يا مريم، يا أمّ الكلمة الحافظة
يا مَن حَبِلْتِ بالكلمةِ لا من سمعٍ بشريٍّ،
بل من فيضِ الروحِ وسكونِ الإيمان،
يا من أصغيتِ لوعدِ اللهِ وقلتِ: “ليكن لي”،
صِرْتِ كتابًا حيًّا، تُسطِّرُه الطاعةُ.
السلامُ لكِ، يا مَن حفظتِ الكلامَ في قلبكِ، وتأمّلتِه بصمتِ القدّيسين!
لم تُجَادِلي الملاك،
لم تطلبي برهانًا،
بل فتحتِ قلبكِ للسرِّ،
وآمنتِ بما لم يُرَ بعدُ.
يا مريم، يا إناءَ الوحي، علّمينا الإصغاء دون شكّ، والطاعة دون تردّد.
حين لم تفهمي كلمةَ سمعان:
“سيفٌ سيجوز في نفسِكِ”،
لم تُنكري، لم تُخاصمي،
بل حفظتِ الكلمةَ، وانتظرتِ نورَ الله.
علّمينا، يا والدةَ النور، أن نصغي لما لا نفهم، ونحيا بما لا نرى!
حين فَقَدتِ ابنَكِ في الهيكل،
لم تَتّهمي، بل بحثتِ بتأمّلِ الأمومة،
وحين وجدْتِه، لم تفرضي عليه شيئًا،
بل سَجّلتِ كلماته في قلبِكِ.
يا معلّمةَ التأمل، ازرعي فينا محبّةَ الصمت، والصبر، والإيمان العميق!
يا مريم، يا مَن فتحتِ أُذنيكِ لكلمة الله،
علّمينا أن نقرأ الكتابَ المقدّس بروحكِ،
أن نحفظَ كلامَ يسوع لا في العقول فقط، بل في الصدر والضمير.
اجعلي قلوبَنا مثل قلبكِ،
بيتًا داخليًّا يسكنه الله،
هيكلاً يتهجّى أسرارَ الإنجيلِ،
وكرمةً تنبتُ من الكلمةِ ثمارَ طاعةٍ وحبٍّ.
آمين. هللويــــــــا!