حبَّة القمح
في قرية صغيرة، كان هناك فلّاح بسيط يزرع أرضه بمحبَّة وإيمان.
وذات يوم، أخذ حبَّة قمح بين يديه، وقال لإبنه الصغير :
“أنظر ، هذه الحبَّة، إذا إحتفظنا بها في خزانة البيت، ستبقى كما هي… لا تموت، لكنَّها لن تعطي شَيئًا، لكن إذا دفنّاها في التُراب، إن إختفت، إن فُقِدَت، حينها فقط تبدأ الحياة.”
نظر الطفل إليه مُتعجِّباً :
“ولكن، يا أبي، كيف يُمكِن أن تُنتِج شيئاً بعد أن تُدفَن وتموت؟”
إبتسم الأب وقال :
“هذا هو السرّ، يبدو أنَّها تموت، لكنَّها في الحقيقة تبدأ رحلتها إلى الحياة الجديدة، ستنبت، وتُعطي سنابل، وتُطعِمنا خُبزاً ونعمةً.”
مرَّت الأيّام، ونسِي الطفل القصَّة، حتَّى جاء سبت النور، ذلك اليوم بين الموت والقيامة.
في قدّاس المساء، تذكَّر كلمات والده عندما قال الكاهن :
“المسيح دُفِنَ كحبَّة قمح في أرض الموت، لكنَّه سيقوم، وسيمنحنا الحياة الأبديَّة.”
إبتسم الطفل، وعيناه تلمعان :
“أنا فهمت الآن… يسوع هو حبَّة القمح… وسبت النور هو الصمت الَّذي يسبق العطاء.”
العِبـــــــرة :
سبت النور ليس فقط يوماً من الصمت، بَل هُوَ يوم الرجاء الصامت.
هو لحظة الإيمان بأنَّ ما يبدو ميتًا فينا – رجاءنا، فرحنا، قلوبنا المُثقلة – يُمكِن أن يُبعَث من جديد.
كما أنَّ حبَّة القمح لا تُعطي حياة إلّا بعد أن تُدفَن، كذلك المسيح إنتصر بقيامته بعد دفنه.
فلنؤمن أنَّ الله يعمل في خفاء، حتَّى عندما لا نراه، وأنَّ كُلَّ صمتٍ في حياتنا قد يكون تمهيداً لقيامة عظيمة.
خدام الرب