
كيف ينبغي لنا كعائلة أن نعيش فترة الأسبوع العظيم المقدّس؟
لقد انتهى الصَّوم الكبير وبدأ الأسبوع العظيم، وهو أهمّ مرحلة من مراحل السّنة الطّقسيّة في الكنيسة .
تستعدّ فيه الكنيسة لعيد قيامة المسيح، عارضة الأيّام الأخيرة من حياته، عندما تألّم من أجل خطايانا، إذ قال: “نفسي حزينة جدَّا حتّى الموت، امكثوا ههنا واسهروا معي” (متّى 26: 38).
يطلب يسوع منّا أن نسهر معه، وأن نرافقه على درب الآلام لننال القيامة المجيدة معه أيضاً. تعطي الكنيسة للإنسان، عبر صلواتها، فرصة لتحقيق التّوبة وتطهير القلب. بدأ كلّ من القدّيس النبيّ يوحنّا السّابق والرّبّ يسوع المسيح نفسُه البشارة بالكلمات: “توبوا فقد اقترب ملكوت السَّمَوات” (متّى 3: 2 ؛ 4 :17).
الأسبوع المقدّس يهيّئنا لعيد الفصح، ويُظهر لنا أنّه لا يوجد طريق آخر نحو القيامة سوى طريق الصّليب والألَم.
لقد تألّم الرّبّ، وأعطانا أن نحتمل ونصبر معه أيضاً. يقول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم إنّ الله يتألّم كثيراً ليس بسبب خطايانا فقط بل لأنّنا غير قابلين لأنْ نتغيّر ونتوب عنها.
في الأيّام الثّلاثة الأولى، يُفترض أن نعيد قراءة الأناجيل لتذكيرنا بأنّ الرّبّ خلقنا، لكنّنا صلبناه بخطايانا. في الأسبوع المقدّس نشارك، في الكنيسة، بمراحل آلام الرّبّ يسوع:
العشاء السِّرّيّ، التّسليم، الصّلب والدّفن. في صباح يوم الخميس العظيم يشارك المؤمنون في العشاء السّرّيّ بالمناولة المقدّسة.
هناك عادة في الكنيسة أن يتقدّم المؤمنون، قبل المناولة، إلى سرّ الاعتراف، وذلك ضمن التهيئة.
مع فجر يوم القيامة المجيدة، كان الملائكة أوّل مَن يعلَم بقيامة المسيح، تماماً كما كانوا أوّل من يعلَم بميلاده.
لذلك ترتّل الكنيسة قبل الهجمة: “لقيامتك أيّها المسيح مخلِّصنا الملائكة في السّماء يسبّحون. أمَّا نحن الذين على الأرض، فأهّلنا أن نمجدّك بقلوب نقيّة”.
لماذا نقول “بقلب نقيّ”؟ لأنّنا نحسب أنّه، في التهيئة لهذا اليوم المتلألئ، طهّر المرء قلبه بالصّيام قدر الإمكان.
لهذا، فليس المطلوب فقط أن نقف في الصّلوات ونردّد الكلمات، بل أن تتغيّر حالتنا الدّاخليّة بنعمة الرّبّ، وهذا يتطلّب منّا مراجعة الذّات والاعتراف بالخطايا، فالخطايا تبعدنا عن الرّبّ يسوع الآتي من أجلنا لخلاصنا وحياتنا.
تبدو صلوات الأسبوع العظيم مغايرة للتّرتيب المعتاد؛ فعلى سبيل المثال، صلاة الخَتَن هي للسَّحريّة، ونحن نقيمها مساء.
هذا الجوّ الخاصّ يدعونا إليه الأسبوع المقدّس،أن نغيّر نمط حياتنا، بشكل خاصّ، في المنزل، وأن نكون في جوّ جديد ومغاير. أن نعيش الأسبوع المقدّس يعني لنا تخصيص وقت للرّبّ من حياتنا المزدحمة، وذلك عَبر تبسيط جداول أعمالنا. الهدف أن نولي المسائل الرّوحيّة اهتماماً أفضل في هذه الفترة.
ونظرًا لأنّ كلّ عائلة لديها مجموعة من الاِحتياجات والمسؤ%D
No Result
View All Result