“إليكِ نرفع عيوننا، يا مريم”
يا أمَّ النور، يا من دخلتِ التاريخَ لا من باب العظمة الأرضيّة، بل من بوّابة الطاعة والوداعة، نرفع إليكِ قلوبنا في هذا الشهر المبارك، كما رفع الخاطئون أعينهم نحو يسوع، فشفاهم، وغفر لهم.
يا مريم، يا صورة الرجاء في زمن الظلمة، كيف لم يختفِ نوركِ عنّا؟ كيف ظللتِ تزرعين الرجاء في الليالي الحالكة؟ وكيف بقيتِ واقفةً عند الصليب، لا تهربين من الألم، بل تعانقينه حبًّا بالربّ؟
نراكِ واقفةً لا منكسرة، ساكنةً لا يائسة، مصلّيةً لا شاكية… نراكِ تتأمّلين في كلّ شيءٍ بقلبٍ أمين، وقلبكِ يصبح هيكلاً للروح، وملجأ للمنكسرين.
في هذا اليوم، نتعلّم منكِ الصمت، التأمل، والثقة العميقة في الله. نطلب نعمة أن نثق، حين لا نفهم. أن نصمت، حين لا نجد أجوبة. وأن نثبت، حين تهتزّ الأرض من تحتنا.
يا مريم، يا أمّ الصمت والإيمان، علّمينا أن نثق كما وثقتِ، أن نقبل مشيئة الآب، حتى وإن كانت سيفًا يخترق القلب.
يا أمّ الرجاء، خذي بأيدينا هذا الشهر، ورافقينا نحو ابنكِ يسوع، لنكتشف معه درب القداسة والفرح.
آمين.