ساعة سجود
“القيامة: من الظلمة إلى النور”
١-“لكَ التَّسبيحُ أيُّها الحَيُّ القائمُ”
تأمل:
يا مَن بكَ نرتلُ المجدَ والتسبيح، أيّها الأزليُّ، يا مَن لا يُحدُّ بنور، يا مَن اختبأتَ في الجُرح، وأظهرت الحياةَ من الموت، نحنُ نرفعُ إليك بخورَ قلوبنا، نُعانقُ صليبَك، ونلثمُ ضياء قيامتك. أيها المُشرقُ من القبرِ كالعريس، أيها النورُ الخارجُ من العتمةِ كالبرق، لقد نزلتَ إلى الأعماق، وأنزلتَ معها الحُزن والهاوية، وها أنتَ اليوم تَرفعُ الإنسان من حُفرةِ الضياع، وتردُّ آدم إلى فردوسِ الرجاء. يا مَن قهرتَ الجحيمَ بذراعكَ اليمينة، وفتحتَ للأموات أبوابَ الحياة، فاضت السماءُ فرحًا بك، وتهلّلت الأرضُ بقيامتك. فكيف لا تُمجّدكَ الكنيسةُ اليوم؟ كيف لا تَسكبُ عند قدميكَ البخورَ والعِطرَ والدموع؟
لقد خرجتَ من الأم، بلا زرعِ بشر، وخرجتَ من القبرِ، بلا كسرِ حجر، قُمتَ، لا ليعود الجسد فقط، بل لينهضَ كلُّ قلبٍ ميت، قُمتَ، لا لذاتِك، بل لتَسحبَ معنا الإنسان إلى المجد.
صلاة:
يا يسوعَ الحيّ، يا قاهِرَ الموت، نقفُ أمامكَ لا بخوفِ الدينونة، بل برجاءِ الغفران.
ارفعنا من قبورنا اليومية، من ظلالِ الفشلِ والانكسار، واجعل قيامتكَ فينا قيامةَ رجاءٍ لا ينطفئ.
اجعلنا، يا ربّ، شعبَ القيامة، مملوءين مِنك، مشعّين بك، نحملُ بشرى النورِ وسط عالمٍ متألّم، نُباركُكَ مع بيعتكَ، نُسبّحُكَ مع جماعةِ المفديين، نرجوكَ لكلّ قلبٍ ضائع، لكلّ نفسٍ متعبة،
ليعودَ الكلُّ إلى مَقرِّ النورِ والحياة. آمين.
(صمت…)
٢-“قيامة المجد والتحرّر”
تأمل:
أيها المجيد، الذي يسبحُهُ خُدامُ النارِ والروحِ في قداسةٍ لا تُدرك، يا مَن انحَدَرتَ إلى الأمواتِ في حريةٍ تامة، لتحطمَ قيودَ الموتِ وتعيدَ إلى الحياةِ ما ضاع في الظلام. أنتَ الحيّ، وأنتَ الَّذي دَوسَ الموتَ بحُبِّك، لن يكون هناك موتٌ بعد اليوم، بل نورٌ وقيامة. بقيامَتكَ المجيدة، حرَّرتَنا من القلقِ بشؤون الأرضِ الزائلة، علمتنا أن نرفعَ قلوبنا نحو ملكوتك الأبدي، لنعيشَ حياةً مملوءةً بالصلاحِ والعملِ الصالحِ، ونسعى خلفَ برِّك، حتى نُؤهلَ أن نكون مع قديسيك، ونرفعَ المجدَ إليك، إلى أبيك، وإلى روحك القدوس، إلى الأبد. آمين.
صلاة:
إلى الإله الذي هزمَ الموتَ وقامَ في المجد، نرفعُ لكَ التسبيحَ والشكرَ من أعماق قلوبنا، أيها الحيّ الذي تحرَّرَنا من العبوديةِ للزمنِ، يا مَن أضاءت قيامتُك طريقَنا إلى الأبد، علّمنا أن نرفعَ أبصارَنا فوقَ الأرضِ، لننشدَ ملكوتكَ الأبدي، ونطلبَ برَّك، لنكونَ مع القديسين العاملين بمشيئتكَ، مباركين حياتنا بحضورك فينا.
(صمت…)
٣-“القيامة، الخلاص، والنور الأزلي”
تأمل:
أيها الحيّ الذي ذاق الموت طوعًا من أجل خلاص الإنسان، كنتَ صورة الله ومثاله على الأرض، وضجعت في القبر كالموتى، لكن في اليوم الثالث، قمتَ بمجد إلهي مُشرق، وأحييتَ من أسرّهم الشيطان القاسي، فرحتَ التلاميذَ، وأرسلتهم ليبشروا بقيامتك العظيمة، لقد أبشرتَ كل جسد، وكل نفس، لتعلن لنا أن الحياة فيك هي الحياة الحقيقية. يا من بهجتَ القلوب وأعطيتَ الأمل، لأنتَ الصالح الذي له المجد والإكرام، في هذا العيد، وفي كل أيام حياتنا، إلى الأبد.
صلاة:
إليك، يا نور السرمدي، نرفع لك التسبيح والشكر، يا من بسطت ملكك على العالم بإشراقك الباهر،
لك المجد، أيها الضوء الأزلي المحجوب، الذي تجلى بنعمته. أيها العلي، الذي حنى جلالته ونزل إلى الجحيم بقدرته، وأحييت آدم، ورفعتَه ليكون صورة ألوهتك. أيها المخلص الذي زرعتَ في الأموات رجاء قيامتك، فرحتَهم بنور وجهك العظيم. أيها العجيب، الذي أمر الملاك فدحرج الحجر عن فم القبر،
أيها العجيب، الذي تظاهر أمام حاملات الطيب كغريب، ورافق التلميذين في طريق عمّاوس، وعرفتهما عند كسر الخبز، فأعزيتهما وملأتهما بالحبور. نرفع لك هذه الصلاة، إحياءً لذكرى قيامتك المجيدة، أن تحيطَ بِيعتَكِ بسورٍ منيعة، وترفع شأنها كما وعدتَها، نقِّ كهنتها، واحفظ أبناءها، استأصل منها كل انقسام وخِصام، فَيَعُمُّ إيمانُها الأرضَ كلها. افتقد مرضانا بالعافية، بارك غلاتنا، وأرجع الخاطئين إلى التوبة، ونجِّ كل نفسٍ تَصرُخ إليك في ضيقها. احفظ جمعنا بقوة صليبك، اغفر لنا خطايانا بنعمتك، أهلنا أن نحفظ وصاياك، وارح أمواتنا في ملكوتك، فنقوم عن يمينك في ملكوتك.
آمين.
(صمت…)
٤-“الآب، والكلمة، والروح القدس”
تأمل:
اللهم، يا والِد النور، مبدأ الحياة، واهب المعرفة والنعم، خالق النفوس وصانع الجمال، يا واهب الروح القدس، كنز الحكمة، الذي يقودنا إلى كل ما هو صالح وبار، يا ربُّ، معلم القداسة، ضابط العوالم بإرادتك، قابل الصلوات النقية. إياك نسبح، أيها الابن الوحيد، بكرك الآب وكلمته، يا من وهبتنا نعمه الكثيرة، نحن الذين ندعوه معينًا لنا في كل حين. أيها الذات التي لا ينالها أذى، ولا سوسٌ ولا آكلةٌ تضر منها، يا واهب المتكلين عليه من خالص قلوبهم ما اشتهت أن تراه الملائكة، يا حافظ النور السرمدي والكُنُوز الباقية. يا من قشع الظلمة عنا بإرادة أبيه، وأصعدنا من اللجة إلى النور،
أعطيتنا من الموت حياة، ومنحتنا العتق من العبودية، جعلتنا بالصليب أبناء لبيت أبيك، وهدتنا بإنجيلك إلى أعالي السماوات، وعزيتنا بأنبيائك، وبشخصك أدخلتنا إلى بيت أبي الأنوار.
هب لنا، يا ربُّ، أن نمجدك ونثمر ثمارًا طيبة، فإذا ما حسُنا في عينيك، نعيش بك ونعمل بوصاياك، فنجرؤ أن ندعو أباك “أبانا”، ونطلب ملكوتك ومشيئتك، ويتقدس اسمك فينا، يا رب، لأنك القدير المجيد. الآن وإلى الأبد. آمين.
صلاة:
اللهم، يا والِدَ النُّور، يا مَبدَأَ الحياةِ، يا نَبعَ المعارِفِ والنِّعَم، يا خالقَ النُّفوسِ بِمَسَحاتِ الجَمال، يا واهبَ الرُّوحِ القُدُس، كنزَ الحِكمةِ الهادِي إلى كُلِّ صَلاحٍ وبِرّ، يا رَبَّ القُداسَةِ، ضابِطَ الأكوانِ ومُسْتَجيِبَ الأَنّاتِ النقيَّة… إِليكَ نَرفَعُ قُلُوبَنا، وإِليكَ نُسَبِّحُ.
أيُّها الابنُ الوَحيد، كَلِمَةُ الآبِ، بَكرُهُ الأَزلي، مَن وَهَبْتَنا مِن فَيضِكَ نِعَمًا لا تُحصى، نَصرُخُ إِليكَ يا معينَنا في ضِيقِنا، يا ذاتًا لا يُدرِكُها أَذًى، ولا يَفسُدُ جلالُها، يا واهِبَ التّائِقينَ ما لَم تَبلُغْهُ عُيونُ الملائكة، يا حافِظَ النُّورِ السَّرمديّ، وخازِنَ الكنوزِ الباقِيَة. يا مَن قَشَعَ الظُّلمةَ عنَّا بإِرادَةِ الآب، وأَصعَدَنا مِن اللُّجَّةِ إلى النُّور، أَعطَيتَنا مِن المَوتِ حياة، ومَنَحتَنا العِتقَ مِن العُبودِيَّة، جَعَلتَنا بالصَّليبِ أبناءَ بيتِ الآب، وهَدَيتَنا بإِنجيلِكَ إلى العُلى، وعَزَّيتَنا بأَنبيائِكَ، وبحُضورِكَ أَدخَلتَنا إلى مَسكنِ الآبِ، نَورِ الأَنوار.
فَهَبْ لَنا، يا رَبُّ، أَن نُثمِرَ ثِمارًا تُرضِيك، أَن نَحيا بِكَ، ونعملَ بِوصاياهُ، فَنَجرُؤَ أَن نُسَمِّيكَ: “أبانا”، ونَطلُبَ مَلكوتَكَ، ومَشيئَتَكَ، ويَتَقَدَّسَ بِنا اسمُكَ. لأَنَّكَ أَنتَ، أيُّها المَجيد، الأَزليُّ، القُدُّوس،
لكَ المَجدُ، مع الآبِ، والرُّوحِ الحَيِّ القدُّوس، الآنَ وإِلى الأَبَد. آميــن.
(صمت…)
٥-“نعمة القيامة، وظهور المجد”
تأمّل:
يا مَنْ بَشَّرْتَنا بِحَقٍّ لا يَبلى، وأنِرتَ فينا نورَ الخلاصِ الأبدي، يا من دُفِنْتَ في التُراب، وقُمْتَ في اليومِ الثالث، يا من شَهِدَ لكَ كيفا، والإثنا عشر، والخمسمائة، ويعقوب، وفي النهاية… شهِدَ لك بولسُ السِّقط! ها إنَّ إنجيلكَ، يا ربّ، ليسَ مجرّدَ كلمات، بل هوُ قوّةُ حياة، جذورُها في الموت، وثِمارُها في القيامة، والفجرُ الذي بَزغَ على القبرِ، لا يُطفِئهُ غُروبٌ. أيُّها المصلوبُ القائم، أنتَ لا تَنسى أحدًا: لا بطرسَ المتعثّر، ولا يعقوبَ الحائر، ولا بولسَ المضطهِد، ولا نحن، يا من آمَنّا بضعفٍ ورجاءٍ مرتجف. وها نُعيدُ مع بولس ذِكرى إنجيلكَ الذي يُخلِّص، وإنْ كنّا لا نستحقّ، فبنعمتِكَ صِرْنا ما نحنُ عليه! لا بقوّةٍ فينا، بل بالنعمةِ التي هي معَنا.
صلاة
أيُّها الرّبُّ يسوع، نشكركَ لأنك أقمْتَنا بقيامتِكَ، وسلّمتَ لنا إنجيلاً يُثبِّتنا في الرجاء،
ويحفظُ إيمانَنا من الزَّيفِ والنسيان. ذكّرنا دائمًا بأننا نعيشُ بنعمتِكَ، ونبشّرُ بقوّتك،
ونرقدُ على رجاءِ ظهورِك المجيد، يا من لهُ المجدُ مع الآبِ والرّوحِ إلى أبدِ الآبدين. آمين.
(صمت…)
٦-“نحنُ خَليقَةٌ جديدة، وسُفَراءُ للمصالحة”
تأمُّل:
أيُّها الحبُّ المصلوب، يا مَنْ ما عَرَفَ الخطيئة، وصارَ خَطيئةً لأجلي، أسرْتَنا بمحبّتكَ، وسَمَّيتَنا سفراءَ لك! لا نستحقّ، ولكنّكَ اخترتَنا، لا لنُدينَ العالم، بل لِنُصلِحَهُ بك، فيكَ، ومعكَ.
يا مَنْ ماتَ عن الجميع، لكي لا نحيا لأنفسنا، يا مَنْ بَذلَ ذاتَهُ، لكي نَغدو خَليقةً جديدة، نحنُ لم نعد نراكَ بعيونِ الجسد، بل بعيونِ القلبِ الذي صالَحتَهُ معكَ! كيفَ نعودُ إلى الموت، وقد غمرتَنا بالحياة؟
كيفَ نبقى أسرى الذنوب، وكلمتُكَ فينا دعوةُ غفران؟ إنّ القديمَ قد زال، والصليبَ مَزَّقَ صحيفةَ الدين، وصِرْنا نَحنُ بِرَّ الله… فيكَ! أيُّها الرّبُّ، أَودَعْتَنا كلمةَ المصالحة، لا سيفًا ولا شريعة، بل قلبًا مكسورًا بالمحبّة، فامْنَحنا أن نكونَ صِدْقًا سفراءَكَ، نَحْمِلُ وجعَكَ ونُبَشِّرُ بمجدِكَ، نُحبُّ حيث الكراهية، ونَغفِرُ حيث الظلم.
صلاة :
يا مَنْ خلَقْتَني من التُّراب، وخلَّصْتَني من ظلامي، يا مَنْ دعوتَني خَليقَةً جديدة،
لا تسمَحْ أن أعودَ إلى عُتمَةِ ذاتي. نَصْرخُ مع بولس رسولكَ: “تَصَالَحُوا مَعَ الله!”
نَصْرخُ إلى قلبِ هذا العالمِ الـمُتْعَب: “تَصَالَحُوا مَعَ الحياة، مَعَ النُّور، مَعَ الحُبّ الَّذي لا يَموت.”
يا يسوع، اجعلنا رسلاً لمُصالحتِكَ، املأنا من روحِكَ القدوس، واصْنَعْ بنا كنيستَكَ الجديدة، أُمًّا تحتضن البعيد، ومَرسى للهارب، وبيتًا لكلّ تائبٍ يريدُ أن يعود. آميــــن.
(صمت…)
٧-“حِينَ يُصبحُ القَبرُ بَذرةَ حياة”
تأمُّل:
في ظُلمةِ الفجر، قبل أن تصيحَ الدّيكةُ، وقبل أن تُشرِقَ الشمس، خرجَتْ مريمُ تبكي على قبرٍ اعتقدتْه النهاية، ولم تكن تعلم… أن القبرَ صار مهدًا للقيامة! الحجرُ قد رُفع، لكن القلب ما زال مثقلاً بالحزن. تجري، تصرخ، تقول: “أخذوه!” وكأنّها لم تسمع صوتَه يقول: “وفي اليوم الثالث أقوم”.
بطْرسُ يركض، والتلميذُ الذي أحبّه يسوع، يصل أوّلًا، لكنّه لا يدخل… أمام القبرِ، يصمتُ الحبُّ، ينحني، يتردّد، ثم يُبصرُ الرباطات، والمنديلَ مطويًّا، وكأنّ القيامةَ قد تمّتْ بهدوء، كما تُزهِرُ الحياة من عِتمةِ الأرض. يا رب، لم تكن القيامةُ انفجارًا من السماء، بل نسمةً فجرية، دليلها: رباطاتٌ لا تحمل جسدًا، ومنديلٌ مطويٌّ كأنّكَ ستعود. فآمنَ التلميذ، دون أن يرى الجسد، فقط رأى القبرَ فارغًا… وكفى!
صلاة:
يا مَنْ قُمتَ حين ظنّ العالمُ أنّكَ انتهيت، يا مَنْ انتصرتَ لا بالسيف، بل بصمتِ القبر، أنتَ يا يسوع، تقودُنا من بكاءِ المجدلية إلى إيمانِ يوحنا، من جراحِ الجمعةِ إلى نُورِ الأحد.
علّمني أن أؤمن، لا بما أراه فقط، بل بما تُعلّمُني إيّاه الرّوح، أن أرى الفارغ، وأمتلئ، أن أدخلَ القبرَ ولا أخاف، أن أركضَ نحوكَ كما التلاميذ، لكن لأراك، لا لأبحث عن جسد!
يا رَبّي، عندما يُظلمُ دربي، كن أنتَ فجري. وعندما أجدُ القبرَ مفتوحًا، ذكّرني أنك لم تُسرق، بل قُمت.
اجعلْني أقول مع التلميذ: “رأيتُ، فآمنت”. ولْتَكُن قيامتُكَ فيَّ كلَّ يوم، آمين.
(صمت…)
٨-دربُ الألمِ يُصيرُ نعمة
تأمُّل:
يا إخوتي، متى صار الألمُ نعمة؟ ومتى كان الظلمُ طريقًا للبركة؟ حين نُصغي إلى يسوع،
الذي لم يردَّ الشتيمةَ بشتيمة، ولا الجَلدةَ بلعنة، بل صلّى من أجل الجلّاد. لقد دُعيتُم لهذا،
لا لتنتقموا، بل لتتبعوا. لا لتصرخوا، بل لتصمتوا مع المصلوب، تتعلّمون كيف تكون الجراحُ فداء،
وكيف تُصبحُ الخشبةُ عرشًا للراعي.
هو حملَ خطايانا، لا في دفتر، بل في جسده، على الخشبة، لا في هيكل، بل على التلة،
لكي نموتَ عن الخطيئة، ونحيا لا بعد الآن لأنفسنا، بل للبر.
يا مَن كنّا ضالّين، يا مَن لم نكن نعرف الطريق، هو لم يتركنا، بل صار جرحه مرآةً نُشفى بها، وصمتهُ مدرسةً نتعلّم فيها الرجاء.
صلاة:
يا يسوع، يا من تألّمتَ لا عن استحقاق، بل عن محبّة، يا من ارتضيتَ القسوةَ صامتًا،
علّمتنا أنّ الصبرَ في البرّ قوة، وأن احتمالَ الألم لأجل الحقّ هو نِعمة. علّمني أن أتبعَك لا فقط حين تُكثّر الخبز، بل حين يُثبّتُ الجسدُ على الخشب. علّمني أن أصمتَ معك، أن أغفرَ كما غفرتَ،
أن أضعَ نفسي في يدَي الآب، كما فعلتَ.
يا راعي نُفوسنا، أنتَ الحارسُ في الليالي، والطبيبُ في الجراح، علّمني أن أمشي على خطاك،
حتى وإن نزفتَ، فجرحُك شفاء، وصليبُك طريق، آمين.