر يدور حول الله عندها يستخدم البشر حتّى العلم من أجل تنمية نفسهم وتنمية العالم، هذا لأنّ العقل يكون عندها قد تقدّس.
في زمننا هذا الجميع مأخوذون بالمادّيّات مشتّتون. عمل كثير، طعام كثير، هذا من الشيطان حتّى ينسوا الله. هكذا لا يقدرون- أو بالأحرى لا يريدون- أن يستفيدوا من حرّيّتهم من أجل تقديس النفس. لكن، لحسن الحظّ، ورغماً عن إرادة الشيطان، يخرج من كلّ هذا شيء صالح: لا يجد الإنسان بهذا كلّه وقتاً كافياً للخطيئة.
“اطلبوا أوّلاً ملكوت الله وبرّه وهذه كلّها تزاد لكم” (متّى 6: 33). من هنا تبدأ البساطة وكلّ مواجهة صحيحة.
No Result
View All Result